انطلقت في العاصمة اللبنانية
بيروت، الثلاثاء، اجتماعات اللجنة التحضيرية الخاصة بالمجلس الوطني
الفلسطيني، بمشاركة ممثلين عن القوى والفصائل فلسطينية بينها حركتي "
حماس" و"
الجهاد الإسلامي".
وتعقد الاجتماعات التي تستمر على مدار يومين، في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، بحضور رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، ومشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فاروق القدومي، ورئيس كتلة "فتح" البرلمانية عزام الأحمد، والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وممثلين عن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والقوى والفصائل الفلسطينية.
وافتتح الزعنون الاجتماع الأول بالتأكيد على أهمية دور اللجنة وأهدافها وتلا رسالة من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أعرب فيها عن أمله في نجاح الاجتماعات في رسم خارطة طريق للوحدة الفلسطينية، قبل أن تتحول الجلسات إلى مغلقة.
وفي تصريحات للأناضول على هامش الاجتماعات، قال ممثل "حماس" في لبنان، علي بركة، إن حركته "تشارك اليوم في الاجتماع من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتنفيذ الاتفاقيات (المصالحة) السابقة التي تم التوصل إليها في القاهرة والدوحة وفي مخيم الشاطئ بغزة".
وتابع: "نريد تنفيذ هذه الاتفاقيات التي تنص على إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد وفق أسس ديمقراطية وصولا إلى حوار سياسي شامل لوضع إستراتيجية فلسطينية واحدة لمواجهة الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين".
وتطرق بركة إلى الأوضاع في فلسطين ووصفها بالصعبة، مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية في خطر وهذا يتطلب إنهاء الانقسام حتى نحافظ على الثوابت الفلسطينية وتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني بالتحرير والعودة والاستقرار".
وأعرب ممثل "حماس" عن أمله في أن "تنجح هذه الاجتماعات في ترتيب البيت الداخلي وإعادة تفعيل وبناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية".
ودعا إلى "إجراء انتخابات شاملة في الداخل والخارج لانتخاب مجلس وطني فلسطيني باعتباره البرلمان الفلسطيني لدولة فلسطين ومنظمة التحرير في الداخل والخارج".
وأوضح بركة أن "هناك صعوبات في المجلس الوطني مضى عليها حوالي 20 سنة (..) العدد زاد عن 700 عضو من الداخل والخارج ولا يوجد مكان محدد لاجتماعه".
وأشار إلى أن "حماس تريد ما اتفق عليه سابقا وهو تقليص العدد إلى 350 عضوا منهم 150 من الداخل و 200 من الخارج ويأتوا بالانتخاب".
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، صلاح اليوسف، أكد "أهمية انعقاد الجلسات التحضيرية بسفارة فلسطين في لبنان تمهيدا لانعقاد مجلس وطني اعتيادي في المستقبل (لم يحدد موعد للمؤتمر حتى اليوم) وإفساح المجال لكل ألوان الطيف السياسي الوطني والإسلامي الفلسطيني للمشاركة خاصة حركتي حماس والجهاد".
وأعرب اليوسف عن أمله "في أن يكون هناك انعقاد مجلس وطني فلسطيني داخل الوطن لاعتبارات كثيرة لنتمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني".
واعتبر اليوسف "أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والمتآمرين على القضية الفلسطينية وأيضا لمواجهة كل عدوان قادم على أرض فلسطين بدءا من تهويد القدس والمسجد الأقصى وكل المقدسات الدينية إضافة إلى بناء المستوطنات والحصار الظالم على قطاع غزة".
وطالب بأن "يكون المجلس الوطني القادم هو مؤتمر توحيدي لإنهاء الانقسام المدمر للوضع الداخلي الفلسطيني وطي هذه الصفحة السوداء".
ويأتي هذا الاجتماع في إطار اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، على خلفية مشاورات بين الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، استناداً إلى قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الصادر في 27 من الشهر الماضي.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، قد أعلنتا أمس الاثنين، عن المشاركة في اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة التحضيرية لعقد
المجلس الوطني الفلسطيني، والتي يرأسها رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، تضم في عضويتها أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامون للفصائل أو من ينوب عنهم.
وعقدت اللجنة التحضيرية أربعة اجتماعات لها خلال العام الماضي 2016 في مدينة رام الله بالضفة الغربية، ناقشت خلالها كافة الملفات المتعلقة بعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني.
ويمثل المجلس الوطني، السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير ويرسم برامجها، وهو بمثابة برلمان للمنظمة، وتأسس عام 1948، وأعيد تجديده عام 1964، ويضم 765 عضوًا موزعين على الفصائل (باستثناء حماس والجهاد حتى الآن) والهيئات والنقابات والاتحادات والشخصيات المستقلة.
والمجلس الوطني الفلسطيني، هو بمثابة برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، وعُقدت آخر دورة له في قطاع غزة، في العام 1996، تبعتها جلسة تكميلية عقدت في مدينة رام الله، عام 2009.