هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قررت حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، وقف حركة الطيران في مطار بن وليد بشكل كامل اعتباراً من مساء الاثنين.
وأصدر آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية العميد أسامة الجويلي، التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، أمراً عسكريا، حصلت "عربي21" على نسخة منه، يقضي بوقف حركة الطيران في مطار بن وليد بشكل كامل اعتباراً من لحظة صدور البيان.
وحمل الجويلي، مسؤولية ما سيحصل من إجراءات مضادة لمن يخالف هذه التعليمات، مطالبا المدنيين بإخلاء المطار فوراً.
ومن ناحيته، بعث سفير ليبيا السابق، لدى دولة الإمارات العربية، ورئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، عارف النايض، برسالة للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أعرب فيها عن رفضه لاستهداف مطار بن وليد.
وقال النايض، في رسالته، إن "المطار مرفق مدني يستخدم لأغراض إنسانية عقب العقوبات الجماعية التي تفرضها حكومة الوفاق على أهالي المدينة ومدينة ترهونة وغيرها".
وأوضح أن هذا التهديد الذي أطلقه جويلي لمطار بن وليد يأتي بعد التقتيل والتنكيل الذي مارسته المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق بحق الجرحى وحتى سيارات الإسعاف، إضافة لسياسات الحصار المتعمد معتبراً أن بيان جويلي امتداد لقرار المؤتمر العام المعيب رقم 7 بحق مدينة بني وليد.
وأضاف: "من تجرأ على بني وليد ومطارها عواقب تهديده ستكون وخيمة عليه هو وعصاباته، ولن يقبلها أيّ ليبي حر، حتى من أهله وذويه من قبائل (الزنتان) الذين تربطهم بقبائل (ورفلة) وشائج تاريخية لا يستطيع لا هو ولا غيره المساس بها خدمة لأغراضهم الأيديولوجية والمادية والمناطقية الضيقة (المباشرة وغير مباشرة)، وأن أي محاولة لضرب مطار (بني وليد) سيكون لها توابع لن يستطيع لا هو ولا غيره تقدير أبعادها".
وعلق الباحث الليبي، ورئيس منظمة كويليام الدولية "نعمان بن عثمان"، على رسالة النايض إلى المبعوث الأممي، قائلا: "عارف النايض يدخل الحرب ويهدد اللواء جويلي".
وأضاف عثمان، في تغريدة نشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "النايض يعتبر أن الهجوم على المطارات المدنية وملاحقها عملا إرهابيا وإجراميا، والعجيب أنه لم يتذكر ذلك بالنسبة لمطار معيتيقة".
— noman benotman (@nbenotman) July 9, 2019
ويعتبر النايض أحد أهم الفاعلين الليبيين في معسكر الإمارات ولديه مشاريع إعلامية، وسبق أن عمل مع نظام القذافي وشارك في مبادرات لحوار الأديان قبل أن ينتقل للإمارات بعد الثورة ويصبح سفيرا لبلاده هناك، كما أنه تم تداول اسم النايض مراراً كمرشح إماراتي محتمل لرئاسة الوزراء خاصة أنه ينحدر من الغرب الليبي.
وفي وقت سابق، قال مصدر ليبي لـ"عربي21" إن "الإمارات بدأت بترتيبات الدفع بتقديم حليفها التقليدي عارف النايض في المشهد الليبي بديلا عن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعد فشل الأخير في اقتحام طرابلس.
وكان حفتر قد أعلن في بداية نيسان/ أبريل الماضي تقدم قواته صوب العاصمة طرابلس في ما سماها عملية "تحرير طرابلس"، حيث دفعت مدينة مصراتة بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى طرابلس في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس استنفارا عاما وأغلقت حكومة فايز السراج المعترف بها دوليا كل المنافذ والمداخل المؤدية إلى طرابلس.
وقال حفتر في تسجيل صوتي موجه إلى قواته في ذلك الحين: "تقدموا بثقة وادخلوها بسلام، مرافق العاصمة أمانة في أعناقكم".. فيما فشلت القوات التابعة لحفتر في دخول طرابلس على الرغم من الحرب الضروس التي تشنها على المدينة منذ ذلك الحين.