السيسي يطمئن المصريين من الخارج ويحذرهم من الداخل.. ماذا يقصد؟
القاهرة- عربي2122-Mar-2401:22 PM
0
شارك
السيسى يطالب الأهالي التركيز مع أبناءهم خوفا من تكرار أحدث الـ 25 من يناير 2011
أثار رئيس
النظام المصري عبد الفتاح السيسي، الجدل خلال احتفالية يوم المرأة المصرية، بعد
توجيهه رسالة مريبة وفق مراقبين، حملت تطمينات للمصريين من الخارج، وتحذيرا من
خطورة الأمور بالداخل، ومن شباب ما بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، خاصة في
أعقاب تظاهرة شهدتها مدينة الإسكندرية قبل أسبوع.
السيسي، ومن فوق
منصة الاحتفال بـ “عيد الأم"، بإحدى قاعات المؤتمرات بمنطقة التجمع الخامس شرق
القاهرة، وجه حديثه للشعب، قائلا: "أقول لكل مصري ومصرية: ماتخافوش أبدا من
الخارج، ممن نحن نحاول أن نراعي ربنا في هذه القضايا".
وفي كلمة مترجلة
غير معتادة، قالها بمواجهة الجمهور على غير عادته بالحديث وهم من خلفه، وجهه السيسي
بوصلة المصريين نحو الداخل، محذرا إياهم من مخاوف لم يُعلن عنها.
اظهار أخبار متعلقة
وطلب من الآباء
والأمهات التركيز مع أبناءهم خوفا من تكرار أحدث الـ 25 من يناير 2011 قائلا:
" نخلي بالنا (نهتم) الأمهات والآباء من الداخل، من أنفسكم، ومن أولادكم، ومن
الأولاد الصغار الذين لا يعرفون شيئا، لم يروا التجربة التي مررنا بها في 2011".
السيسي حاول أن يغسل
يديه من جرائم ارتكبها هو ونظامه بحق المصريين طوال 11 عاما، وفق مراقبين، متابعًا:
"ومن هاجمني؛ أنا في 2013 و2014، وحتى عامين ماضيين، لم أكن من بدأ بالعدوان؛
وفي سيناء لم نبدأ بالعدوان، هم من كانوا يهاجمون، ولم أكن أقدر أن أضيع 100
مليون، وأتركهم يخربوا الدنيا ويدمروا مساجد وكنائس ومستقبل دولة".
وأثار حديث
السيسي، علامات استفهام خاصة أن إشاراته ارتبطت بوقاع وأحداث داخلية وعمليات بطش
أمني وقتل بالشوارع ومجازر ارتكبها الجيش والشرطة بأوامره بحق مصريين عزل.
وفي 3 تموز/
يوليو 2019، وفي الذكرى السادسة لانقلاب السيسي، على الرئيس الراحل محمد مرسي،
أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إنه خلال 6 سنوات في مصر منذ
الانقلاب العسكري، قُتل 7626 مصريا برصاص قوات الأمن والجيش، وهي الجرائم
المتواصلة حتى اليوم من قبل الأجهزة الأمنية بحق المصريين، وفق رصد حقوقيين.
وقال الخبير في
الشؤون العسكرية محمود جمال، ردًا على تصريحات السيسي، إن الجيش الذي يطلق الرصاص
على أبناء وطنه المنوط به حمايتهم بسبب خلافات سياسية يرتكب جريمة كبري في حق شعبه
وتظل نقطة سوداء في تاريخه يصعب محوها، ومن اتخذ القرار وأمر القوات بتوجيه السلاح
لصدور أبناء الشعب سيظل في ذاكرة الشعب قاتل".
اظهار أخبار متعلقة
عندما يطلق جيش دولة بقرار من قياداته الرصاص على أبناء وطنه المنوط به حمايتهم بسبب خلافات سياسية كان عليه البعد عنها يحدث شرخ كبير، وتظل نقطة سوداء في تاريخ ذلك الجيش يصعب نسيانها، ومن أتخذ القرار وأمر القوات بتوجيه السلاح لصدور أبناء الشعب سيظل في ذاكرة الشعب بأنه قاتل.#السيسي
تأتي تصريحات السيسي
وتحذيراته من حراك شباب ما بعد ثورة 25 يناير 2011، بالتزامن مع حالة غضب واسعة
بالشارع المصري بسبب ملفات الاقتصاد وهو ما تبعه حراك غاضب وخروج مظاهرة بمدينة
الإسكندرية.
والجمعة الماضية
15 آذار/ مارس الجاري، وبينما كان السيسي يؤكد لطلاب بأكاديمية الشرطة بالعاصمة
المصرية القاهرة، أن الأمور تسير في الطريق الصحيح ولا توجد أزمة سلع بالبلاد، خرجت
تظاهرات غاضبة بمدينة الإسكندرية، بلافتات مكتوب عليها عبارات "جوعتنا يا سيسي"،
و"ارحل يا عواد"، ولأول مرة يكون بين صفوف المتظاهرين أحد ضباط صف
القوات المسلحة.
كما تداول رواد مواقع
التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وكتابات غاضبة تدعو المصريين للثورة على نظام
السيسي.
