قضى سكان شمال قطاع
غزة ثلاثة أيام من صيام شهر رمضان وصفوها بأنها من الأصعب والأغرب والأكثر ألما، وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية لليوم الـ160.
ويعاني شمال القطاع من مجاعة واسعة ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى إفراغه من السكان، وصلت حد استهداف المقبلين على تسلم شاحنات المساعدات البسيطة التي تصل إليهم.
لا نوم ولا طعام
ويقول حسام (32 عاما) إنه لا يعرف النوم منذ أسابيع طويلة بسبب الجوع وعدم توفر الطعام، قائلا: "بضل طول الليل صاحي تقريبا لغاية الفجر بتقلب من الجوع، نفسي أنام بالليل منيح علشان يمر الوقت، النهار بمشي بس المشكلة بالليل وقت الإفطار".
ويضيف حسام لـ"عربي21" أن "رمضان جاء في ظل هذه الظروف رحمة من ربنا لنا، يعني مدة 15 ساعة ما بنفكر بالأكل أو بنعمل له حساب، صحيح الصيام دون إفطار صعب وبوجع لكن الحمد لله".
ويكشف أن "الطعام قليل.. قليل، إذا قدرنا ندبر رغيف في اليوم بكون ممتاز غير هيك أكلنا خبيزة نباتات موسمية وشوربة أي حاجة".
ويؤكد: "اللي بهمني إنه بنتي اللي عمرها ما صار 5 سنين تاكل وتكون شبعانة قدر الإمكان، لو دبرت رغيف باخد منه قطعة صغيرة وأمها نفس الشي، على قد ما نقدر نعيش بس، معلش بنتحمل بس الصغيرة لا".
بدوره، يقول أبو سعيد (56 عاما) إن حالهم معروف ومفترض أنه معروف لكل الناس، مضيفا أن "العالم بس بعمل حاله أعمى، يعني إيش بده يصير في ناس في حصار مشدد من 5 شهور لا أكل ولا شرب".
الكل "جوعان"
ويضيف أبو سعيد: "شايفني جعان.. آه جعان، كنا نعاير بعض بهذه الكلمة لأنه أهل غزة طول عمرهم كرام وهلقيت صاروا جعانين، الغني والفقير جعان".
ويقول: "بفكر بالأسرى اللي أضربوا عن الطعام لأيام طويلة، بتذكر الشهيد خضر عدنان وغيره من اللي اختاروا الجوع مش انفرض عليهم، وبقول لحالي هدول بني آدمين زينا وقدروا وصمدوا لسة إحنا عنا شوية أكل وشرب وسكر".
ويوضح: "حالنا كلنا زي بعض بناكل نفس الأكل وبنشرب نفس الشرب، إيش الأرض بتطلع بناكل، إيش في شوية مساعدات بناكل وبنعمل أي شي علشان نعيش، لسة في سكر وبنشرب شاي حلو أو حتى مي وسكر علشان ما يوقع الواحد من طوله".
من ناحيتها، تقول أم محمد (66 عاما): "لسة عندي بواقي عدس وفصوليا وشوية بقوليات ومنها بحاول أعمل أي أكلة بس تسند الواحد، والله قلبي بتقطع وأولادي وولاد ولادي بقوموا جعانين عن الأكل، بندبح أقول لولد ولا لبنت من الصغار بكفيك خلي لغيرك".
وتضيف أم محمد: "في كل سفرة متواضعة على الفطور والسحور بنبدأ نكذب على بعض ونوزع البقايا القليلة من الطعام وأنا أقول خود هدول يما أنا شبعت، هو يزقهم لأبوه وهيك لغاية ما نطعميهم للصغار".
وتوضح: "صعب كثير ابنك ولا حفيدك الصغير يقلك جعان وما تقدر تلبيه، هو ما بفهم كثير قديش الدنيا صعبة وقديش مستقبله اتدمر واتشوه".