استشهد فجر اليوم الفلسطيني
هاشم غزال، الملقب بـ "الأب الروحي للصم
والبكم في غزة"، وزوجته إثر غارة لقوات
الاحتلال الإسرائيلي، على منزله في غزة، فيما أصيب بعض أبنائه وجميعهم من ذوي الإعاقة السمعية.
وأعلنت مصادر طبية أن ابنتا غزال، نداء ووعد، اللتان أصيبتا في
الغارة، بحاجة لرعاية صحية عاجلة.
اظهار أخبار متعلقة
وينحدر غزال من أسرة من الصم، حيث ولد هو وإخوته فاقدين للسمع، وتوفي
والده وهو بعمر 3 سنوات، وأخذت والدته مسؤولية رعايته وتنشئته، وتزوج وأنجب 9
أبناء.
وعاش غزال الملقب بـ "الأب الروحي للصم" و"
ملك الصمت"
بين شتلات زرعها في حديقة منزله الصغير شرق غزة ليسقيها بما تبقى من الماء الذي
جلبه بعد طابور صباحيّ مرهق ومحفوف بالمخاطر.
عاش غزال بإعاقته السمعية، هو أولاده وأخوته وسط هاجس دائم باحتمالية
الموت، وخطر الإصابة المنزوع من احتمالية النجاة والقدرة على المناشدة في أيّ قصفٍ
او حتى الاستماع الى أصوات الصواريخ.
عمل الأب الروحي للصم، مديرًا لقسم المهن في جمعية "أطفالنا"
للصم، عرف عنه الإتقان في العمل، واحتضان المواهب، يوجّهها ويتوجها بمعارضٍ فنية
يزورها العرب والعجم.
اظهار أخبار متعلقة
خسرَ هاشم خلال العدوان كل ما يملك، من عمله في جمعية "أطفالنا"
للصم التي دمّرها الاحتلال في منطقة الرمال، وكتن يقاطع الطعام أسبوعًا كاملًا،
حدادًا عليها، "فهي دخله الوحيد وكلّ حياته" كما كان يقول، وفقد الكثير
من وزنه، وصار يهتم بزراعة الأشتال أمام منزله المدمّر الذي فقد فيه كل ما يملك حتى
ملابسه كانت بحسب زوجته مستعارة بسبب تدمير الحرب لمنزله، كان يحلم بانتهاء الحرب
وإجراء عملية إعادة الإعمار سريعًا بعد أن دمّر الاحتلال قطاع غزة بالكامل.
ولعلّ الصعوبة التي تواجهها "أم هيثم" زوجة غزال مع كل قصفٍ قريب
هي عملية إخلاء أبنائها، في وقت يقتضي اقتضاب التحذير بإشارة فلا تستطيع أن الاكتفاء
بصرخة إنذارٍ للهروب كبقية الأسر.
قال هاشم قبل ارتقاءه شهيدا أن الأمر يزداد صعوبة وقسوته لو لم تكن زوجته
الناطقة بينهم والتي تقاسمت معهم التعب والأمل، وأرشدتهم في عملية الإخلاء
وجاورتهم في صلاة الجماعة، كما شاركتهم تجارب اختراع الطعام في ظلّ شحّ المكونات.
واشتدّت قسوة العدوان على عائلة غزال خلال فترة المجاعة التي ضربت شمال
قطاع غزة، حيث اضطرت العائلة لعجن أكل الدواب، وتناول حشائش الأراضي المفتوحة، وفي
ذلك تقول "أم هيثم": "مع الجوع كنّا نأكل أي شيء نلاقيه في الأرض
المقابلة لبيتنا".
أصبح هاشم حبيسًا قهريًا للمنزل بفعل مخاوف العدوان، الأمر الذي دفعه
للاهتمام بحديقة منزله التي باتت ملاذه للهروب من مرارة الواقع، وانقلبت حياة هاشم
وأسرته، فبات يتحمّل مسؤولية أعمال البيت، يمارس الزراعة، يشارك في إشعال النار
وصنع خبز الصاج.