هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" على حق المقاومة الفلسطينية في العمل بالسبل كافة من أجل استعادة جثامين الشهداء الذي قضوا نحبهم في تفجير جيش الاحتلال الإسرائيلي لنفق الاثنين الماضي.
احتجاز جثامين
واستشهد 12 فلسطينيا؛ 10 منهم ينتمون لـ"سرايا القدس" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، ومقاومان اثنان من "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، حيث تمكنت طواقم الإنقاذ الفلسطينية من انتشال 7 من الشهداء، فيما أعلن الاحتلال الأحد عن احتجاز جثامين الخمسة الباقين عقب منعها طواقم الإنقاذ من مواصلة عملها.
وأوضحت حركة الجهاد الإسلامي، على لسان القيادي داود شهاب، أن إعلان قوات الاحتلال احتجاز جثامين شهداء النفق الخمسة الذين أعلن عنهم مؤخرا، "لم يكن مفاجئا"، مشددا على أن "المقاومة ستعمل بكل الوسائل للرد على الجريمة الإسرائيلية واستعادة جثامين الشهداء".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "العدو الصهيوني ارتكب جريمة مركبة مكتملة الأركان، فإضافة لجريمة تفجير النفق، منع طواقم الإنقاذ الفلسطينية من مواصلة عملها في البحث واستخراج المفقودين داخل النفق".
وأشار شهاب، إلى أن "جيش الاحتلال مع منعه الطواقم الفلسطينية من البحث، لم يتخذ أي خطوات للبحث عن المفقودين في الوقت ذاته، حيث انتظر إعلان الحركة عن استشهادهم ليكمل جريمته باحتجاز جثامين الشهداء الخمسة، في محاولة بائسة منه للتأثير على معنويات عائلتهم".
الضمانة الوحيدة
وحمل القيادي في حركة الجهاد، الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة المركبة"، مؤكدا التزام حركته بـ"العمل على استعادة جثامين الشهداء؛ بالطريقة والكيفية المناسبة التي تجبر العدو الصهيوني على ذلك".
واعتبر أن "السلوك العدواني للاحتلال يضع المصالحة الفلسطينية في اختبار مهم، من أجل إثبات جدواها ونجاعتها في تعزيز الصمود الفلسطيني وحماية جميع أبناء الشعب الفلسطيني".
وحول الدور المصري الراعي للمصالحة الفلسطينية في كبح جماح العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق قطاع غزة، أوضح شهاب أن "مصر أجرت العديد من الاتصالات مع المقاومة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار الذي أبرم عام 2014".
وبشأن ضمان مصر بعدم تكرار الاحتلال عدوانه على غزة، قال: "لا يوجد أي ضمانات يمكن لها أن تلزم إسرائيل بعدم تكرار هذا العدوان على قطاع غزة"، معتبرا أن "الضمانة الوحيدة التي تلزم الاحتلال بذلك؛ هي الرد على جرائمه؛ ونحن من جانبنا متمسكون وملتزمون بحقنا في الرد على جريمة وعدوان الاحتلال".
أوراق قوية
وأوضح شهاب أن "المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة الفلسطينية، فهي الآن بيدها ملف جديد يتعلق بجريمة إسرائيلية جديدة بحق الشعب الفلسطيني مكتملة الأركان، تتمثل بجريمة العدوان الإسرائيلي على النفق"، مطالبا السلطة بـ"متابعة هذا الملف قانونيا وسياسيا في المحافل الدولية؛ من أجل ملاحقة الاحتلال ومجرميه".
وعبر شهاب في حديثه لـ"عربي21"، عن عدم ارتياحه من موقف السلطة بقوله: "في الحقيقة حتى الآن لم نر أبدا أي تحرك من قبل السلطة في هذا الإطار"، مضيفا: "السلطة لديها أوراق قوية، لو تمكنت من استخدامها لنجحت في ملاحقة إسرائيل التي تتصرف الآن دون حسيب ولا رقيب".
وأضاف: "هذا الموقف يشجع قادة الاحتلال على المضي قدما في هذه السياسيات الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني".
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، أن احتجاز الاحتلال لجثامين الشهداء، هي "محاولة بائسة لفرض معادلة جديدة على المقاومة، تدلل على فشل رهاناته في النيل من صمودها وثباتها".
وشدد برهوم في تصريح له وصل إلى "عربي21" نسخة منه، أن سلوك الاحتلال "لن يزيدنا إلا إصرارا على التمسك بخيار المقاومة والاستمرار في امتلاك أدواتها كافة، وتطويرها للدفاع عن شعبنا الفلسطيني".
وأوضح أن "المقاومة التي عرفت كيف تستعيد أبطالها من سجون العدو في صفقة وفاء الأحرار، ليست عاجزة عن استرداد جثامين الشهداء الأبطال".