هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للكاتب جوشوا ميتنك، يقول فيه إن النتائج المتقاربة لثاني انتخابات يصوت فيها الإسرائيليون في نصف عام كانت غامضة، بشكل لم يحدد بعد من سيشكل الحكومة، الليكود أو حزب أزرق وأبيض.
ويستدرك ميتنك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الشيء الوحيد المؤكد في العملية كلها هو أن الفلسطينيين في داخل إسرائيل أدوا دورا حاسما في إضعاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقبضته على السلطة، وحققوا نفوذا وتأثيرا لأول مرة في تاريخ البلد، مشيرا إلى القائمة المشتركة التي تمثل أربعة أحزاب عربية تنتمي إلى كتلة يسار- الوسط، وحصلت على أصوات كافية لمنع تحالف نتنياهو من تشكيل الحكومة.
ويشير الكاتب إلى أن "القائمة حصلت على 12 مقعدا، ما يجعلها الكتلة الثالثة في الكنيست، وهي نسبة أعلى من تلك التي توقعتها الاستطلاعات الانتخابية، وقد تتحول القائمة في الأسابيع المقبلة إلى حصن لبيني غانتس، زعيم أزرق وأبيض لو أصبح رئيسا للوزراء، وسربت القائمة المشتركة في الساعات الأخيرة من الانتخابات أن زعيم القائمة أيمن عودة اتصل بالهاتف مع حزب أزرق وأبيض".
وتورد المجلة نقلا عن أريك رودنتزكي من معهد الديمقراطية الإسرائيلية، قوله إنه "لا يمكن تجاهل الصوت العربي.. كانت الرسالة هي: لقد أسقطنا نتنياهو".
ويلفت ميتنك إلى أن الفلسطينيين يمثلون نسبة 20% من حجم السكان، مشيرا إلى أن "الشراكة الكاملة ليست محتملة، خاصة أن أفيغدور ليبرمان سارع يوم الأربعاء للقول بأنه لن يشارك في ائتلاف مع القائمة المشتركة، التي أصبحت الطرف الذي يمكن أن يحرف الميزان بين غانتس ونتنياهو، خاصة أن الأخير كثيرا ما هاجم النواب الفلسطينيين في السنوات الماضية، واصفا الأقلية الفلسطينية بعدم الولاء، وبأنها طابور خامس".
ويفيد الكاتب بأن "القائمة المشتركة ستكون في حال دعمت غانتس في القضايا الرئيسية في الكنيست دون المشاركة في حكومته قادرة على تأمين التمويل للقرى والبلدات العربية، ويمكنها المطالبة بالتصويت على القانون المعادي للعرب والسياسات التي تتجاهلهم، وسيكون ذلك بمثابة تحول في مسار هذه المجموعة من الأحزاب التي كانت تجلس على هامش الكنيست".
ويبين ميتنك أنه لو تم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية فسيصبح عودة زعيما للمعارضة من ناحية كون كتلته الأكبر في الكنيست، ما سيؤهله للمشاورات الأسبوعية مع رئيس الوزراء، والاطلاع على الملفات السرية.
وتنقل المجلة عن رودنتزكي الذي يدير برنامج التعاون العربي- اليهودي في جامعة تل أبيب، قوله إن "هذا إنجاز تاريخي في حد ذاته".
وينوه الكاتب إلى أن النتائج تعد نوعا من الانتصار للقائمة المشتركة التي فشلت في دفع الناخبين الفلسطينيين للمشاركة وجمع الأحزاب العربية في انتخابات نيسان/ أبريل، ولم تفز إلا بعشرة مقاعد، مشيرا إلى أن نسبة الناخبين الفلسطينيين يوم الثلاثاء وصلت إلى 60%.
ويقول ميتنك: "يبدو أن نتنياهو ساهم بطريقة غير مقصودة بالتحول في داخل الأقلية الفلسطينية، عندما زعم أن هناك تزويرا في المراكز داخل المدن العربية، وشجع الناشطين المتطرفين على تصويرها، وهو ما نظر إليه على أنه حملة استفزاز".
وتورد المجلة نقلا عن عودة، قوله بعد ظهور النتائج الأولية: "لو كانت هناك نتائج دراماتيكية في هذه الانتخابات لكانت نسبة مشاركة العرب"، وأضاف: "نفث نتنياهو تحريضه وأكاذيبه في وجهنا، ولدينا شعور أنه لن ينجح في تشكيل الحكومة".
ويشير الكاتب إلى أن عودة ينتمي إلى جيل من المواطنين العرب في إسرائيل ممن يتعاملون مع تمثيلهم السياسي بجدية، ويريدون الدخول في الحلقة السياسية، وتحويل مقاعدهم في الكنيست إلى إنجازات ملموسة في مناطقهم الانتخابية.
ويلفت ميتنك إلى أن الأحزاب العربية ظلت خلال السنوات السبعين من نشوء إسرائيل صغيرة وغير مهمة، وابتعدت عن التحالف مع الأحزاب اليهودية؛ لمعارضتها فكرة الدولة اليهودية، واتهم ممثلوها من العرب واليهود على حد سواء بالتركيز على أشقائهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة أكثر من مشكلات مناطقهم الانتخابية، مشيرا إلى أن هذه الأحزاب قدمت لفترة قصيرة خلال المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية شبكة أمان لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين.
وتنقل المجلة عن إيران سنغر من الإذاعة الإسرائيلية، قوله: "هناك دعوة من الجيل الشاب من خريجي الجامعات، الذين يريدون أن يكونوا جزءا من الائتلاف ولا يريدون أن يكونوا في المعارضة.. ولا يريدون التهميش، بإنه إذا كنا جزءا من العملية التشريعية والقضائية فلا سبب يمنعنا من أن نكون جزءا من الفرع التنفيذي".
ويذكر الكاتب أن الأقليات في إسرائيل أجبرت في السنوات الماضية على القبول بقانون الدولة اليهودية على حساب القيم الديمقراطية، وكان هذا التطور سببا في قلة المشاركة في انتخابات نيسان/ أبريل، مشيرا إلى أن الأحزاب العربية شعرت بفرصة في أيار/ مايو، فصوتت مع نتنياهو وحلفائه لحل الكنيست والإعلان عن انتخابات جديدة، بعد فشله في تشكيل الحكومة.
وتورد المجلة نقلا عن محمد دراوشة من مركز المجتمع المشترك، قوله: "كانت هذه أخبارا جيدة، تكشف أن المشاركة المنخفضة في انتخابات نيسان/ أبريل كانت مؤقتة، ولم تكن نوعا من الكراهية العربية للمشاركة في الميدان السياسي الإسرائيلي".
ويفيد ميتنك بأن الفلسطينيين في إسرائيل يأملون في قيام النواب بممارسة تأثير يحد من هدم البيوت العربية، وتخفيف الجريمة في القرى والبلدات العربية، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات تظهر قوة المشاركة العربية في النظام السياسي الإسرائيلي، ما سيدفع القائمة المشتركة لتنفيذ التوقعات المنشودة منها.
وينقل الكاتب عن طالب الدكتوراة في جامعة ميريلاند، ثائر أبو راس، قوله: "لعب القدر لعبة مزدوجة مع القائمة المشتركة، فمن ناحية منحها انتصارا انتخابيا،لكن هذا الانتصار يجب أن يقرن بنتائج".
ويختم ميتنك مقاله بالإشارة إلى قول أبو راس: "لا أحد يتحدث عن الانضمام إلى الائتلاف، إلا أننا وسط عملية تاريخية ستنظر الأجيال العربية اللاحقة لها، وهي أن المشاركة في الحكومة أمر عادي".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)