النتيجة في النهاية، لا شراكة حقيقية بين "الإسلام السياسي" وأي نظام حكم عربي قائم، فما البديل؟ وكيف تعمل الحركات الإسلامية بعد تسجيل مسيرة فشل استمرت طيلة نحو قرن من الزمان؟
هذا الفهم الواسع يفسر لنا سر خنق وسحق ومحق الربيع العربي، وولادة الثورة المضادة التي سخرت كل شياطين الأرض وأموالهم لخنق مخرجاته وتحويله إلى "شتاء دام" وعواصف هوجاء، ولا يمكن فهم انقلاب تونس ومن قبله انقلاب مصر خارج هذا الفهم!
واليوم، وبعد نحو مائة عام على بداية الإذلال الكبير، يجد الفلسطيني، ومن خلفه وإلى جانبه الأنقياء الأتقياء الطيبون من أبناء الأمة، أمام أبناء وأحفاد "الجد" إياه، يمارسون لعبة معقدة من تمييع المواجهة، وتضييع الطريق على من يبحث عنها
القوة هي التي ترسم خطوط التاريخ، ومن يملك القوة هو من يحدد "هوية" السلاح في أيدي الآخرين؛ إن كان سلاحا "شرعيا" أو "مارقا". لعبة التصنيف هذه تملكها منظومة الأقوياء، كثيرون يقعون في فخ التصنيف، ويمتثلون لمشيئة الأقوياء، كرها أو طوعا.
الاستبداد الذي خلفه وباء كورونا يغذي على نحو أو آخر الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن الوباء عبارة عن "مؤامرة" ضد البشر، وأن الفيروس إياه نتاج "عبث" بشري. وأيا ما كان الأمر، فسيمر وقت طويل قبل أن نعرف تلك الحلقة المفقودة من قصة الجائحة.
مارس الخبير الاقتصادي جون بيركنز دور "القاتل المأجور" في شركة الاستشارات الهندسية "Chas T. Main" بين عامي 1971 ـ 1981. وحصل على وظيفته هذه، بحسب شهادته، بعد أن اجتاز اختبارات قبول أمام وكالة الأمن القومي الأمريكية "NSA".
أكثر من ثلثي البلدان تسجل أقل من 50 درجة على مؤشر مدركات الفساد لهذا العام، بمتوسط 43 درجة فقط. وتُظهر البيانات أنه على الرغم من إحراز بعض التقدم، لا تزال معظم البلدان تفشل في معالجة الفساد بشكل فعّال.
قيل قديما إن الطريق إلى القدس يمر عبر العواصم العربية، وربما كان هذا القول يثير سخرية البعض، بل عد أحيانا محفزا وباعثا على الفتنة، ولكنه اليوم أكثر من أي وقت مضى، أصبح حقيقة جارحة، بعد أن تأكد أن رعاة الكيان الحقيقيين لم يكونوا في واشنطن وباريس ولندن فقط، بل كان لهم أعوان مخلصون في غير عاصمة عربية
المفارقة هنا أن هؤلاء الستين رجلا لا يكاد يطالب بهم أحد، فبالنسبة للأردنيين، وبينهم رجال علم وحملة أقلام وصحفي، لم تبذل سلطات بلادهم أي مجهود حقيقي للإفراج عنهم
قضية عماد حجاج ليست قانونية كما يبدو، فهي سياسية بامتياز، لم تزل تتفاعل، ومنظمات حقوق إنسان وصحفيون وكتاب في الأردن وحول العالم، يتضامنون معه، خاصة وأنه معرّض لحكم بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات
إن الهجمة على نقابة المعلمين ومعاملة قادتها على نحو مهين، لا يمكن أن يفسر إلا أنه محاولة لكسر المعلم ممثلا بنقابته، علما بأن ثمة اتفاقا على أن السلطة التي تهين المعلم، تنتج أجيالا مكسورة، ومجتمعا خانعا، ودولة فاشلة!
لو حدث وأن قام أحدهم بحجز حرية أحد آخر، وتعذيبه، لأصبح في عرف القانون مجرما، ولكن حين تقوم أجهزة الدولة بهذا فهي في منأى عن أي مساءلة، لا محلية ولا دولية، لأنها هي أداة تنفيذ القانون، وهي تمارس "جرائمها" بوصفها عملا من أعمال "السيادة!" حفاظا على ما يسمى "أمنها القومي"!
ما لم تتغير البيئة العربية الحاضنة للحالة الفلسطينية، فلن يتغير شيء، إلا إذا قررت الجماهير أن تأخذ القرار بنفسها، وتكنس هذا الواقع البائس، وهي عملية تشبه انبجاس الماء من بين الصخر، تتم فجأة وبقرار ذاتي من الماء فقط!