يمكننا أن نبتهل فرحا بالدعم الدولي في الجمعية العامة، لكننا نعود لنصطدم بالواقع حيث الاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين وسلطتهم، يقضم الأراضي كل يوم، ويحاصر السكان في مدن معزولة ومقطعة لا تستطيع معها أن تضمن حكما ذاتيا، فكيف بدولة مستقلة قابلة للحياة!
إذا كانت ظروف المرحلة التي نعيشها في عالمنا العربي أفرزت على السطح جماعات وأتباعا لحركات دينية تتبنى القتل والإقصاء والوحشية منهجا، ففي أوساط القوى المحسوبة على اليسار والاتجاهات العلمانية من هم مستعدون لسلوك الطريق نفسه لو تيسر لهم ذلك، لكن ضعفهم وقلة حيلتهم تدفعهم للاكتفاء بالقول لا الفعل.
الحادثة وما تكشف من فصولها المأساوية ستظل تلاحق السعودية لزمن طويل، لكن دولا بهذا الحجم من التأثير في الاقتصاد العالمي، والدور الحيوي في الإقليم، لا يمكن عزلها دون النظر إلى الأكلاف الباهظة المترتبة على حلفائها الكبار في الغرب.
لايخفي الأردنيون فرحتهم بفتح المعابر مع سورية، مثلما كان حالهم عند فتح معبر الكرامة مع العراق الشقيق، فرغم الخراب الذي حل بأمتنا،يظل الشعور بالهوية الجامعة والمصير المشترك ساكنا في الوجدان الأردني.
كيف يمكن تدشين تحالف بهذا العمق، بينما واشنطن تدرس إطلاق مبادرة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي دون التشاور مع حلفائها، تسبقها بإجراءات أحادية الجانب تقوض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية؟
موسكو لن تفوت الفرصة لتسجيل مكاسب على إسرائيل في الحقل السوري، لكن هي الأخرى قد لا تذهب بعيدا في التصعيد ضدها على غرار ما فعلت مع تركيا.العلاقات الروسية الإسرائيلية عميقة ومتشعبة وتربطها شبكة مصالح وطيدة.
الديمقراطية لم تفلح بحماية القيم عند النخب السياسية، فقد تراجع مفهوم السلطة بحيث أصبح مجردا من المعايير الأخلاقية وقيم النزاهة، ومجرد لعبة تحايل لكسب الجمهور.
هناك إدارة متغطرسة في البيت الأبيض، لا تحتمل أن يعاندها نظام سياسي في العالم، وقد تندفع في لحظة هستيرية نحو الخيار العسكري، خاصة وأن هناك من يغذي هذه النزعة من دول المنطقة المعادية لطهران.
مصلحة الفلسطينيين والعرب تأجيل طرح الصفقة أطول فترة ممكنة، فذلك سيدفع بالإدارة الأمريكية إلى مراجعة أفكارها، والبحث عن خيارات أكثر واقعية وقابلية للحياة كحل الدولتين.
لعب الأردن دورا بارزا في الاتفاق الذي أنجزه عسكريون روس مع ممثلي الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، وأفضى إلى سيطرة الجيش السوري على معبر نصيب الحدودي مع الأردن من دون مقاومة تذكر.
المقاربة الأردنية الأحدث على الصعيد السوري، تقوم على فكرة جوهرية تنطلق أساسا من حسابات المصلحة الأردنية، ومفادها فك الارتباط بين الوضع في الجنوب السوري والأزمة السورية برمتها.
نافذة أمل جديدة فتحت أمام حكومة الرزاز، تتمثل بتحرك المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع في مكة اليوم بمشاركة الكويت والإمارات العربية المتحدة إلى جانب الأردن، لمناقشة سبل دعم الأردن لتجاوز مشكلاته الاقتصادية.