هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أوردت وسائل إعلام ليبية تقارير تفيد بوجود استعدادات عسكرية لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لاقتحام مدينة درنة (شرقي ليبيا)، بهدف تحريرها مما أسماه بـ"الجماعات الإرهابية"، حيث نفذت هذه القوات الاثنين قصفا مدفعيا على المحور للمدينة.
وأكدت ما تسمى بـ"عمليات عمر المختار" التابعة لقوات حفتر، أنها "تعاملت بالمدفعية الثقيلة في المدخل الغربي لمدينة درنة، ما أدى إلى تدمير مواقع ومراصد هناك"، مؤكدة استمرار "العملية لملاحقة كافة تحركات الجماعات "الإرهابية"، حسب وصفها.
في المقابل، قال ما يسمى بـ"مجلس شورى درنة" المناوئة لحفتر بأنه بدأ استعدادات لصد أي هجوم متوقع على المدينة المحاصرة، وقام بإقامة نقاط تفتيش في شوارع درنة لـ"البحث عن خلايا نائمة لحفتر".
يأتي ذلك فيما قالت وسائل إعلام ليبية إن طائرات حربية إيطالية اعترضت في وقت سابق مقاتلة مصرية كانت تنوي قصف مدينة درنة لتسهيل دخول قوات حفتر إليها، وهو ما أغضب الأخير، وهو ما يطرح تساؤلات عن مصير العملية العسكرية وموقف الأطراف الليبية منها.
"كل الخيارات متاحة"
تعليقا على هذه التطورات، أكد مسؤول الملف الأمني بمدينة درنة، العميد يحيى أسطى عمر، أن "كل الخيارات العسكرية متاحة من قبلنا لصد أي هجوم من قبل "ميليشيات" الكرامة ضد المدينة".
اقرأ أيضا: شيخ سلفي مدخلي يتوعد أهالي مدينة درنة الليبية بالقتل
وأوضح عمر في تصريحات لـ"عربي21"، أن "المدينة تشهد الآن حالة من الاستقرار النسبي، لكن أيضا تشهد حالة ترقب لأي تحركات من قبل حفتر"، موضحا أن "الحركة داخل المدينة الآن اعتيادية".
وبخصوص دعم حكومة الوفاق الوطني لهم ضد أي تحركات من قبل قوات حفتر، قال القيادي الليبي: "لا وجود لأي دعم مادي أو معنوي من أي جهة".
من جهته، يرى الناشط والمدون الليبي من درنة، فرج كريكش، أن "النية المبيتة لاقتحام درنة ليست سرا، لكن على حفتر أن يعرف جيدا أن كلفة تلك المعركة لن تكون سهلة وربما تفقده السيطرة على الشرق كله، فتضاريس تلك المنطقة شهدت من قبل إخفاقا كبيرا لجيش القذافي سنة 1996 في أوج قوته".
وأضاف كريكش في تصريحات لـ"عربي21"، أن "حكومة السراج لن يتعدى دورها دور المتفرج المحايد الذي يهنئ الفائز في نهاية الجولة وينسبه إليه".
"مسألة وقت"
في المقابل، اعتبر الأكاديمي من الشرق الليبي، جبريل العبيدي، أن "معركة درنة محسومة"، وأن "الجيش لن يترك المدينة وأهلها رهينة لبقايا مليشيات" تنظيم القاعدة هناك في ظل استغلال ومتاجرة سياسية يمارسها أنصار الإسلام السياسي للتغطية على حقيقة احتلال المدينة من القاعدة"، حسب تعبيره.
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هذا التنظيم المسيطر على المدينة يرفض قيام الدولة المدنية وسبق له منع الانتخابات"، نافيا صحة التقارير بخصوص اعتراض الطيران الإيطالي لطائرة مصرية، وقال: "هذا غير صحيح، لأن سلاح الجو العربي المصري ليس ضعيفا".
اقرأ أيضا:"رايتس ووتش" ترصد شهادات مفزعة عن انتهاكات قوات حفتر ببنغازي
وتابع العبيدي: "أؤكد أن معركة درنة تعتبر محسومة سلفا لصالح الجيش" الليبي ولن تصمد بقايا عصابات القاعدة كثيرا رغم اختبائها خلف المدنيين وهذا الذي سيعرقل المعركة قليلا ولكنه لن يطول"، كما قال.
من جهته، تساءل المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، عن "قدرة قوات حفتر على اقتحام المدينة دون زحف عسكري مصري، وهل يمكنه مواجهة الأهالي الرافضين له ولقواته، أم هو يتمنى فقط الاقتحام ولا يستطيعه؟".
وأضاف الغول في حديثه لـ"عربي21": "حكومة الوفاق تتمنى أن يفكك (حفتر) لها المليشيات الإسلامية، لكن تريد ذلك دون أن يتكرر ما حدث في بنغازي، وليس لها القدرة على المغالبة في المنطقة الشرقية، لكن داخل المدينة، يبدو أن القوات مستعدة للدفاع ودفع أي ثمن لذلك".