اتهم وفد
المعارضة السوري، الأربعاء، كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعرقلة جهود إيجاد حل سياسي عبر السعي إلى تقسيم
سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته المعارضة السورية، في ختام اجتماعات "أستانة-5" التي كانت قد بدأت الثلاثاء في العاصمة الكازاخية.
وقررت الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق في سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران، خلال الاجتماع تشكيل مجموعة عمل، لمتابعة بحث قضية "مناطق خفض التوتر"، على أن تجتمع المجموعة، في العاصمة
الإيرانية، مطلع آب/ أغسطس المقبل.
وردا على سؤال بشأن اتهام وفد
النظام السوري للوفد التركي بعرقلة التوصل إلى حل، قال العميد أحمد بري، وهو قيادي في "الجيش الحر": "وفد النظام لا يُصدق بكلمة، ولو أراد نجاح أستانة، لكان قد أنجح (مسار) جنيف (السياسي) من 4 سنوات.. من أول اجتماع، وكلما نأتي إلى مفاوضات أو مؤتمر، يقوم النظام بالتصعيد والقصف، ونشكر الإخوة الأتراك لما يقومون به تجاه الشعب السوري".
اقرأ أيضا: "مجازر" متتالية في الرقة الكبرى.. وخروقات "أستانة" تتزايد
وأردف: "طلبنا من اليوم الأول دخول الأتراك (إلى سوريا) لوقف نزيف الدم، والأتراك سيدخلون كقوات فصل، وليس كجهة مقاتلة، وهي داعمة فقط لإيقاف شلال الدم".
واتهم المعارض السوري "إيران (الداعمة عسكريا وسياسيا للنظام السوري) بأنها طرف في النزاع وليس ضامنا، ونحن لم نقبل بدورها كضامن، إيران هي من أجج الصراع، ودعم النظام".
ومضى قائلا إن "عدد الميليشيات في سوريا يقدر بنحو 65 ألف.. إيران تقتل العراقيين، والحشد الشعبي وصل إلى الحدود (مع سوريا)، فلا نقبل بالدور الإيراني، ونعتبره سبب المشكلة".
وأضاف بري: "خلال الفترة الماضية انخفضت نسبة القتل 95%، بعد الاتفاق الأخير، وجئنا إلى أستانة لتثبيت إخراج المعتقلين، وهدفنا الأساسي هو المحافظة على الوحدة السورية، والمحافظة على الدم السوري".
واعتبر أن "أهم شيء هو تثبيت وقف إطلاق النار (الساري جزئيا منذ نهاية عام 2016).. وملف المعتقلين سيتم بحثه في الأيام القادمة، وسيكون جاهزا بشكل نهائي في اجتماع أستانة المقبل".
بدوره، قال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية، أيمن العاسمي، إن "بعض الدول قصدت عرقلة اجتماعات أستانة وعدم الوصول إلى نتائج بمنع فصائل الجبهة الجنوبية (السورية) من الوصول إلى أستانة من قبل أمريكا والأردن، وهو ما نعتبره نوعا من تقسيم سوريا، وأمر قسّم الفصائل".
وأضاف: "لا أرى أن هناك دولا تشعر بمسؤولية تجاه ما يحصل في سوريا، وهذا ما تعمله أمريكا بالحرص على حدود إسرائيل لكي لا تصل الاشتباكات إليها، وتقول إن هناك مسار 30 كم من الحدود تستطيع الميليشيات (الإيرانية) فعل ما تريد فيه".
وتابع العاسمي أن "هناك دولا في مجلس الأمن الدولي تعرقل الحل في سوريا لتبقى في حالة فوضى ويتم تدمير ما يمكن تدميره فيها، وحتى تستفيد بعض الدول من خيرات المناطق الشرقية، وما يمكن أن يحدث لتركيا من دعم (هذه الدول) فصائل كردية انفصالية في الشمال، وما تشيعه من فوضى، فالتقسيم هدف لبعض الدول".
وردا على سؤال عن هذه الدول، أجاب المتحدث باسم وفد المعارضة السورية بأن "أمريكا ودول في الاتحاد الأوروبي.. هذه الدول صوتها خافت، ولم تقم بدعم الحالة العسكرية والسياسية، بل وفرت فقط أرضية لاجتماع جنيف".
وتابع أن "هناك محاولة روسية لجعل أستانة مسارا عسكريا، وعرقلة مسار جنيف، هذه مبارزة بين دول تريد أستانة وأخرى تريد جنيف، ونحن لا نرى سوى الراعي التركي الذي اقترح إدخال قوات فصل، واعترضت عليه إيران".
وأخفقت ست جولات من المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية، أحدثها في مايو / أيار الماضي، في تحقيق أي تقدم يذكر في ملفاتها الأربعة، وهي الحكم، والدستور، والانتخابات، والإرهاب، وتعتزم الأمم المتحدة بدء جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية، في 10 تموز/ يوليو الجاري.
وختم العاسمي بقوله إن "إيران لها أسلوب بوقف الحل عبر الميلشيات، وأمريكا تريد تجميد الحل.. مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ستيوارت جونز، قال (للمعارضة أمس) إننا ننوي إقامة منطقة آمنة في الجنوب بالتعاون مع فصائل الجنوب، فقلنا لهم وماذا بعدها (؟) قالوا: لا شيء.. فتصوروا ذلك".
وكانت الدول الضامنة اتفقت في اجتماعات "أستانة- 4"، يوم 4 مايو/أيار الماضي، على إقامة "مناطق خفض التوتر"، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.
وبدأ سريان الاتفاق في السادس من الشهر نفسه، ويشمل أربع مناطق هي: محافظة إدلب وأجزاء من محافظة حلب وأجزاء من ريف اللاذقية (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وريف حمص الشمالي (وسط)، وريف دمشق، ودرعا (جنوب).
ومنذ بداية العام الجاري، عُقدت في أستانة خمس جولات من المباحثات بشأن سوريا، أعقبت إعلان وقف إطلاق النار، نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومنذ عام 2011 تطالب المعارضة بتداول السلطة، التي ورثها بشار الأسد، في تموز/ يوليو 2000، إثر وفاة والده الرئيس حافظ الأسد (1971– 2000)، وهو ما رد عليه بشار عسكريا، فاندلعت حرب أودت حتى الآن بحياة مئات الآلاف، أغلبهم مدنيون، وتسببت في نزوح ولجوء ملايين السوريين من أصل أكثر من 17 مليون نسمة، إضافة إلى دمار مادي ضخم، بحسب الأمم المتحدة.