الأونروا لم تخذل سكان القطاع بل كانت
هي وموظفوها ضحية مثلهم
بدأت ترتفع أصوات المُحذرين من خطورة
وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، وأحد هذه الأصوات المتحدث السابق باسم الوكالة الأممية،
كريستوفر غونيس، الذي اعتبر أن الحملة ضد الوكالة ووقف التمويل هو هجوم لدوافع
سياسية.
وطالب غونيس في حوار خاص مع
"عربي21"، بالتحقيق في قضية وقف تمويل الأونروا، لأنه انتهاك لحياد
المانحين وانتهاك للمبادئ الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، وفق زعمه.
كذلك دعا الدول العربية لزيادة ما
يقدمونه كتمويل للأونروا، وخاصة الدول النفطية، فهم في رأيه نعم كانوا كرماء،
ولكن يجب أن يزداد عطاؤهم في تمويل الأونروا.
وتاليا نص الحوار:
ما رأيك بالحملة الإسرائيلية والغربية
على الأونروا؟
هذا هجوم ذو دوافع سياسية من قبل
المانحين الرئيسيين على الأونروا وولايتها وموظفيها ولاجئيها، بتضخيم من إسرائيل، تماماً مثل تضخيم
الادعاءات الاستخباراتية التي أخذ بها توني بلير بريطانيا للحرب في العراق،
وهذا ملف يخون فيه المانحون الأونروا واللاجئين.
ولذا أطالب بالتحقيق لأن هذا انتهاك
للحياد من قبل المانحين، كما أنه انتهاك للمنح الجيدة، وانتهاك للمبادئ والقوانين
الدولية الإنسانية، لأن نظام روما الأساسي ينص بوضوح على أنه لا يمكن استخدام
المجاعة كسلاح في الحرب.
اظهار أخبار متعلقة
ووقف تمويل الأونروا يعتبر انتهاكا لحكم محكمة العدل الدولية، التي كانت واضحة جدًا في أنه لا يجوز لإسرائيل والدول
الأطراف في نظام روما الأساسي، واتفاقية الإبادة الجماعية، تقييد المساعدات.
ووقف المساعدات يُعد انتهاكا، وفي
النهاية كان هذا جزءًا من التلاعب الإخباري الإسرائيلي، ولقد جاء وقف
التمويل بعد 24 ساعة من حكم محكمة العدل الدولية بأن هناك حالة معقولة من الإبادة
الجماعية في غزة.
ما تأثير هذه الحملة على استمرار عمل
الوكالة، وهل تعتبر هذه بداية نهاية عملها؟
فيما يتعلق بالتأثير، فإن هذا سيؤدي
إلى مجاعة محتملة لـ 2.3 مليون شخص، وقد حذرت
وكالات الأمم المتحدة بالفعل من أن عدد الأشخاص الذين سيموتون من الجوع أكبر من
الذين سيقتلون بالقنابل الإسرائيلية.
لقد اتخذ المانحون
إجراءات يمكن أن تؤدي إلى المجاعة الجماعية، وهذا هو الجزء من
التحقيق الذي أدعو إليه والذي أريد أن أراه، وهو فحص دور المانحين في جعل هذه
المجاعة ممكنة.
لقد قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنهم لم يحققوا بالمزاعم الإسرائيلية بشكل مستقل، لذلك، فإذا كان المانحون أوقفوا تمويل الأونروا دون وجود أدلة
مناسبة فهذا يجعلهم متواطئين محتملين في المجاعة، ويجب التحقيق في ذلك.
هناك اتهامات للوكالة الأممية بأنها
خذلت سكان قطاع غزة، ما رأيك بهذه الاتهامات؟
إن الاتهام بأن الأونروا تخلت عن سكان
غزة هو اتهام غير عادل على الإطلاق لأن الوكالة ومراكزها مثل
بقية سكان غزة، تعرضوا للقصف، وفقدوا أفرادًا من عائلاتهم.
لقد قُتل 154 من موظفي الأونروا، وبسبب
القنابل الإسرائيلية أصبحت الأونروا غير قادرة على تقديم الخدمات التي كانت
تقدمها بشكل رائع قبل الحرب، وبطبيعة الحال، وعلى الرغم من القنابل، فإن موظفي
الأونروا موجودون هناك يخاطرون بحياتهم.
اظهار أخبار متعلقة
وأود أن أشيد بموظفي الأونروا الذين
يقومون بعمل رائع، وبالتأكيد ليست الأونروا التي تقيد الخدمات المقدمة لسكان غزة،
بل الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
كشفت الحملة الأمريكية الغربية على
الأونروا ما كان معروفا سلفا بأن مساهمات الدول العربية لا تذكر أمام مساهمات
الدول الغربية، ما رأيك في ذلك وما هو المطلوب منها وخاصة الدول النفطية؟
يتعين على المانحين العرب للأونروا أن
يبدأوا بالتبرع بسخاء أكبر، نعم لقد كانوا كرماء بالفعل، لكن السبب وراء حدوث هذا
التضييق الغربي على الأونروا هو أن أكبر المانحين غربيون.
وقد أخذ هؤلاء المانحين الستة عشر
الذين أوقفوا تمويلهم حوالي 450 مليون دولار، ولو أن الدول العربية قدمت المزيد
من العطاء، لما كانت تلك السيطرة الغربية الخانقة موجودة.
ولو ألقينا نظرة على الأرقام لعام
2022، سنجد أن عائدات وأرباح النفط في أوبك قد بلغت 880 مليار دولار،
واليوم تبلغ الميزانية الإجمالية للأونروا لهذا العام ملياراً ونصف مليار دولار، وهذا
يمثل 0.2 في المئة من أرباح أوبك السنوية في عام 2022.
لذلك، يمكن للدول العربية أن تحل في
لمح البصر مشكلة الأونروا المالية وتكسر القبضة الغربية عليها، والتي جعلت قطع
التمويل وهذا الهجوم السياسي أن يكونا مدمرين للغاية، لذا فإنني أناشد الدول
العربية أن تتقدم وأن تكون سخية وألا تسمح أبدًا بحدوث ذلك مرة أخرى للأونروا.
اظهار أخبار متعلقة
يُذكر أن 16 دولة أوقفت تمويل
الأونروا، بناء على مزاعم إسرائيلية بأن هناك موظفين في الوكالة الأممية قد
شاركوا في عملية طوفان الأقصى، رغم أن هذه الدول لم تجر أي تحقيق مستقل في المزاعم
الإسرائيلية.
وحذرت الوكالة الأممية من أن وقف
التمويل هذا سيؤدي لوقف عملها، وبالتالي وقف الخدمات التي تقدمها للاجئين
الفلسطينيين، ما يساهم في مفاقمة الأوضاع الإنسانية المزرية في قطاع غزة.