هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عرضت شبكة تليفزيونية بريطانية في نشرتها الإخبارية الثلاثاء، لقاء مع إعلامي مصري معارض للحكومة المصرية، بعد تقديمه طلبا للجوء إلى بريطانيا منذ 9 أشهر.
وكان الإعلامي أسامة جاويش (33عاما)، قد شارك في
ثورة كانون الثاني/ يناير 2011، والتي أدت إلى خلع الرئيس المصري محمد حسني مبارك.
وسافر جاويش إلى تركيا عقب انقلاب تموز/ يوليو 2013
العسكري في مصر، بعدما اتخذ قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إجراءات قمعية ضد
المتظاهرين من جميع فئات الشعب.
جاويش الذي كان يعمل طبيبا للأسنان لم يستطع مزاولة
مهنته في تركيا بسبب اختلاف اللغة، فانتقل إلى العمل كمقدم لعدة برامج إخبارية
وتحليلية في الفضائيات المعارضة والتي اتخذت من إسطنبول مقرا لها.
نتيجة لتلك البرامج والتي كانت في مجملها معارضة
للانقلاب، أصدرت المحاكم المصرية حكما بالسجن على جاويش لمدة خمسة أعوام ومذكرة
توقيف لدى الانتربول الدولي.
جاويش لم يكن يعلم بأمر تلك المذكرة حينما قرر
مغادرة تركيا مع زوجته والتوجه إلى بريطانيا لقضاء عطلة قصيرة مع والديه في بداية
العام الجاري، لكنه فوجئ في مطار إسطنبول بأنه لن يتمكن من العودة مجددا إلى تركيا.
اقرأ أيضا: إعلامي مصري يتراجع عن إذاعة تسريب جنسي لـ"عباس كامل"
ووفق ما ذكره جاويش في لقاءه مع شبكة "آي تي في
نيوز" الإخبارية البريطانية، فإنه فوجئ عند بوابات المغادرة في مطار أتاتورك
الدولي بإسطنبول بتوقيفه، وإخباره أن مصر أصدرت مذكرة اعتقال عن طريق الانتربول
بحقه، وقيل له إنه يمكنه مغادرة تركيا لكن لن يتمكن من العودة إليها مرة أخرى.
جاويش ذكر أن زوجته عادت إلى تركيا لرعاية طفليهما،
بينما اضطر هو إلى البقاء في بريطانيا في مدينة إبسويتش وطلب اللجوء السياسي، فيما
لا يزال ينتظر نتيجة ذلك الطلب من وزارة الداخلية البريطانية.
ووفق ما ذكرته القناة الإخبارية، فإن طلب اللجوء في
المعتاد يبت فيه خلال 6 أشهر ببريطانيا، لكن جاويش مر عليه 9 أشهر حتى الآن، وهو
ما أصابه بالإحباط لعدم تمكنه من العمل أو استقدام عائلته إليه أو ذهابه لهم.
وقال جاويش: "لقد كنت أعتقد أن طلبي للجوء لن
يستغرق سوى أسبوعين أو شهر واحد لأن قضيتي واحدة، فأنا صحفي، ولست سياسيا أو
قياديا من جماعة الإخوان المسلمين، أو حتى مجرم، أنا مجرد صحفي، والمشكلة ليست في
الانتظار لتسعة أشهر، وإنما المشكلة في ابتعادي عن أسرتي".
جاويش تحدث في لقائه أيضا مع "آي تي في
نيوز" حول صعوبة انفصاله عن أسرته، وعن تساؤلات طفليه اليومية حول موعد عودته
إليهما، وهو ما لا يجد له إجابة حتى الآن، مؤكدا أنه لا يستطيع العودة إلى بلده
مصر مرة أخرى، "لأنه سيتم اعتقاله فورا والزج به في السجن لمدة خمس سنوات، ثم
منعه من العمل لثمان سنوات أخرى عقب ذلك".
وأضاف في نهاية حديثه: "أنا أريد أن أكون بأمان
من 2011 هذا وقت طويل من الشعور بأني مطارد وملاحق بسبب آرائي ومعتقداتي السياسية،
وعدم قدرتي على توفير الأمان لزوجتي ولأطفالي، هذا في منتهى الصعوبة لشاب بمقتبل
عمره"، على حد قوله.