هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية محمود حسين، إن "التخطيط لجريمة اغتيال الرئيس محمد مرسي تم منذ اليوم الأول للانقلاب العسكري واعتقاله"، لافتا إلى أن هناك الكثير من الشواهد والأدلة التي تؤكد جريمة اغتيال مرسي، بحسب وصفه.
جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر
الصحفي الذي نظمته جماعة الإخوان المسلمين وقوى سياسية مصرية، ظهر اليوم، بمدينة
إسطنبول التركية.
ورأى حسين أنه يأتي على رأس تلك
الشواهد والأدلة، "حرص الانقلاب على عزل الرئيس الشهيد عن المجتمع بالحبس
الانفرادي، ومنعه من الاتصال بزوجته وأولاده، وكذلك بمحاميه أو حتى التحدث في
المحكمة بوضعه في قفص زجاجي للتحكم في وصول صوته في الوقت الذي يريدونه".
ومن ضمن هذه الشواهد التي تؤكد
التخطيط لجريمة اغتيال "مرسي"، وفقا لأمين عام الإخوان، "إعلانه
(مرسي) – رحمه الله - أكثر من مرة للمحكمة عن تعرضه لمحاولة قتل بوضع السم له، وأن
حياته معرضة للخطر آخرها كان 7 أيار/ مايو 2019، وعدم تحرك الجهات المسؤولة".
وأشار إلى أن "عدم الاكتراث
بطلباته (مرسي) وطلبات أسرته ومحاميه المتكررة بضرورة وضعه تحت الملاحظة في مستشفى
خاص وعلى نفقته الخاصة يؤكد أن ما لحق بالرئيس الشهيد هو جريمة اغتيال بالإهمال
الطبي مكتملة الأركان مع سبق الإصرار".
اقرأ أيضا: توقعات بتزايد "وفيات" معتقلي مصر مع استمرار الإهمال الطبي
كما تشتمل هذه الدلائل على
"كلمته (مرسي) القوية أمام المحكمة في الجلسة التي استشهد فيها لم تعط دلالات على ما تم بعد وفاته. إصابته بحالة الإغماء لم تتم أثناء كلمته، وإنما
بعد رفع الجلسة. وحديثه المتكرر عن معلومات هامة لديه أو ما سمي بالحقيبة السوداء
جعل الانقلابيين يعجلون بقتله".
وكشف حسين عن "بذل محاولات من
رجال الأمن قبل استشهاده (مرسي) لسؤال بعض المقربين منه في السجون عمن هو أقرب
الناس للدكتور مرسي، وذلك بحثا عن وثائق ربما تكون وصلت إليهم منه"، لافتا
إلى حالة الاستنفار الأمني المسبق لحادثة القتل سواء في المحافظات أو في المحكمة خلال
نفس الجلسة.
ونوه إلى "تقديم حلقة مشبوهة من
برنامج الإعلامي عمرو أديب - والمعروف بتبعيته للانقلاب - يوم السبت الماضي حول
الموت المفاجئ علما بأن البرنامج سياسي".
وذكر الأمين العام لجماعة الإخوان أن
"إعلان الخارجية الأمريكية الذي جاء نصه: (لقد قرأنا التقارير حول وفاة
الدكتور مرسي ولا تعليق لنا)، وهي عبارة تشير إلى اتهام".
اقرأ أيضا: نشطاء عن تصوير التلفزيون العبري لقبر مرسي: احتلال رسمي
وأكد أن دلائل اغتيال مرسي تضم أيضا
"عدم استدعاء طبيب لمتابعة حالته الصحية رغم وجود بعض المحبوسين من الأطباء
المختصين في القفص المجاور له في الجلسة وتركه لمدة عشرين دقيقة ملقى على الأرض.
عدم مرافقة أحد للرئيس الشهيد أثناء نقله للمستشفى، وعدم إبلاغ أهله إلا بعد
الإعلان عن الوفاة بساعات".
وأشار أيضا إلى "منع المحامين
الذين حضروا الجلسة من الخروج أو الاتصال بأحد إلا بعد الإعلان عن الوفاة بساعات،
والآن هناك منع لزيارة كل المعتقلين السياسيين في كل سجون مصر".
واستطرد الأمين العام لجماعة الإخوان
قائلا: "كما أن حضور إعلامي من الكيان الصهيوني للوصول للقبر وتصويره ما هي
دلالته؟ إلا إذا كانت رسالة لمن أعطى الأمر بالقتل أن المهمة تمت".
وأكد أن لديهم "لجانا قانونية
دولية تُقاضي وتُلاحق مرتكبي الجرائم في مصر، فضلا عن التقدم بطلب إلى الأمم
المتحدة لفتح تحقيق شامل في واقعة قتل الدكتور محمد مرسي عن طريق الإهمال الطبي
الجسيم، مع ضرورة تشكيل لجنة دولية محايدة لكشف ملابسات تلك الجريمة وغيرها من
الجرائم- خاصة مع وجود الآلاف من المعتقلين السياسيين المهددون بنفس مصير الرئيس
مرسي".
اقرأ أيضا: مقربون من مرسي يكشفون جوانب إنسانية متميزة في شخصيته
وتابع:" كما بين أيدينا بيان
صادر عن الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفل،
والذي قال بالنص في بيان صادر عنه: (نعتبر أنه من الضروري إجراء تحقيق شامل ومستقل
في ظروف وفاة السيد مرسي بما في ذلك ظروف احتجازه، ويجب أن تجري التحقيق سلطة
قضائية أو سلطة مختصة مستقلة عن السلطة التي احتجزته)".
وحذر أمين عام الإخوان "من
كارثة كبرى من المتوقع أن تحدث خلال الأيام القادمة بحق المعتقلين المختطفين في
سجون الانقلاب من شتى التوجهات، خاصة أن الانقلاب فشل في الحصول على اعتراف به من
أي منهم".
وحمّل سلطة الانقلاب وداعميها
"أمام العالم كامل المسؤولية عن صحة وسلامة جميع المعتقلين دون استثناء، وعلى
رأسهم المرشد العام الدكتور محمد بديع، والذي أُشيع اليوم أصيب بغيبوبة يوم
استشهاد الرئيس مرسي، وتم نقله لمستشفى السجن الذي نعلم أنه ليس مجهزا بالتجهيز
المناسب لمثل هذ الحالات".
وقال إن "ما جرى للرئيس مرسي،
وما يجري الآن داخل السجون بحق المعتقلين من جميع الاتجاهات لهو رسالة ذلك
الانقلاب للشعب المصري بأن ثورته قد تم القضاء عليها، وأن الأمل في منحه حقوقه في
اختيار حكامه وإقامة حياة ديمقراطية حقيقية وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة
الانسانية قد تبدد ولكن هيهات".
وشدّد على أن "شعب مصر، وفي
القلب منه الإخوان المسلمين، لن يتخلى عن المطالبة بحقوقه واسترداد حريته مهما طال
الزمن"، مطالبا جميع من وصفها بالقوى الحية في مصر بالتوحد على "قلب رجل
واحد لتحقيق ذلك".
وأردف: "سيظل الرئيس الشهيد
محمد مرسي أيقونة ثورة يناير، وسيظل حيّا في قلوب جماهير الشعب المصري والأمة
العربية والإسلامية، وسيظل نموذجا فذا في الثبات على المبدأ والتضحية والكفاح،
وسيستمد منه كل الأحرار الأمل والدعم لمواصلة مسيرتهم نحو الحرية والكرامة
والاستقلال، وستتواصل مسيرته دون توقف حتى تنهض مصر وتتحرر من الظلم
والاستبداد".