قد لا تضيف العقوبات الأمريكية الجديدة على نائبين من "حزب الله" ومسؤول أمني فيه مكلف بمهمات سياسية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية جديداً على المنحى التصاعدي لاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية الحزب، بصفته أحد أذرع طهران في تمددها الإقليمي منذ سنوات.
التحذيرات التي سبق لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لإيران بالرد على أي هجمات تشنها على القوات الأميركية في الشرق الأوسط أو في منطقة الخليج العربي، سواء كانت مباشرة أم بالواسطة، يبدو أن طهران فهمتها على أنها لا تشمل حلفاء أميركا.
يفتعل القادة الإيرانيون الندية العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية على رغم أنهم يبلغون ناقلي رسائل التهديد إليهم عن أنهم سيلقون ردا عنيفا إزاء أي تحرش عسكري بالمصالح والوجود العسكري الأمريكيين، بأنهم يدركون حجمهم قياسا إلى الآلة العسكرية الأمريكية، ويطمئنون ناقلي هذه الرسائل بأنهم لا ينوون القيام
بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو أن الجيشين الروسي والسوري عثرا على جثة الجندي الإسرائيلي المفقود منذ حرب لبنان عام 1982
تحت سقف الصراع الروسي الأمريكي واتساع رقعة التنافس على النفوذ بين الدولتين الكبريين في الإقليم، يفرض سياق الأحداث في الأسابيع الأخيرة التفتيش عن نقاط التلاقي والتوافق، سواء تحت الطاولة أم فوقها، أو تقاطع المصالح بين القوتين الكبريين.
يتأرجح لبنان بين السيء والأسوأ، ويعجز عن الثبات في موقع واضح في الجغرافيا السياسية المضطربة للإقليم، فينعكس الغموض على أوضاعه مزيداً من عدم اليقين في شأن مصيره والمعادلة التي سترسو عليها تركيبة الحكم فيه وفي اقتصاده المتعثر.
هل ستغير نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية من سياسة واشنطن تجاه المنطقة، وخصوصا حيال العقوبات الجديدة التي فرضها دونالد ترامب على إيران و«حزب الله» لتدخلاتهما في دول الإقليم؟
ينتظر أن تستهلك الأزمة السورية موفدا دوليا جديدا بعد دي ميستورا وكوفي أنان والأخضر الإبراهيمي، كي يتناغم مع تقاسم البلد مناطق نفوذ بين الدول المنغمسة فيه. وإذا كان من أمل بالحل السياسي، فإن مؤشره الأول بدء انسحاب القوى الأجنبية، بانكفاء إحداها تمهيدا لانكفاء غيرها. العكس يحصل الآن.
ليس اتفاق سوتشي إلا محطة من محطات الحرب السورية على رغم ترويج كثر لإمكان تمهيده للحل السياسي. هذا ما يأمل به بعض رموز المعارضة المعتدلة المراهنين على الدور التركي.
باتت القناعة الداخلية والخارجية بأن سعي الوزير جبران باسيل إلى حجز موقعه كوريث للرئيس ميشال عون هو العقدة الأساسية التي تؤخر الحكومة، عبر شروطه على تمثيل «القوات اللبنانية» واستطرادا على التمثيل الدرزي.
سيل الأسئلة التي يطرحها الغربيون، سواء كانوا من الديبلوماسيين في لبنان أو في دول أخرى، أم حتى بعض قادة دول الجوار، حول ضمانات عودة النازحين، ينطبق على إعادة الإعمار: هل ستدفع الأموال من أجل أن تستفيد منها إيران بنفوذها الواسع في سوريا؟
قد تكون صدفة أن يوجد في موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين كل من مستشار المرشد الأعلى الإيراني الدكتور علي أكبر ولايتي، وبنيامين نتنياهو أول من أمس. ساعات قليلة فصلت بين اجتماع الأول مع الثاني ثم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
كثيرة هي الشواهد على أن هناك صفقة أميركية روسية نتيجة تفاهمات ستتم مناقشة جوانبها أثناء لقاء الرئيسين في هلسينكي في 16 الجاري. ولعل من يبحث عن الحجج لترجيح هذا الاحتمال يستطيع أن يستشهد بما ذكر عن أن «حزب الله» أخذ يسحب قوات له في سورية تمهيداً لتسهيل الحل السياسي فيها بعد درعا.