كما شهد الشارع
المصري، الغاضب بطبيعة الحال أحداث ساخنة وسلسلة من الحرائق في استوديوهات عدد من الأعمال
الدرامية تسبب في هلع وخسائر كبيرة بالعمارات المجاورة، الأمر الذي اعتبره البعض
محاولة من النظام لتخويف المصريين خاصة أن السيسي قام بتهديد المصريين أكثر من
مرة بسيناريوهات مشابهة وخاصة خطابه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حول هدم مصر
في أيام.
وحول دلالات
حديث السيسي عن الخارج وتطميناته للمصريين حول ملف غزة، وعن مخاوفه في المقابل،
وتخويفه المصريين من الداخل ومن شباب ما بعد ثورة يناير 2011، تحدث سياسيون ونشطاء
مصريون لـ"عربي21"، مشيرين لرعبه الشديد من أي حراك للمصريين.
"قريبا يدفع الثمن"
وقال الناشط
والمحامي والحقوقي المصري، سعيد عباسي: "من الطبيعي أن يطمئن السيسي المصريين
من ناحية الخارج؛ فهو يقدم كل شيء يتعلق بالخيانة أمام الخارج، ويبذل جهودا كبيرة
لإتمام حصار غزة ومحاصرة الشعب الفلسطيني بالاتفاق مع الكيان الصهيوني المحتل".
عباسي، في حديثه
لـ"عربي21"، وصف موقف السيسي، بأنه "انحطاط تاريخي من الخيانة لم
يسبق له مثيل"، مبينا أنه "انهالت على أثره مليارات الدولارات من أوروبا
وصندوق النقد الدولي في ثمن فج لخيانته".
وأوضح أنه طبيعي
يطمئن من ناحية الخارج؛ فأمريكا وإسرائيل وأوروبا يقفون خلف السيسي ليمنعوا سقوطه
بضخ بعض الأموال"، وفق قوله.
ويرى الناشط
المصري المقيم في أمريكا، أن السيسي، إزاء كل ذلك، "بدأ يشعر بالخطر الذي
يهدد عرشه من الداخل؛ لذلك يكرر خوفه من الداخل، لأنه يعلم أن الداخل يئن من
الغلاء والخيانة، وجميع المصريين يعلمون أنه لا يهمه إلا حفظ الأمن والأمان للكيان
الإسرائيلي، ولو على حساب مصر والمصريين".
وأضاف أن السيسي
الذي يتمتم، ببعض الكلمات عن استعداده للحساب أمام الله، وهو نفسه الذي أمر بقتل
عشرات الآلاف من المصريين، ومازال يعتقل عشرات الآلاف من خيرة رجال مصر وعلمائها
وسيداتها سيأتي اليوم الذي يدفع فيه أثمان كل هذا الإجرام".
وواصل، أن ثمن
هذه الخيانات، وثمن كل هذه الدماء الذكية التي أراقها في شوارع مصر وميادينها على
المستوى المحلي، وأيضا الدماء الذكية في قطاع غزة وتجويع الفلسطينيين، سيدفغ قريبا.
اظهار أخبار متعلقة
"دأب الطغاة"
من جانبه، قال
السياسي المصري خالد الشريف، إن "السيسي يدير الدولة بمفهوم التخويف والترويع
لأبناء الشعب، ويستدعي في ذهنه ثورة الغضب 25 يناير 2011".
القيادي في حزب
"البناء والتنمية"، أضاف لـ “عربي21"، أنه "يخاف من هاجس
الثورة في كل وقت وحين؛ لأنه يعرف كم الغضب الذي يغلي في صدور المصريين، وكم
المظالم التي ارتكبها السيسي وهي كلها تنذر باندلاع وقيام ثورة".
ويرى الشريف أن تلك
الأسباب تجعل السيسي يخشى الداخل عكس الخارج؛ وعدوه اللدود والحقيقي هو الشعب
المقهور والمطحون"، مبينا أنه هكذا الطغاة هم أعداء لشعوبهم، أما الخارج
وأعداء مصر المحتلين لفلسطين فهم أصدقاء وأحبة ينعمون في سلام دافئ.
"مظاهرة الإسكندرية"
وفي قراءته
لحديث السيسي، قال الكاتب الصحفي والناشط المصري، سيد صابر: إن تظاهرات الإسكندرية
العفوية البسيطة شغلت الدوائر الأمنية لأنها بسيطة وعفوية، وليست مسيسة.
وفي حديثه لـ “عربي21"،
أكد عضو حملة المرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي، أن تلك المظاهرة كانت علامة
مهمة بنزول البسطاء ورفعهم لافتات مكتوبة بطريقة يدوية بسيطة وبجمل واضحة، وتقول:
(جوعتنا يا سيسي)".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار صابر، إلى
دخول صف ضابط بالقوات الجوية للجيش المصري على خط التظاهرات تعد النواة الأولي للخلية الصلبة، وقبله أمين
الشرطة الذي اعتلي إحدى لافتات الدعاية من الإسكندرية طلب دعم غزة وأهلها".
ويعتقد الناشط
المصري، في نهاية حديثه أن "وصول الاحتجاجات بشكل عفوي وبدون تخطيط داخل
النواة الصلبة الصغيرة تربك أي نظام.