علوم وتكنولوجيا

هل شارف عهد كلمات المرور على الانتهاء وهل هي أكثر خصوصية؟

جيتي
جيتي
تنبأ "بيل جيتس" قبل ثلاثين عاما باختفاء كلمات المرور والرموز السرية بشكل نهائي، وكان هذا التنبؤ محض خيال وقتها، لكن الآن مع تزايد طرق الدخول، مثل بصمة العين وبصمة الإصبع، هل يصبح هذا الخيال واقعا؟

وبدأت شركات التكنولوجيا الكبرى والمُصنعة للهواتف الذكية بالاتجاه منذ سنوات لتكنولوجيا "البيومترية"، وتتضمن ماسح بصمة الإصبع، وأجهزة التعرف على الصوت، مثل "Amazon Echo"، وحديثا ميزة التعرف على الوجه، وقراءة قزحية العين.

وهذه الطرق التكنولوجية الحديثة يتم استخدامها للدخول للهاتف الذكي، لكن هذا سيكون مستقبلا، فيما لو تم تطوير المواقع والبريد الإلكتروني لُيصبح الدخول لها بواسطة هذه التقنيات، خاصة أن كثيرا من الاختراقات تحدث نتيجة لضعف كلمة المرور. 

هل هذا سيُنهي عهد كلمات المرور؟

يقول رائد سمور، خبير أمن المعلومات: "لا أعتقد بأن عهد استخدام كلمات المرور المكتوبة والرموز السرية سينتهي، بل سيستمر، إلا إذا تحقق الخيال العلمي وتم وضع "سيم كارد" للإنسان، وأصبح يقرا البيانات مباشرة".

وأضاف سمور: "الطرق الحديثة أفضل من كلمات المرور، لكن الخطير في الموضوع هو هل سيتم استخدامها لاحقا لانتهاك خصوصية المستخدمين؟ بمعنى أنه من المحتمل استخدامها لتجميع قاعدة بيانات أو لدواع أمنية".

من ناحيته، قال حسين العمري، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا: "أنا أعمل في وادي السيلكون منذ 1980، وكنا نستخدم تقنيات ما زلنا نعود لها في الوقت الحاضر؛ لذا لا أعتقد أن كلمات المرور ستختفي".

وأضاف العمري، في حديث لـ "عربي21": هناك عيوب في الوسائل البديلة عن كلمات المرور، فمثلا الصوت يتغير مع إصابة الشخص بالأنفلونزا. أما البصمة، فيجب أن يكون الإصبع نظيفا وغير مبلول. بالتالي، فإن استخدام هذه الوسائل ليس أسهل من كلمات المرور".

وختم العمري حديثه قائلا: ": "لا تنسَ أن المواقع المهمة مثل فيسبوك، تعطيك الخيار بوضع رقم هاتفك لزيادة الحماية، بحيث لو استطاع شخص ما سرقة كلمة مرورك، فإن "فيسبوك" لن يسمح له بالدخول إلا بإدخال رقم خاص يُرسل لك فورا على هاتفك ككلمة مرور إضافية. لذا فإن سرقة كلمة المرور لا تكفي إن لم يكن معه الهاتف المحول الخاص بك".

ويبقى السؤال هل ستنجح الشركات في تحويل طرق الدخول من كلمات المرور إلى التكنولوجيا الحديثة؟ وهل ستقنع المستخدمين بهذا؟ خاصة أن هذه الطرق بالرغم من أنه قيل إنها آمنة، من الممكن اختراقها من قبل الـ"هاكرز"، حيث استطاع بعضهم نسخ صوت "أوباما".

وهذا النسخ لصوت بعض المشهورين أثار تخوف المستخدمين، مثل الشاب نواف الشهري، حيث قال لـ"عربي21 ": ما دامت كلمات المرور متاحة فسأبقى استخدمها، ولن أستخدم بصمة الإصبع، فمن الممكن أن يقوم احد المقربين بنسخ بصمتي".

بدورها، قالت سارة السعدي لـ "عربي21" إنها "تستخدم كلمات مرور صعبة جدا، بالتالي لا حاجة لأن تستخدم بصمة الصوت أو الإصبع".

بالمقابل، قال رشيد بطاينة لـ"عربي21": "أنا افضل بصمة الإصبع، خاصة أنه من المستحيل أن تتشابه بصمتي مع بصمة أي إنسان آخر". ووافق الشاب أحمد الزبن صديقه رشيد بأنه يُفضل بصمة الإصبع على كلمات المرور.

ووفقا لمجموعة أبحاث الـ"بيومترية"، استخدم 650 مليون شخص القياسات الحيوية لتشغيل هواتفهم الذكية في نهاية عام 2015، وبحلول عام 2020، فإن عدد مستخدمي الهواتف الذكية البيومترية سيكون نحو مليارين، مع احتمال الزيادة.

يُذكر أن دراسة لشركة "Keep Security" أظهرت أن 17% من 10 ملايين كلمة مرور هي لسلسلة الأرقام 123456، وهي لا تزال كلمة السر الأكثر شعبية، ويتم استخدامها لحسابات عدة؛ لسهولة حفظها.

التعليقات (0)