زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، لا تشكّل منعطفا في علاقات دول الإقليم فقط، إنما تؤشر للحظة مهمة واستراتيجية في الشرق الأوسط، بل وفي رؤية "اللاعبين" الأساسيين في المنطقة، للأدوار والعلاقات والتحالفات وموازين القوى..
اتضح للعالم أيضا، أنّ إرادة أصحاب الأرض، وعنفوان الفكرة، وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، ليست مجرد لوائح أو مبادئ في الأمم المتحدة، وفي لجانها الحقوقية المتفرعة عنها، إنما هي ثوابت عقدية، بالمعنى السياسي والقيمي والديني والتاريخي للكلمة..
أشدّ ما تبتلى به النخب السياسية، سواء في الحكم أو المعارضة، هو التعويل على الخارج، والرهان على "دور أجنبي"، أو "ضغط خارجي"، لتحقيق أهداف "وطنية"، أو إحداث تحول سياسي عميق، يؤسس للديمقراطية، ودولة القانون والمؤسسات، ويمهّد للتداول السلمي على السلطة..
كانت رسالة المحتجين واضحة لمن يقرأ بشكل جيّد: إن الحكم بمنزلة الباب الدوار، لا يدري أصحابه متى يجدون أنفسهم خارج حركته اللولبية.. والأهم من كل ذلك، أن الاحتجاج، يعدّ علامة صحية في مجتمع أرهقته عقود التحديث المغشوشة، ونسب النمو المفتعلة، والاستبداد الناعم.