وجهت انتقادات للحكومة البريطانية بعد تقرير يتحدث عن إنفاقها مليارات الجنيهات على مشاريع ثقافية وأثرية في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطات لتحسين طرق إنفاق المال في الخارج.
وكشف المكتب الوطني للرقابة أن إدارة التنمية الدولية خصصت مبلغ 460 ألف جنيه إسترليني لتحويل أحد قصور الرئيس العراقي الراحل
صدام حسين في مدينة البصرة العراقية إلى
متحف.
وقال المكتب إن المساعدات النقدية ستستخدم لدفع رسوم إضافية للمعارض في المبنى الذى افتتح في سبتمبر الماضي.
وقامت إدارة التنمية بتحويل قصر صدام السابق في البصرة إلى متحف يعرض القطع الأثرية مثل القطع النقدية والفخار والتوابيت والبلاط فيما تستخدم أموال المعونة لتحويل المزيد من الغرف إلى صالات العرض في أحد أجزائه.
وكانت القوات البريطانية استخدمت لفترة وجيزة واحدة من قاعات القصر كغرفة طعام للضباط بعد غزو العراق عام 2003.
ونقلت الصحيفة عن منتقدين لسياسة المساعدات الخارجية قولهم إن "من الخطأ ارتفاع ميزانية المساعدات إلى 13 مليار جنيه في الوقت الذي نعاني فيه من تخفيض النفقات في الداخل".
ولفتت إلى وجود نفقات كبيرة على مشروع آخر في تركيا يتمثل في إجراء مسح وطني لرسم تصورات الجمهور عن تراثهم ضمن مخطط لتقديم منحة لأنقرة بقيمة أكثر من 920 ألف جنيه إسترليني.
وسيخصص أكثر من 1.2 مليون جنيه لأعمال الحفاظ على موقعين جنوب شرق تركيا بالإضافة إلى تسليم 100 ألف جنيه لجامعة ليفربول للمساعدة في الحفاظ على منحوتات صخرية تاريخية في تركيا.
وأشار مكتب الرقابة إلى أن قرابة 1.7 مليون جنيه ستذهب لصالح تدريب 100 عالم آثار من مصر والأردن ولبنان والعراق وليبيا وتونس وفلسطين على كيفية التعامل مع قواعد بيانات الصور الجوية التي تشرف عليها جامعتا أوكسفورد وليشستر.
ونقلت الصحيفة عن نقاد قولهم إن لدينا "حالة سخيفة من الإنفاق ولن يؤدي هذا لخروج أي من البلدان من دائرة الفقر وهذا لا يستخدم بطريقة مفيدة".
وأضافوا: "هذه المشاريع قد تكون مثيرة للاهتمام لكن لا ينبغي أن تكون جزءا من إنفاق المساعدات الخارجية".
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الثقافة إن "صندوق الحماية الثقافية يقدم الدعم الأساسي للدول التي يهددها الصراع بما في ذلك سوريا ومصر والعراق وهذه المشاريع خطوة أولى للمساعدة في الحفاظ على الآثار ذات الأهمية العالمية".