اعتبر الأردني عمر محمود عثمان الملقب بـ"أبو قتادة الفلسطيني"؛ منظر التيار السلفي
الجهادي أن البلدان التي قامت بها الثورات المسلحة التي أسقطت الحكام هي "توحش" جزئي، معتبراً أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة المركزية التي إن سقط نظامها فسيكون مفهوم التوحش طبق بالكامل حينها.
وشبه أبو قتادة خلال إجابته على سؤال وجهه له رفيقه السابق أثناء إقامته في بريطانيا إسماعيل كلم الولايات المتحدة الأمريكية بـ"قريش"، ووصفها بـ"الطاغوت الأكبر"، مشيراً إلى أن ضربها في العمق في الوقت الحاضر لن يحررها، أو يسقطها، إلا أن سقوطها سيكون بسبب الفوضى، وفق قوله.
أبو قتادة أكد في الوقت ذاته أن سياسة "التوحش" الجزئي آتت ثمارها في كل من أفغانستان، الصومال، العراق، ليبيا، اليمن وسوريا معتبراً أن أمريكا فقدت مراكزها في تلك البلدان، ولن تعود إليها مطلقاً.
ولم يُخف أبو قتادة أن هاجس "الأمن والأمان" الذي يتغنى به الكثير من المواطنين في الدول العربية يعد أكبر عائق أمام تمدد "التوحش" الجزئي إلى البلدان التي يحكمها وكلاء تابعين لأمريكا، قائلاً إن أولى خطوات النجاح تكون بإسقاط هذا الهاجس.
ووفقاً لأبي قتادة فإن أهداف "التوحش" الجزئي تكمن في فتح طريق نحو دولة الكيان الصهيوني، مبيناً أن المشاركين في الحرب مع "يهود" حينها سيكونون من جميع أقطار الأمة الإسلامية.
وتطرق أبو قتادة إلى قضية الفرق بين مفهومي "الدار"، و"الدولة"، موضحاً: "هذا المعنى (التوحش الجزئي) يلتقي مع مفهوم الدار أكثر من مفهوم الدولة، لأن الدولة كيان رُسم على أساس الاستقرار، بينما الدار كيان رُسم على أساس الجهاد الذي يخرِّب مفهوم الاستقرار عندك وعند الخصم".
وأضاف: "المهم أننا لن نستطيع أن نحقق زوال دولة يهود إلا من خلال مفهوم الدار، أي إبعاد مفهوم الدولة، فمفهوم الدولة هو بناء عصري ليحقق المركزية التي تحقق مقاصد بانيها، ودولياً في هذا السياق بنيت طاغوتيا، ودولنا اليوم في هذا السياق".
وأشار أبو قتادة إلى ضرورة بناء كيان سياسي بما يتلاءم مع الأهداف، والمقاصد التي تسير عليها الحركات الجهادية، مشيراً إلى عدم سداد السعي لوراثة لدولة المعاصرة حتى في صورتها الهيكلية، وفق قوله.
وفي نهاية إجابته على سؤال "كلم" لخص أبو قتادة أهم ما أراد قوله بالعبارة التالية: "إن أهم ما قلته إن نصرنا اليوم بإسقاط مفهوم الأمن والأمان أي صناعة الفوضى".