بعث مواطن
لبناني، شيعي، رسالة "مؤثرة" إلى الأمين العام لحزب الله،
حسن نصر الله.
وقال المواطن علي حلاوي، في رسالة نشرها موقع "جنوبية" اللبناني المعارض للحزب، إنه ومنذ نشأته ترعرع على الانتماء لحزب الله، وحب حسن نصر الله منذ نحو 20 عاما، لا سيما أنه قدّم فلذة كبده "هادي" فداء لـ"الأرض المقدسة".
وتابع: "نعم يا سيد كنت قائدا يشهد له الجليل في حرب الأيام السبعة في الـ1993 وكنت ناطورا على الجنوب وكرومه في عناقيد الغضب 1996، إلى أن حان موسم القطاف عند تحرير الأرض في العام الـ 2000. فاسترجعت الأسرى بعدها وصمدت وأهلك الجنوبيين في الـ2006، فغيّرت قواعد اللعبة مع العدو الاسرائيلي".
وأضاف بأن نصر الله بات محبوب العرب من المحيط إلى الخليج، ولقبه البعض بـ"غيفارا العربي"، إلى أن حانت سنة 2011.
وأردف قائلا: "للأسف محوت تفاصيلها بنفسك. سأكتب إليك باللغة التي تتنقنها أنت اليوم. لغة مواطن شيعي جنوبي لا يرى في الحرب السورية سوى مستنقع استنزاف لقادتنا وشبابنا وطاقاتنا".
وتابع: "جميعنا يذكر يا سيد كيف مهدت لنا طريق الغوص في هذا المستنقع. جميعنا يذكر كيف كان شهداؤنا يدفنون في الأيام الأولى للحرب (على المخفي). حينها كنت تظن أنها مجرد اضطرابات أمنية سيتعامل معها نظام بشار الأسد بالطريقة ذاتها التي تعامل بها والده مع الإخوان في ثمانينات حماه".
علي حلاوي، اعتبر أن إطلاق نصر الله للحرب في سوريا بـ"الدفاع المقدس"، ما هو إلا تبرير للمشاركة في الحرب الاستنزافية.
وأضاف: "قلت إننا نشارك بها دفاعا عن قرانا المتخامة للحدود السورية، بعدها انتقلت بدمنا الى قلب عاصمة الأمويين حماية لمقام السيدة زينب (ع) ومن هناك وصلت قطرات دمنا إلى حلب ودير الزور وغيرها".
وأكد المواطن الشيعي الجنوبي أن نصر الله يعرف تمام المعرفة أن "هذه الحرب ليست حربنا ولا حربك".
وقال إن "الدفاع عن أنظمة الاستبداد لم تكن يوما من شيمك، فلا فرق بين نظام الأسد وبين نظام آل خليفة في البحرين، الاثنان يجمعهما حكم التوريث والظلم وإسكات الرأي الآخر، فكيف تريد منّا أن نشتم الأول ونموت من أجل الثاني".
ونفى المواطن الجنوبي، أن تكون حرب سوريا "حربا شيعية"، مستشهدا بالحديث عن ظلم الأسد من قبل رجل الدين الشيعي نمر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية سابقا، والقيادي الشيعي العراقي مقتدى الصدر.
وأضاف: "أنت الذي يعرف يا سيد أن استراتيجية حماية لبنان من سورية هي استراتيجية لا يأخذها أحد على محمل الجد، وأثبتت عشرات التفجيرات الإرهابية التي ضربت لبنان والعالم وما تزال أنه ليس هناك أي قوة في العالم قادرة على وقف الإرهاب في ظل سياسة الخلايا النائمة والأعمال الفردية التي تتبعها التنظيمات الإرهابية".
وختم رسالته قائلا بأنه لا يتوقع من نصر الله أن يقرأها، مضيفا: "لكن أعلم علم اليقين أنه رأي المئات أو الآلاف من أبناء طائفتك. هؤلاء لا ينتظرون منك الانسحاب من الأراضي السورية، بل يأملون أن تكون صادقا مع نفسك كما عهدوك. أن تخرج علينا في خطاب وتعلن بكل صراحة أنها حرب المحاور الإقليمية، حرب من يعطينا السلاح والمال والنفط وليست حرب دفاع عن الدين. ولا ضير إذا ما أعلنتها حربا مفروضة عليك فثق أن من يقاتل إلى جانبك سيبقى ويقاتل، ولكن اخرجها يا سيد من عباءة الدين وارحم من يعارضك من صفة الـ(العميل)".