هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف خبير عسكري إسرائيلي أن "الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية عينت مؤخرا أربع ضابطات برتبة عميد من الجيش الإسرائيلي للعمل مع السلطة الفلسطينية؛ لتحسين العلاقات معها، وأجمعن خلال اللقاء معهن على أن المفتاح الحقيقي لتحقيق الهدوء الأمني في الضفة الغربية أن يرى الشبان الفلسطينيون شواطئ تل أبيب، وليس فقط رؤية الحواجز العسكرية".
وأضاف يوآف زيتون في تقريره الميداني بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أنه "مع اقتراب انعقاد قمة البحرين الاقتصادية، والحديث عن الأوضاع المعيشية في الضفة الغربية، يظهر سؤال المليون: هل يفضل الفلسطينيون إنعاش ظروفهم الاقتصادية على الدولة ذات السيادة؟ هل زيادة معدلات مدخولاتهم المعيشية أهم لديهم من الكفاح الوطني؟".
وأوضح أن "توتر الوضع في الضفة الغربية يتزامن مع طرح أسئلة ما زالت دون إجابات، حتى بين الأوساط القيادية العليا في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي تسعى بكل ثقلها لإمضاء السنوات القادمة مع الفلسطينيين بهدوء دون انتفاضة ثالثة، وتقليص معدلات البطالة، واستكمال التسهيلات المدنية، واستمرار التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية".
الجنرال عيديت زرغريان، رئيسة قسم التنسيق المدني في الإدارة المدنية، قالت إن "هناك رموزا لدى الفلسطينيين لا يمكن لهم التنازل عنها مثل القدس، وفي حال دخل الجيش الإسرائيلي إلى منزل فلسطيني في نابلس يتحول الأمر حدثا وطنيا، لكنّ هناك جيلا حديدا من الفلسطينيين موجودا على شبكة الإنترنت، مع العلم أن البعد الوطني الفلسطيني يزداد طالما أنه لا يوجد تطبيع مع إسرائيل".
وأضافت أن "الفلسطيني ابن العشرين عاما مهم له أن يبحث عن فرصة عمل، وهو يدخل الإنترنت، ويرى كيف يعيش أقرانه في تل أبيب، ما يتطلب من إسرائيل فتح أبواب العمل أمامهم".
العميد مولي مائيري، رئيسة قسم البنى التحتية في الإدارة المدنية، قالت إن "الفلسطينيين من مواليد 1995 وصاعدا لم يروا في حياتهم تل أبيب، ونحن نعزز لديهم الرغبة بالوصول إليها، وزيارتها، ورؤية البحر، وليس فقط رؤية الجنود على الحواجز العسكرية".
تالي أهارون، رئيسة قسم التنسيق والاتصال في بيت لحم، زعمت أن "التأثير الوطني تراجع لدى الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمجتمع الفلسطيني يشهد تغييرا، ويذهب باتجاه التغريب أكثر مع مرور الوقت".
ساغيت زيغليسكي، رئيسة قسم العمليات في مكتب منسق شؤون المناطق الفلسطينية بوزارة الحرب، قالت إن "الجيل الفلسطيني الصاعد يفضل الحياة الغربية مقابل الجيل القديم الذي لا يريد السلام الاقتصادي".
يقول الكاتب الإسرائيلي إنه "رغم وجود تباينات في تقييمات هؤلاء الجنرالات للأوضاع الفلسطينية، لكنهن اتفقن على أن تحسين ظروف حياة الفلسطينيين المعيشية في الضفة الغربية منوط بالهدوء الأمني، وهذا سوف يستمر، بل ويتحسن، صحيح أنه ليس لدينا أحلام بتحقق السلام صباح غد، كما أن الفلسطينيين لن يديروا شؤونهم وحدهم بمعزل عنهن".
ويضيف أن "هؤلاء الجنرالات الأربع يستعدْن ذكرياتهن مع الضفة الغربية خلال حقبة الانتفاضة الثانية، فتبدو لهن أحداث بعيدة، حين وقفت الدبابات أمام مداخل المدن الفلسطينية، فيما اليوم تبدو المداخل مفتوحة للفلسطينيين، والطائرات حين تقصف المباني في قلب المدن والمخيمات، واليوم بات يقيم فيها الضباط الأمنيون الفلسطينيون الذين يتحدثن معهم يوميا".
وأشار إلى أنه "بين عامي 2001-2005 كانت التعليمات الإسرائيلية للجنود بإطلاق النار على كل فلسطيني دون إنذار مسبق بهدف القتل، لكن اليوم يتجول آلاف أفراد الشرطة والأمن الفلسطيني في شوارع الضفة الغربية، ويحظون بدعم إسرائيلي؛ لأنهم يستهدفون حماس والجهاد الإسلامي، وقريبا سيتم تسيير المركبات المصفحة في الضفة الغربية بموافقة إسرائيلية".
وأكد أن "السلطة الفلسطينية اليوم تعمل جاهدة ومسرعة لإخراج أي إسرائيلي يدخل بطريق الخطأ للمناطق الفلسطينية؛ لأنهم لا يريدون استعادة مشاهد قتل الإسرائيليين في رام الله أوائل الانتفاضة الثانية ولا أن تتكرر مجددا".
ونقل الكاتب عن إحدى هؤلاء الجنرالات قولها إن "أحد الضباط الفلسطينيين في جلسة تقدير موقف مشتركة أعطاها شاكيا شيك راتبه الشهري، وقد تبقى منه 15 شيكلا فقط، بسبب الأزمة المالية للسلطة لفلسطينية، مع أنه متزوج ولديه ثلاثة أولاد".
الجنرالات الأربع أبلغن كاتب التقرير الإسرائيلي قائلات: "من الظواهر اللافتة في عملنا أننا نحن الأربع سيدات نساء نعمل قبالة نظرائنا رجال الأمن الفلسطينيين، هذا يحقق إنجازات أكثر، سواء تبادل المشاعر والفهم المتبادل، ولئن جرت العادة لدى الفلسطينيين أن يقبل أحدهم زميله في العمل نظير خدماته، فهو أمر لا نفتقر إليه معهم أيضا".