هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد مهجرو مدينة بنغازي في المنطقة الغربية، تمسكهم بحقهم في العودة الآمنة والطواعية والكريمة إلى مدينتهم، معتبرين إياه حقا أساسيا لا يجدر أن يكون مرهونا بأية شروط سياسية أو تصنيفات جهوية أو قبلية أو فكرية.
وصدر هذا البيان عقب
اللقاء التشاوري الأول لبعض الأجسام الممثلة للمهجرين بالمنطقة الغربية من أبناء
وعائلات مدينة بنغازي، لوضع أسس تأمين العودة الآمنة والكريمة للمهجرين والنازحين
إلى مدينتهم وتحقيق المصالحة الشاملة، بدعوة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الذي
عقد في تونس.
ودعا
المهجرون في بيان لهم، إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفيا في المنطقة الشرقية
فورا دون قيد أو شرط، ومنع تعريض أي شخص للاحتجاز التعسفي أو الاعتقال أو النفي أو
الاختفاء القسري، وصون الحق في الحياة والأمن والسلامة، إضافة إلى نبذ خطاب
الكراهية والتأليب بغية قرع طبول الحروب وإعمال التمييز بمختلف أشكاله.
وطالب المهجرون، الأمم
المتحدة والسلطات الليبية بضرورة وضع آليات مع الجهات ذات العلاقة وفقا للقوانين
الدولية والليبية، لإنشاء لجنة تقصي الحقائق، تعنى بالجرائم المرتكبة كافة، من
اغتيالات وخطف وتفجير قبل 16 أيار/مايو 2014، التي بنيت عليها عملية الكرامة بغية
تحديد الأطراف المسؤولة عن تلك الجرائم والانتهاكات، والتي ترتب عليها النتائج
السلبية من حروب وتهجير ونزوح جماعي وتفسخ النسيج الاجتماعي البنغازي.
وجدد مهجرو مدينة بنغازي
شرق ليبيا، تأكيدهم ضرورة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وفقا للقواعد
القانونية والخاضعة لمبادئ الدولة المدنية الدستورية، بحسب ما ذكر البيان.
كما أكد المهجرون ضرورة حماية العقارات والممتلكات الخاصة بالمهجرين من أعمال النهب أو الاعتداء أو
التدمير بصوره كافة، أو المصادرة كنوع من أنواع العقاب الجماعي وتمكين المهجرين من
استردادها والاستفادة من ممتلكاتهم، على حد قولهم.
وشدد المهجرون على ضمان
حقوق الإنسان الأساسية كحقوق مكفولة لجميع المواطنين، الذين من حقهم التنقل
والتمتع بحرية السفر والإقامة والعمل في أي بقعة من بقاع الأرض، وعلى أن الجميع
سواسية أمام القانون ويجب حمايتهم من أشكال التمييز أو التفرقة كافة، لأي سبب كان،
وفق نص البيان.
وأشار المهجرون، إلى أن
حق الملكية حق مكفول للجميع ولا يمكن نزعه أو مصادرته من أي شخص أو جهة أيا كانت
على نحو خارج القانون، مطالبين بضرورة إيقاف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية
والمسموعة كافة من جميع الأطراف من التأجيج وخلق حالة من التوتر، ومنع استخدامها كأداة
لتزكية الصراعات وتوجيهها بما يخدم المصالحة الوطنية.
حفتر يكلف نجله
من جانب آخر، قال مصدر من
مهجري بنغازي -رفض كشف هويته- لـ"عربي21"، إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر أسند
ملف التفاوض مع مهجري نازحي بنغازي إلى نجله صدام.
وقدرت مصادر من البعثة
الأممية في ليبيا عدد المهاجرين من بنغازي إلى مدن داخل وخارج ليبيا بما يقارب مئة
وخمسين ألف نازح ومهاجر.
ومن المنتظر أن تعقد
البعثة الأممية في ليبيا عدة اجتماعات مع مهجري بنغازي في العاصمة طرابلس، ومثلها
في بنغازي مع قيادة قوات حفتر وأعيان وأولياء للدم، بهدف تشكيل وفدين للتفاوض
المباشر في تونس.
وتعرضت آلاف العائلات في
مدينة بنغازي لاعتداءات وانتهاكات وللتهجير القسري من قبل قوات عملية الكرامة
بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، منذ بدء العمليات العسكرية في بنغازي من قبل
قوات الكرامة في منتصف أكتوبر 2014، ممن اضطروا إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى
مدن غرب ليبيا.