هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الجهود الحثيثة التي يبذلها منتجو النفط في الشرق الأوسط، لاستعادة السيطرة على أسواق النفط العالمية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إنه في ظلّ تصاعد وتيرة إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية
للنفط الصخري وإغراقها للأسواق العالمية بشكل غير مسبوق في غضون سنوات قليلة،
تراجعت أسعار النفط من 100 دولار للبرميل الواحد في منتصف 2014 إلى أقل من 30
دولارا للبرميل بحلول كانون الثاني/ يناير 2016.
وقد أدى ذلك إلى حدوث أسوأ انهيار في سوق النفط، ما
جعل الكثيرين يجزمون بأن الولايات المتحدة ستحل محلّ المملكة العربية السعودية
وتصبح منتجا بديلا لأسواق النفط العالمية.
وأوضح الموقع أن السعودية أقنعت البلدان المنتجة
للنفط، التي لا تنتمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، على غرار
روسيا، بالانضمام إليها في مساعيها لاستعادة سيطرتها على أسواق النفط العالمية عبر
ما يسمى بمجموعة منتجي "أوبك+"، وقد نجحت الرياض في هذه المهمة، حيث
ساهمت هذه المجموعة خلال السنة الجارية في زيادة أسعار النفط بنسبة 40 بالمئة
تقريبا بعد عقد صفقة لخفض ما مقداره 1.2 مليون برميل يوميا من النفط في الأسواق
العالمية.
وأضاف الموقع أنه وفقا لوكالة الأنباء الكويتية،
أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، عن قلق بلاده إزاء تهديد إيران
بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي ردا على زيادة العقوبات الأمريكية المسلّطة عليها.
اقرأ أيضا: روحاني: سنواصل تصدير النفط وسيرى الأمريكيون ذلك
ويأمل الجار الله في ألاّ تؤثر هذه التوترات بين
البلدين على المنطقة،ـ ويشير الموقع إلى أن هذا التهديد جاء بعد يوم من إعلان
ترامب عن نيته بعدم تجديد الإعفاءات التي منحها لمدة 180 يوما للبلدان المستوردة
للنفط الإيراني.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد
ظريف، أن بلاده "ستستمر في بيع نفطها (..)، (واستخدام) مضيق هرمز، ولكن في
حال اتخذت الولايات المتحدة إجراء غير مدروس يتمثل في محاولة منعنا من القيام
بذلك، فيجب عليها أن تكون مستعدة للعواقب المنجرة عنه".
وأضاف ظريف أن "الإبقاء على الخليج الفارسي
ومضيق هرمز مفتوحين يعتبر أمرا ذا أهمية بالغة بالنسبة لمصالحنا المتعلقة بالأمن
القومي، ولقد قمنا بذلك في الماضي وسنواصل القيام بالأمر ذاته في المستقبل".
وتابع الموقع قائلا إن "رئيس هيئة الأركان
العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، قد حذر في تصريح لوكالة
أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" يوم الأحد، من أن طهران قد تغلق ممر
الشحن الاستراتيجي في حال واجهت المزيد من "العدوان".
وقال باقري: "نحن لا نسعى إلى إغلاق مضيق هرمز،
ولكن في حال تزايد العدوان المسلّط علينا من قبل أعدائنا، فلن يكون أمامنا خيار
آخر"، مضيفا أنه "في حال لم يُسمح لنا بنقل نفطنا عبر المضيق، فمن
المؤكد أننا لن نسمح للدول الأخرى بأن تنقل نفطها عبره".
اقرأ أيضا: النفط يربك الأسواق العربية.. وهذه الأسهم تقود هبوط أبو ظبي
وأفاد الموقع بأنه على الرغم من أن إيران هددت
بإغلاق مضيق هرمز في العديد من المناسبات خلال السنوات الماضية، إلا أن هناك
العديد من التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة التي تحول دون تنفيذها لهذا التهديد،
لا سيما أن المنطقة تضمّ معظم أعضاء أوبك، بما في ذلك السعودية التي تعد أكبر دولة
مصدرة للنفط في العالم.
في الواقع، يمرّ حوالي ثلث النفط الخام المنقول عن
طريق الممر البحري في العالم عبر مضيق هرمز يوميا، ما يجعله شريانا استراتيجيا
يربط منتجي النفط في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في كل من آسيا والمحيط الهادئ
وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وذكر الموقع أن أسواق النفط العالمية أصبح أمامها
عنصر جديد يتعيّن عليها مواجهته، ألا وهو سيل تغريدات الرئيس الأمريكي التي غالبا
ما تأتي في الوقت غير المناسب وتبعث على الحيرة بشأن مجموعة من القضايا، بما في
ذلك ممارسة الضغط على "أوبك" للرفع من إنتاج النفط لمواجهة الضغط
التصاعدي على الأسعار.
وفي بداية الأسبوع، بدأت الأسعار تشهد هبوطا في أعقاب ضغط ترامب على "أوبك" يوم الجمعة من أجل زيادة الإنتاج، وفي نهاية الأسبوع، انخفضت الأسعار وسط تصريحات ترامب بأنه اتصل بالسعوديين وطلب منهم زيادة الإنتاج، وقد تراجعت الأسعار بنحو 3 بالمئة يوم الجمعة في الوقت الذي كان فيه المتداولون يُقيّمون حالة انعدام اليقين المتعلقة بالطلب الذي توجّه به ترامب للأوبك لخفض الأسعار.
وفي الختام، أفاد الموقع بأنه إلى جانب الأساليب غير
التقليدية التي يعتمدها ترامب للتواصل مع الأطراف في الداخل، والحلفاء والأعداء
على حد سواء، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم
اليوم، حيث تضخّ مؤخرا ما يعد رقما قياسيا وهو 12.1 مليون برميل يوميا، لا يزال
يتعين على الرئيس الأمريكي اللجوء إلى التكتيكات لمحاولة إقناع منتج النفط في
الشرق الأوسط بالمساعدة على التحكم في الأسعار.