هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال تغريدات علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"، تثير جدلا بين أنصار ومعارضي السلطات في مصر في آن واحد.
وفي عهد والده، كان "علاء" بعيدا عن السياسة، ومنهمكا في عالم "البيزنس"، فيما كان "جمال" الوريث المرتقب يستعد لتولي منصب الحكم، لكن بعد خروجهم جميعهم من السجن وتبرئتهم من غالبية القضايا التي يحاكمون فيها ابتعدوا عن "عالم السياسة".
وأثارت تغريدة "علاء" التي انتقد فيها تصريحات الوزيرة المصرية نبيلة مكرم الشهيرة خلال اجتماعها مع عدد من أبناء الجالية بكندا، وإشارتها بعلامة لأي مصري بالخارج يتحدث بسوء عن مصر و"تقطيعه"، ردود فعل واسعة قبل أن يحذفها.
وقال "علاء"، في وقت لاحق، إن تغريداته تستغل للإساءة لبلاده، مؤكدا أن "مصلحة مصر ومؤسساتها تأتي أولا، وأي مراهنة على غير ذلك مصيرها الفشل".
هجوم وتربصاعبر عن رأي الشخصى بكل احترام، يرد البعض علي بالإساءة والتشهير، هؤلاء اتركهم لشأنهم ،اخرين يستغلوا تغريداتى للإساءة لبلدى ، لهولاء اقول ان اي محاولة للزج باسمى فى الإساءة لمصر امر ارفضه ،مصلحة بلدى ومؤسساتها تاتى أولاً ، هكذا نشأت وتربيت ، اي مراهنة على غير ذلك مصيرها الفشل .
— Alaa Mubarak (@AlaaMubarak_) July 28, 2019
جاء ذلك بعد ساعات من تقديم بلاغ من المحامي المصري المؤيد للنظام، سمير صبري، للجهات القضائية، يتهمه فيه بالإساءة إلى مصر، بعد تغريدته بشأن وزيرة الهجرة التي احتفى بها معارضون وأغضبت المؤيدين.
وقال نجل مبارك: "آخرون يستغلون تغريداتى للإساءة لبلدي، لهولاء أقول إن أي محاولة للزج باسمى فى الإساءة لمصر أمر أرفضه".
وطالب البلاغ بالتحقيق مع "علاء"، وتقديمه لمحاكمة عاجلة بتهمة التحريض ضد الدولة، وإثارة الرأي العام، والتضامن مع جماعة الإخوان.
ولا يزال علاء وشقيقة الأكبر جمال يحاكمان على ذمة قضية مرتبطة بفساد مالي، وتم تبرئته من اتهامات منها قتل المتظاهرين عقب ثورة يناير/ كانون ثان 2011، التي أطاحت بحكم والده الذي قضى نحو 30 عاما في السلطة.
وفي 11 تموز/ يوليو، أمرت السلطات المصرية بحبس مدير صفحة على موقع فيسبوك، هي الأبرز في دعم مبارك، 15 يوما بتهمة نشر أخبار كاذبة.
لا طموحات سياسية
استبعد رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، أن يكون "لعلاء" أي دور سياسي في المستقبل القريب، قائلا: "علاء لم يكن له طموح سياسي في الماضي، ولن يكون له طموح سياسي في الحاضر.
وأضاف لـ"عربي21 أن "تغريدات علاء تعبر عن رأيه كمواطن وليس كسياسي مصري"، مشيرا إلى أنه "نفى أن يكون له علاقة بأي إسقاطات سياسية، وأن غضب مؤيدي النظام هو سوء فهم".
ورأى أنه "من الطبيعي أن تستغل جماعة الإخوان تلك التغريدات لخدمة أجندتهم الخاصة"، داعيا "علاء" إلى "أن يكون أكثر حرصا في هذا الأمر".
نتاج عكسية
ووصف عضو السابق بالحزب الوطني المنحل، سراج إسماعيل، تخوفات مؤيدي السيسي بالمنطقية، وفي محلها، في ظل تراجع شعبية الأول، وما يعانيه الكثير إن لم يكن غالبية المصريين من أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة للغاية".
وأكد لـ"عربي21" أن "تفاعل آلاف المصريين مع علاء في كل تغريدة مؤشر إيجابي على زيادة شعبية الرجل ووالده بين المصريين، وأنه يحظى بحب قاعدة عريضة من أبناء الشعب، سواء البسطاء أو حتى المتفاعلين على منصات التواصل كالنشطاء وغيرهم".
وأضاف "أن محاولة الزج به (علاء) في صراع مع الدولة هو مكايدة سياسية واضحة، وسوف تزيد من رصيده لدى عموم المصريين، وتزيد شعبيته الآخذة في الاتساع، ولكنه حتى الآن لم يعير عن رغبته في أي لعب أي دور سياسي، وأرى أنه لا يفكر في الأمر".
شعبية أبناء مبارك
وقال المحلل السياسي، سيد أمين، لـ"عربي21": "يدرك جمال أو علاء مبارك أن من خطط ودبر للإطاحة بوالدهم "مبارك" لمنع وصول الأول للسلطة كانت المخابرات الحربية التي يقودها السيسي".
مضيفا أن "إرهاصات ثورة يناير بدأت كناتج صراع سياسي بين المخابرات وأمن الدولة التي يسيطر عليها جمال مبارك.. وهناك تفاصيل كثيرة تقال في هذا الأمر.. المهم أن الصراع بين جمال وشقيقه والسيسي هو صراع بدأ قبل ثورة يناير، ولم ينته حتى الآن".
وأردف: "يدرك السيسي أن جمال مبارك يحظى بشعبية كبيرة لدى المصريين ربما تفوق شعبيته، وهذا هو مربط الفرس الذي يجعل أي حرف يكتبه الشقيقان يمثل خطرا عليه، خاصة أن قواعدهما الشعبية من الحزب الوطني لا تزال موجودة ومتشعبة، وإن كانت خاملة، في حين فشل السيسي في صناعة ظهير شعبي أو حزب سياسي، وهذا ما يجعله يتردد في إجراء انتخابات المحليات؛ لأن من سيسطر عليها هم رجال أبناء مبارك".