هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تكتفِ الصحف الإسرائيلية الجمعة، بالحديث عن الآثار المتوقعة والنتائج المترتبة عن حادثة إسقاط الطائرة الروسية قرب اللاذقية السورية قبل أيام، وتركزت القراءات الإسرائيلية حول مخاوف تقييد حركة الطيران الإسرائيلي في سماء سوريا.
وقال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت
أحرونوت" يوسي يهوشع في مقال له، إن "إسرائيل تتخوف من تقييد حركة عملها
الجوية في سماء سوريا في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية"، مضيفة أن "الخوف
يتعاظم في إسرائيل من أن يكون ثمن الحادثة؛ محاولة إيرانية لاستغلال الشرخ
الإسرائيلي الروسي، من أجل تسريع إرساليات الصواريخ المتطورة إلى حزب الله في
الأيام القريبة القادمة".
وأشار يهوشع إلى أن "التقدير الإسرائيلي هو أن
الإيرانيين يعتقدون بأن إسرائيل لن تهاجم سوريا في الزمن المنظور، كي لا ترفع
مستوى اللهيب مع موسكو، غير أن محافل إسرائيلية تؤكد بأنه إذا كانت إرساليات كهذه،
فإن إسرائيل ستهاجمها".
ونقل الكاتب عن مسؤولين إسرائيليين كبار بقولهم إنه
"لا يوجد أمامنا إلا العمل أمام مثل هذا التهديد"، موضحا أنه "رغم
التصريحات الإسرائيلية التي تفيد بأن حرية العمل في سوريا ستحفظ، ينبغي أن نأخذ
ذلك على نحو محدود الضمان، ونتذكر بأنه في المدى الزمني الفوري وفي ضوء رد الفعل
المعادي في روسيا، سيكون من الصعب تحقيق ذلك".
اقرأ أيضا: إسرائيل تترقب رد موسكو على حادثة الطائرة.. كيف يكون الثمن؟
وذكر يهوشع أنه "إلى جانب الأقوال القاسية من
جانب الروس، فإن هناك أفعالا أيضا"، مبينا أن "روسيا تعزز نشاطها العسكري
في شرق البحر المتوسط، وبدأت مناورة بحرية واسعة مفاجئة لمدة أسبوع في منطقة قبرص
وقرب الشواطئ السورية".
وشدد على أن "ذلك سيقيد الطيران في المناطق
الجوية لقبرص وفي المنطقة المجاورة لشواطئ سوريا"، مرجحا أن "تكون
الخطورة الروسية ضمن مساعي موسكو للعثور على بقايا طائرة الاستخبارات الروسية التي
أسقطت الاثنين الماضي، وكانت تقل 15 من رجال الطاقم وعتادا استخباريا سريا أيضا".
من جانبه، قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة
"هآرتس" عاموس هرئيل في مقال له، إن "الروس يضعون تحديات، وإيران
تلقت ضربات ولكنها لم تتنازل عن سوريا، ويجب الاهتمام بنقطة أخرى على جدول أعمال
طهران، وهي العراق".
قواعد اللعب
وأردف هرئيل قائلا: "عندما أجريت مقابلة مع
رئيس سرب الاستخبارات في سلاح الجو الإسرائيلي أوري أورون بداية الأسبوع الجاري،
لم يكن بالإمكان توقع إلى أين ستتدحرج الأمور بعد ذلك"، لافتا إلى أن "أورون
دخل منصبه مع بوتين حينما أرسل الرئيس الروسي سربين من الطائرات القتالية إلى
سوريا في عام 2015، لحسم الحرب السورية لصالح نظام الأسد، الذي كان في ذلك الوقت
على شفا الهزيمة".
واعتبر هرئيل أن "عودة روسيا إلى المنطقة بعد
عقدين ونصف، غيرت قواعد اللعب في الجبهة الشمالية لإسرائيل"، مؤكدا أن
"روسيا لم تقيد في حينه حرية نشاط سلاح الجو، لكن الروس طلبوا من إسرائيل ألا
تعرض للخطر طائراتهم في الجو ورجالهم على الأرض، وبلورت الدولتان اتفاقا بينهما
لمنع الاحتكاك، الذي في إطاره منحت إسرائيل إنذارا مبكرا لسلاح الجو الروسي بشأن
هجماتها في روسيا".
اقرأ أيضا: هكذا سترد موسكو على إسرائيل بعد إسقاط طائرتها بسوريا
وتابع الكاتب الإسرائيلي: "عندما اعتقدت موسكو
أن إسرائيل اقتربت من الخط الأحمر الذي حددته احتجت علنا، وهو ما حدث في آذار
2017، وكذلك في شباط هذا العام، إلى جانب الحادثة الأخيرة التي فيها تم إسقاط
طائرة روسية بالخطأ بواسطة الدفاعات السورية الجوية، في نهاية هجوم إسرائيلي في
شمال غرب سوريا".
ونقل الكاتب تصريحات أورون لصحيفة "هآرتس" التي قال فيها إن "تدخل روسيا الجوي في سوريا، حسم الحرب لصالح الأسد بصورة
قاطعة"، مستدركا بقوله: "الوجود الروسي قيد نشاط سلاح الجو الإسرائيلي
وهذا شكل تحديا لنا، لذلك كان مطلوب منا أن نكون دقيقين جدا".
وأضاف أورون أن "هناك صراعا على الهيمنة في
سوريا"، موضحا أن "إيران غير موحدة، إزاء تدخلها في الشأن السوري، بسبب
أوضاعها الاقتصادية الداخلية، في حين يوجد طموح لدى قيادتها لترسيخ قدراتها
العسكرية لتوسيع نفوذها في سوريا".
الجهد الإيراني
وأكد المسؤول الإسرائيلي في سلاح الطيران أن
"الأشهر الأخيرة كانت مختلفة، من خلال تقابلنا للمرة الأولى مع قوة إيرانية في
سوريا"، مبينا أن "الحدث الخطير الأول كان في 10 شباط الماضي، حينما
أسقط الجيش الإسرائيلي طائرة إيرانية دون طيار مسلحة اخترقت سماء إسرائيل".
ونفى أورون أن "يكون هناك كمين إيراني سوري
مخطط"، مشددا على أن "هناك صراعا مركبا في سوريا، من خلال محاولة نظام
بشار الأسد مواجهتنا وجها لوجه، وكذلك الإيرانيون الذين يحاولون توفير قدرة دفاع
جوي وطائرات دون طيار للنظام السوري".
ورأى أنه "لا يمكن لإسرائيل القبول بذلك لأنه
سيمس حرية نشاطنا الجوي"، منوها إلى أن "الجهة الشمالية في الوقت الراهن
تعمل في إطار عوامل عدة تتحكم بها روسيا وإيران ونظام الأسد وحزب الله، من خلال
مستويات مختلفة من التنسيق وأحيانا من خلال تضارب في المصالح".
وأفاد بأن "الجهد الإيراني يشمل أيضا وضع
صواريخ أرض أرض في سوريا بمدى يصل إلى إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الجيش
الإسرائيلي ينظر إلى قدرة النيران الإيرانية طوال الوقت، لأن طهران تحاول إحضار
المزيد من الوسائل القتالية إلى سوريا للتأثير على إسرائيل".