في الوقت الذي أعلن فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو عن بدء ترتيبات زيارته إلى
الإمارات العربية المتحدة تلبية لدعوتها، فقد تسبب الاقتحام الاستفزازي لوزير أمنه إيتمار
بن غفير بتأجيل
الزيارة، ما دفع أوساطا إسرائيلية إلى الحديث عن تخوف من حدوث مظاهرات احتجاجا على زيارته عقب صدور ردود فعل عربية، ومنها إماراتية، غاضبة.
عضو الكنيست من حزب الليكود داني دانون، أكد في لقاء مع صحيفة
يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "مكتب نتنياهو ذكر أن تأجيل الزيارة مرتبط بأمور لوجستية، لكنه ربما لم يعرف كيف سيتطور حدث اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، لذلك فقد انتظر ليرى ما سيحدث. أنا على اتصال مع المسؤولين في أبو ظبي، فهم يتطلعون لزيارة نتنياهو الأولى للدولة العربية التي وقعنا معها اتفاقية تطبيع، لكن من الممكن أن هناك خوفًا من أعمال احتجاجات وحوادث أمنية بعد الاقتحام، وقد يكون هذا سبب تأجيل الزيارة، لأن توقيتها إشكالي".
اظهار أخبار متعلقة
فيما نقل إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، في تقرير ترجمته "عربي21" عن أوساط دبلوماسية في تل أبيب أن "مبادرة إماراتية وجهت لانعقاد مجلس الأمن الدولي الخميس لمناقشة اقتحام بن غفير للأقصى، وهناك تخوف إسرائيلي من إدانتها، وتتركز الجهود الآن على منع اتخاذ قرار أو إدانة ضدها، وتأتي الخطوة الإماراتية بالتزامن مع إرجاء الزيارة المخطط لها من قبل نتنياهو، وتم تأجيلها في الوقت الحالي إلى تاريخ غير معروف".
في الوقت ذاته تعتقد المحافل السياسية والأمنية الإسرائيلية أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى شكل إشهارا للورقة الحمراء أمام الدول العربية، رغم أنه لا يمكن اعتباره مفاجأة حقيقية، فقد وعد بأنه ينوي القيام بذلك عشية الانتخابات، وبعدها، وحتى قبل يوم من الاقتحام، لكن المفاجأة التي حصلت أن نتنياهو سمح له بذلك، رغم ما قيل عن إرجاء الاقتحام الى موعد لاحق.
آفي يسسخاروف محرر الشؤون العربية بصحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكر أن "أولى نتائج اقتحام بن غفير هي اضطرار نتنياهو لإلغاء زيارته المخطط لها للإمارات، وبالتالي فإن إحدى أصعب المشاكل التي نشأت عن هذا الاقتحام هي تراجع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها مثل الأردن والإمارات والمغرب وغيرها، ولن تؤتي هذه العلاقات ثمارها طالما التوترات حول المسجد الأقصى مستمرة، رغم محاولات نتنياهو نفسه تهدئة الأجواء قليلاً، والادعاء أنه لم يتغير شيء في الوضع الراهن هناك".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "اقتحام بن غفير للأقصى اعتبرته الدول العربية، ومنها الإمارات، نوعاً من الورقة الحمراء، وجاء إلغاء زيارة نتنياهو للإمارات بما يوحي أن هذا الحدث الاستفزازي أسفر عن هذه النتيجة السياسية السلبية، على عكس الادعاءات الواردة من مكتب نتنياهو، ما يؤكد الافتراض بأن هذه الحكومة الجديدة تحتاج أكثر من أي شيء إلى شخص بالغ مسؤول يوقف المهووسين بالحرائق من جميع الأنواع الذين يبحثون عن أصوات كجزء من منافسة "من الأكثر تطرفاً".
ومن الواضح أن إرجاء زيارة نتنياهو للإمارات تسجل كأول عرقلة له في مسار
التطبيع الذي يود استئنافه مع دول عربية وإسلامية أخرى، على اعتبار أن هذه الدول لا تستطيع تحدي الرأي العام العربي والإسلامي، بل الدولي، الذي ينظر بكثير من التوتر والتوجّس إلى هذه الحكومة، ما يجعل زيارة رئيسها لأي عاصمة عربية عملا مستنكرا ومرفوضا، ويوقع هذه العاصمة أو تلك في حرج داخلي وخارجي هي في غنى عنه.