نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتب كيفين راولينسون، يقول فيه إن دخل عائلات
الأقليات في المملكة المتحدة أقل من العائلات البريطانية البيضاء، بما معدله 8900 جنيه إسترليني في العام.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن دخل العائلة البنغالية والباكستانية يبلغ في المعدل ثلثي متوسط دخل العائلات البيضاء، في الوقت الذي يصل فيه دخل العائلات الأفريقية السوداء إلى أربعة أخماس ذلك المتوسط، بحسب دراسة أجراها مركز "ريسليوشن فاونديشين".
ويفيد راولينسون بأن الدراسة أظهرت أن العائلات البنغالية شهدت أسرع نمو، حيث وصل إلى 38% بين عامي 2001 – 2016، في الوقت الذي حققت فيه العائلات الباكستانية نموا بمعدل 28% للفترة الزمنية ذاتها.
وتنقل الصحيفة عن كبير
الاقتصاديين في المؤسسة التي أجرت الدراسة آدم كورليت، قوله: "عادة ما تهمل الفروق في مستوى الحياة بين الإثنيات المختلفة في
بريطانيا.. هذه المسألة مهمة؛ لأن الفجوات في الدخل بين الأقليات الإثنية والبريطانيين كبيرة ومستمرة"، وأضاف كورليت: "ومع ذلك فإن ما يشجع هو أنه حصل تحسن كبير في بعض الحالات، مثل تحقيق الرجال والنساء السود والبنغاليين والباكستانيين تقدما في الوظائف.. هذا وغيره من العوامل منذ بداية الألفية جعلت العائلات البنغالية والباكستانية تحقق نمو الدخل الأسرع".
ويلفت التقرير إلى أن الدراسة وجدت أن دخل العائلة البنغالية المتوسطة أقل بـ8900 جنيه إسترليني، أو 35% أقل من العائلة البريطانية البيضاء المتوسطة، مشيرا إلى أن العائلة الباكستانية دخلها أقل بـ 8700 جنيه، والأفريقية السوداء أقل بـ5600 جنيه.
ويذكر الكاتب أن الدراسة نبهت إلى أن الفجوات تصبح أكبر إذا ما أخذت تكاليف السكن بعين الاعتبار، حيث أن أكثر من نصف العائلات البيضاء تملك سكنها، مقارنة مع ربع البنغاليين والسود والبيض الآخرين، الذين هم في معظمهم من أوروبا، لافتا إلى قول الدراسة: "نتيجة لذلك، فإن الفجوة في صافي الدخل بين العائلات البريطانية البيضاء والعائلات البنغالية زادت لتصل إلى 9800 (44%) إذا ما أخذت تكاليف السكن بعين الاعتبار".
وتستدرك الصحيفة بأن التحليلات تشير إلى أنه بالرغم من وجود فجوات كبيرة، إلا أنها صغرت في بعض النواحي، فنمو الدخل لدى العائلات البنغالية مثلا كان أكبر مما لدى العائلات البريطانية البيضاء بثلاث مرات، وفي الوقت ذاته حققت العائلات الباكستانية تقدما في هذا المجال.
وينوه التقرير إلى وعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال حملة الانتخابات العامة بأن تعالج "الظلم" المتعلق بعدم التكافؤ في الأجور، حيث قالت إن على الشركات أن تبين كيف تختلف معدلات الأجور بناء على الاثنية، مشيرا إلى أنه ابتداء من العام القادم، فإن الشركات الكبيرة ملزمة بتقديم التقارير التي توضح الفجوات في الأجور بناء على الجنس.
ويقول راولينسون إن رئيسة الوزراء أعلنت، العام الماضي، عن تدقيق في طريقة تعامل الخدمات العامة المختلفة مع مختلف الاثنيات، بما في ذلك فحص الدخل النسبي، لكنها انتقدت لتأجيل نشر التقرير حتى الخريف، مشيرا إلى أن المتحدث باسم الحكومة لم يستجب لطلب التعليق على الموضوع.
وتورد الصحيفة نقلا عن ماي قولها: "حقيقة أن الإثنيات المختلفة تدفع لها أجور أقل للقيام بالعمل ذاته ظلم لا يمكن السماح باستمراره في بريطانيا في القرن الحادي والعشرين".
وبحسب التقرير، فإن المؤسسة التي أصدرت البحث، قالت إن الفجوة في نسب التوظيف بين النساء والرجال لها أثر جزئي على فروقات الدخل، فاحتمال توظيف المرأة الباكستانية أو البنغالية هو نصف احتمال توظيف المرأة البيضاء، مع أن هذا المعدل يمثل تقدما، وهو ما قد يوضح التحسن في مستوى الحياة للمجموعتين.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول الدراسة: "إن معدلات التوظيف للرجال الباكستانيين والبنغاليين والسود زادت أيضا بشكل كبير، بنمو وصل إلى 10% و17% و6% بالترتيب منذ عام 2001، في الوقت الذي بقي فيه المعدل ذاته لدى الرجال البيض".