هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت ورقة بحثية إسرائيلية إن "هناك حاجة لإيجاد استراتيجية إسرائيلية لتدمير حزب الله، والقضاء عليه، من خلال القيام بسلسلة قرارات وخطوات متفاعلة في ساحة يكثر فيها اللاعبون، ومن أجل إنجاح هذه الاستراتيجية فإن إسرائيل مطالبة بعدة عمليات استباقية ضده مباشرة، وضد داعميه وحلفائه".
وأضافت الدراسة التي أعدها الباحث العسكري الإسرائيلي، عوفر يسرائيلي، ونشرتها مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، وترجمتها "عربي21" أن "الاستراتيجية الإسرائيلية ضد حزب الله تشمل المراحل التالية"..
تصعيد الاغتيالات
يقول معد الدراسة إن "المرحلة الأولى في هذه الاستراتيجية تتطلب أن يشعر قادة الحزب بأنهم مهددون في حياتهم، وأنهم عرضة دائمة للاغتيال، من خلال توسيع رقعة التهديد الإسرائيلي ضدهم، وزيادة الضغوط عليهم، بمن فيهم رجال الحكومة اللبنانية والمسؤولون البارزون في الدولة الذين يساعدون الحزب، بجانب الجهاز المساند للحزب في أوساط السكان جنوب لبنان".
وأشار يسرائيلي، الخبير بسياسات الأمن القومي والدولي وشؤون الشرق الأوسط، إلى أن "هذه المرحلة تتطلب تشغيل إسرائيل للمخبرين والمساعدين الذين يوفرون المعلومات اللازمة عن الحزب، مقابل مبالغ مالية، بالإبلاغ عن أماكن أسلحته ومستودعات صواريخه وشبكة مصالحه داخل لبنان وخارجه، لتتحول جميعها إلى بنك أهداف إسرائيلي مستقبلي، كما أن استهداف داعمي الحزب ومناصريه يجب أن يتجاوز حدود لبنان الجغرافية".
عقيدة الضاحية
أما "المرحلة الثانية في هذه الاستراتيجية، فهي أن المعركة الإسرائيلية الشاملة والبعيدة المدى ضد حزب الله هي في الأساس ردعية استباقية وعسكرية عملياتية، ويمكن اعتبارها إجمالا حربا ضد دولة لبنان من خلال القيام بحملة إعلامية تعزز فكرة عقيدة الضاحية، والخراب الذي سيشمل لبنان بأي معركة عسكرية مستقبلية، ما سيعمل على زعزعة الشرعية التي يتمتع بها الحزب حاليا في أوساط المدنيين اللبنانيين".
اقرأ أيضا: الاحتلال يبدأ حملة "درع الشمال" في مواجهة أنفاق حزب الله
و"المرحلة الثالثة في هذه الاستراتيجية الإسرائيلية تركز على إيران، حيث إن استثمارها في الحزب كبير وعظيم، لأنه يعتبر بنظرها رادعا لإسرائيل من مغبة أي استهداف لمشاريعها النووية، لذلك فإن هذه الاستراتيجية يجب أن تشمل إيران أيضا بصورة قاسية من خلال عدد من الأدوات والوسائل".
استهداف إيران
يسرائيلي، معد الدراسة، الباحث بمعهد السياسات والاستراتيجية بمدرسة لاودر للحكم والدبلوماسية والاستراتيجية بالمركز متعدد المجالات في هرتسيليا، شرح هذه الوسائل، وحصرها بالنقاط التالية:
التسبب بخسائر مالية فادحة لإيران من خلال ضرب المقدرات العسكرية التي أنفقتها على الحزب خلال السنوات الماضية، وضرب قدراتها الاقتصادية بإقناع واشنطن بتوسيع رقعة عقوباتها ضد طهران على خلفية دعمها للحزب.
وإيجاد تهديد جدي وجودي على النظام الإيراني بإقامة علاقة وصلة بين دعم طهران للحزب وزيادة المخاطر التي ستشكلها تل أبيب على بقاء النظام ووجوده، من خلال العمل على توسيع رقعة دعمها لمعارضي النظام الإيراني، على غرار ما حصل في الثورة الخضراء 2009.
والدعم الإسرائيلي للأقليات الإثنية داخل إيران التي تطالب بالحكم الذاتي مثل الأكراد والأهواز والبلوشستان والتركمان.
وإيجاد بديل لطهران بإقامة سفارة إيرانية بديلة في تل أبيب تعمل عبر معارضي النظام القائم، ومن الشخصيات الإيرانية الفاعلة في أوروبا والولايات المتحدة، بما في ذلك وريث الحكم البهلوي السابق.
وزيادة التأثير على طهران من خلال استغلال العلاقات الجيدة بين إسرائيل ودول الخليج العربي وأذربيجان.
ضرب لبنان الدولة
وقالت الدراسة الإسرائيلية إن "كل هذه الوسائل والأدوات كفيلة بأن تعيد التوازن والردع في سياسة طهران تجاه دعم الحزب في لبنان، لأن المعركة القادمة قد لا تكون فقط ضد رسولها في المنطقة، بل ضد إيران ذاتها، وليس في لبنان".
اقرأ أيضا: خبراء: لقاء نتنياهو-بومبيو رسالة تحذير قبيل ضرب حزب الله
أما "المرحلة الرابعة من الاستراتيجية الإسرائيلية ضد حزب الله فهي زيادة مستوى التأثير على الحزب بحيث يكون مصدره سوريا التي يخشى رئيسها من سقوط نظامه، عبر إيجاد تهديد جدي باتجاه المعابر البرية والجوية التي تنقل قوافل الأسلحة الواصلة من دمشق إلى بيروت، وزيادة الحديث الدائم عن أن استمرار علاقات النظام السوري بالحزب كفيلة بزعزعة استقراره، والقيام ببعض العمليات الميدانية التي تعزز هذه الأحاديث".
الدراسة الإسرائيلية ختمت بالقول إن "حزب الله يشكل تهديدا جديا على إسرائيل، وترسانته الصاروخية القوية والمتطورة تحد من قدراتها ونواياها باتجاه إحباط المشروع النووي للدولة الأم للحزب، وهي إيران، وبالتالي فإن تدهور الوضع معه لمستوى حرب أمر قائم وممكن، وفي هذه الحالة يجب على إسرائيل أخذ زمام المبادرة وصولا للقضاء عليه، وهذه الاستراتيجية في حال إخراجها لحيز التطبيق على الأرض كفيلة بتحقيق ذلك الهدف".