صحافة إسرائيلية

إحباط إسرائيلي.. "حماس ستبقى في السلطة حتى بعد الحرب"

تحدثت تقديرات إسرائيلية بشكل علني عن فشل الهدف بالقضاء على حماس- الأناضول
تحدثت تقديرات إسرائيلية بشكل علني عن فشل الهدف بالقضاء على حماس- الأناضول
تسود حالة من الإحباط في الأوساط الإسرائيلية بعد فشل تحقق الهدف الأساسي للعدوان على قطاع غزة، والمتمثل في القضاء على حركة المقاومة "حماس".

حنان شتاينهارت الكاتب في صحيفة معاريف ذكر أن "جيش الاحتلال أنهى قتاله العنيف في غزة قبل أكثر من شهرين، وفي ذروة التوغل البري، كان هناك عشرون لواءً في القطاع، وفي بداية شهر نيسان/ أبريل، غادرت الفرقة 98، آخر قوة من القطاع، وبذلك أكمل الاحتلال إخلاء نحو 95% من القوة المتواجدة في القطاع في ذروة الهجوم".

وتابع شتاينهارت أنه ومع مغادرة جل وحدات الجيش، لا يزال الأسرى الإسرائيليون بحوزة المقاومة، ولم يبدأ جيش الاحتلال عدوانه على مدينة رفح بعد.

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "العدوان الإسرائيلي الذي شمل إلقاء 37 مليون طن من القنابل كشف عن الأضرار الهائلة التي لحقت بقطاع غزة، وحظيت فيه إسرائيل بدعم هائل وكامل من الإدارة الأمريكية ومعظم الحكومات الغربية، لم يترافق معه عدم استخدام هذه الأجواء، وتوظيفها لاحتلال رفح، وإسقاط حماس بالكامل في الجنوب أيضاً، مما يطرح المزيد من الأسئلة الاستفهامية عن سبب اللجوء لذلك، وفي هذه الحالة تتجه الأنظار إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الموصوف بأنه كثير الأشياء السيئة، ويتمتع بمجموعة من السمات الشخصية الفاحشة، لكن الغباء ليس واحدا منها".

وأشار إلى أن "حقيقة أن الجيش أنهى المناورة البرية في غزة، وأسقط طواعية كل أدوات الضغط منذ أكتوبر وديسمبر 2023، في وقت ما زالت فيه حماس بعيدة عن القضاء عليها، وما زال المختطفون في الأنفاق، معضلة يحاول الكثيرون تفسيرها وشرحها، والبعض الآخر يعتقد أن القصة في الواقع لم تنته بعد، وهؤلاء يفتقدون التفسير البسيط والمؤلم التالي الذي يشير إلى أن انتهاء الحرب في غزة يظهر بردود فعل ضعيفة، ببساطة لأن الاحتلال يفضّل حماس الضعيفة التي لا تزال تسيطر على غزة، على أي كيان آخر يحظى بالاعتراف والتعاون الدوليين، لأسباب شخصية وسياسية ليس من الصعب تصورها".
 

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أن "هذا الإخفاق الإسرائيلي في إسقاط حماس يتزامن مع الكشف عن دراسة خيار دولي للحل في غزة، يمكن بموجبه أن يعين مجلس الأمن الدولي هيئة عبور دولية تابعة لحلف شمال الأطلسي، ستدخل قطاع غزة لفترة محدودة مدتها خمس سنوات، سيتم خلالها بناء الأساس الحقيقي للدولة الفلسطينية، وستكون مسؤولة عن إعادة إعمار غزة، وبناء مؤسسات الدولة في القطاع، والتحضير للانتخابات بعد خمس سنوات، وإذا نجح هذا النموذج، فسيتم نقله أيضاً إلى الضفة الغربية". 

وأكد أن "هذا الحل الأسهل في اليوم التالي، المتمثل بوضع قوات حلف شمال الأطلسي في قطاع غزة، يتعارض مع توجهات نتنياهو الذي اجتهد طوال سنوات وجوده في السلطة في إخفاء "الشأن الفلسطيني" عن الأجندة الدولية، لكنه يعتقد اليوم أن المضي قدما في عالم ما بعد حماس، سيجعل من الصعب عليه بعد الآن تجنب القضية الفلسطينية ومطالب الولايات المتحدة والعالم في هذا الصدد، مما سيؤدي مباشرة لحلّ حكومة بن غفير وسموتريش ونتنياهو، لأنها ستكون مطالبة بطرح تساؤلات حول الحديث عن أي بديل لحماس، وإجراء مناقشة حقيقية حول مستقبل الأراضي الفلسطينية".

وأشار إلى أن "هدف نتنياهو الحقيقي من الحرب هو السماح ببقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، بما في ذلك بقاؤه في السلطة، وما عليه الآن إلا أن يجد طريقة لاتهام الآخرين عبر رسله بأنهم يحققون هدفه الخاص، فقد منعت الولايات المتحدة استخدام أدوات الضغط الإسرائيلية، ومنعت هجوماً في رفح منذ ثلاثة أشهر، بل ومارست ضغوطا من أجل زيادة كبيرة في كمية شاحنات المساعدات لغزة، وتوقعت من إسرائيل أن تحدّ من القتال في غزة".

ويكشف العجز الإسرائيلي عن القضاء على حماس عن تضارب في الأهداف الإسرائيلية من جهة، بين المستويين السياسي والعسكري، ومن جهة أخرى عن قدرة الحركة على الصمود أمام استخدام كل هذه الترسانة العسكرية الفتاكة، الأمر الذي يعني في النهاية بقاءها في غزة حاكمة ومسيطرة، رغم ما أصابها من أضرار جسيمة، لكن خروجها بعد أكثر من مائتي يوم باقية في غزة، يزيد من طرح علامات الاستفهام الإسرائيلية حول فشل هذه الحرب العدوانية التي لم يسبق للاحتلال أن خاض مثلها في تاريخه. 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
التعليقات (0)