هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وقعت مشادات وصلت لحد التلاسن بين اللواء خليفة حفتر ومستشاره السياسي السابق، محمد بويصير، وسط اتهامات بالفساد بين الطرفين.
ونشرت بعض اللجان الإلكترونية التابعة لحفتر وثائق تتعلق بـ"بويصير"، المقيم في واشنطن حاليا، تتهمه بالسعي للحصول على أموال تصل إلى نصف مليون دولار سنويا، مقابل تأسيس شركة تهدف إلى إقناع أصحاب القرار وصانعي الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة دعم "حفتر" عسكريا وسياسيا.
دعم أمريكي
وذكرت الوثائق المسربة، التي اطلعت عليها "عربي21"، أن "بويصير تقدم بالفكرة لحفتر، محاولا إقناعه بأن "مثل هذه المنظمات في أمريكا تُؤدي دورا هاما في تشكيل الرأي العام، عن طريق تثقيف صانعي القرار بالحقائق التي قد تكون غائبة عنهم، وكذلك تقديم التحليلات التي تساعدهم على اتخاذ مواقف داعمة لقوات "حفتر".
وأوضحت الوثائق أن "المشير" خليفة حفتر رفض هذا الطلب، وأمر بحفظه إلى وقت لاحق، حسبما تشير التأشيرة التي وقعها حفتر على الورقة الأولى من الوثائق.
حفتر وإسرائيل
في المقابل، كشف محمد بويصير أن "حفتر قام بتوقيع عقد مع شركة علاقات عامة كندية بمبلغ يتجاوز 6 مليون دولار؛ بهدف الترويج له في أروقة السياسية الأمريكية".
وأوضح، عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك"، أن "حفتر يتعاون مع ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية التابعة للكيان الصهيوني، الذي شارك في عملية إيران كونترا، ويدعى "آري بين مناشي"، مشيرا إلى أنه "نصح حفتر مرارا وتكرارا بعدم التعامل مع الكيان الصهيوني؛ لأن ذلك سيأتي بأثر عكسي".
نهاية مأساوية
وأكد بويصير، الذي زار طرابلس مؤخرا، أن "هجوم حفتر عليه ومحاولة تشويهه ستكون بمثابة المرحلة الأخيرة من قصة جنرال يدعى "خليفة حفتر"، مشددا أن "حفتر -وبحكم قربه منه- له قدرات محدودة جدا ستقوده إلى مصير الجنرال الصربي "ملاديتش" أو حتى الصومالي "عيديد"، وفق تقديره.
وقال بويصير، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "حفتر صار حملا ثقيلا حتى على الدول الإقليمية التي تؤيده، خاصة مصر والإمارات، وأتصور قريبا أنه سيحال على المعاش، وسنراه في نادي الشمس (بالقاهرة)".
وطرحت حالة التلاسن بين حفتر ومستشاره السابق عدة تساؤلات حول الملفات التي سيكشفها بويصير حول حفتر وعملية الكرامة، وهل يمكن لـ"بويصير" التأثير سلبا على حفتر في السياسة الأمريكية؛ كون الأول يحمل الجنسية الأمريكية وله علاقاته الواسعة في واشنطن؟
عسكرة الدولة
من جهته، رأى الناشط السياسي الليبي، علي سعيد نصر، أن "تصريحات بويصير وما كشف عنه من حقائق ستؤثر على شعبية حفتر، خاصة أنها تشهد حالة تراجع منذ فترة".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "سبب الخلاف بين الطرفين هو توجه حفتر إلى عسكرة الدولة، وهو يخالف ما يدعو له دائما بويصير من دولة مدنية يتم تداول السلطة فيها وتحترم فيها حقوق الإنسان"، حسب كلامه.
انهيار التحالفات
لكن الإعلامي الليبي، محمد علي، أوضح أن "الضعف الذي أصاب المعسكر السياسي شرق ليبيا وانهياره شيئا فشيئا أصبح واضحا، وهذا بسبب انهيار تحالفاته مع جماعات كانت لها مصالح مشتركة".
وتابع: "وباعتبار أن طرابلس تمثل جغرافيا المنطقة التي يرأسها الجسم المعترف به دوليا، والممثل في المجلس الرئاسي، أخذ الكثير من الأمور ينكشف بشكل واضح، بسبب انعدام المصالحة المشتركة التي تعدّ الوحيدة الكفيلة بتحقيق تحالفات سياسية في وضع مشابه لوضع ليبيا الراهن"، وفق قوله لـ"عربي21".
انتهازية
لكن الصحفي والناشط الليبي، مختار كعبار، قال -من جانبه- إن "محمد بويصير شخص انتهازي، حاول أن يعمل مع حفتر، ووضع نفسه رهن إشارته، وفي خدمته، ودعمه سياسيا بحكم علاقاته، إلا أنه لم ينل ما يعتقده من حقه ماديا، وللأسف أن ما يكشفه عن حفتر هو أمر معروف كان الأجدر به أن ينشره في حينه، لكن الانتهازية حكمت الظروف"، وفق وصفه.
وبخصوص تقارب بويصير مع السراج وحكومته، أوضح أن "هذا التقارب لن يدعم السراج أو حكومته، كون بويصير لا يمتلك قاعدة شعبية أو سياسية في ليبيا. أما العلاقات مع أمريكا، فالسراج تحصل على هذا الدعم من الرئيس الأمريكي نفسه، وليس في حاجة لبويصير".