من رحم التشابك والتخبط على عتبات القوى العظمى، رجحت كفة أمريكا في احتكار الواقع السياسي العربي وتسيير الأمور على نحو يصب في خانة مصالح واشنطن، بغض النظر عن دوافع الثروة أو النفط، وهي العلاقة التي انعكست مع الوقت على الجانب الأمريكي، حتى بات العبور للبيت الأبيض في كثير من الأحيان يمر عبر بوابة الشرق
تبقى المنظمة أمام فرصة أخيرة لحفظ القليل من ماء الوجه، إذا ما عجلت بالكشف عن لقاح يعيد إليها بعض الثقة المفقودة، إلا أن هذا لن يمنع تغيرات جذرية في هيكلة المنظمة وسياساتها بعد انتهاء الأزمة، تلوح في الأفق المنظور.
ما تمر به الولايات المتحدة حاليا يمثل حلقة في مسلسل متواصل منذ نشأة البلد الاقتصادي الأهم في العالم، صعودا وهبوطا، ما بين جديد يذكر وقديم يعاد، إذن لا معنى للحديث عن انهيار أمريكي في عصر كورونا، بالنظر إلى قوى عظمى ربطت العالم بأسره في طوق الدولار، إن غرق أخذ الجميع دون استثناء إلى القاع.