هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لمراسلها روري جونز، يعلق فيه على الاتهامات التي وجهت لموظفين سابقين في شركة "تويتر"، بالتجسس لصالح السعودية، قائلا إن "توتير" تحولت في المملكة لوسيلة قمع للمعارضين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن محاولات الحكومة التحكم في "تويتر" هي صورة عن محاولات الحكومة التحكم في المعارضة وإسكاتها، لافتا إلى أن توجيه السلطات القضائية الأمريكية اتهامات لموظفين سابقين في شركة "تويتر" بالتجسس لصالح السعودية هو آخر مثال على الاتهامات الموجهة للسلطات في المملكة بالاستفادة من شعبية "تويتر" بين المواطنين لملاحقة النقاد.
ويلفت جونز إلى أن السعوديين بادروا لاستخدام "تويتر" بصفته منبرا للتعبير عن الرأي بحرية في بلد تقوم فيه السلطات بالتحكم في الإعلام التقليدي، مستدركا بأن اتهامات وزارة العدل تؤكد ضيق مساحة النقد في ظل الحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان.
وتفيد الصحيفة بأن الاتهامات الأمريكية تأتي بعد عام من اغتيال صحافي "واشنطن بوست" جمال خاشقجي، التي من المتوقع أن تزيد من توتر العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الرياض لم تجد خلال العام الماضي أي نوع من بوادر حسن النية بسبب سلسلة من الأخطاء الكارثية في السياسة الخارجية، بما فيها قتل خاشقجي وتقطيعه.
وينوه التقرير إلى أن الباحثين في منابر التواصل الاجتماعي اعترفوا بتحكم السعودية بـ"تويتر"، إلا أن مستوى التحكم وسعته أصبحا معروفين في العام الماضي بعد اغتيال الصحافي، مشيرا إلى أن الباحثين لاحظوا حملة التضليل التي حاولت إبعاد السعودية عن الجريمة، ونزع المصداقية عن التغطيات الصحافية القطرية والتركية لجريمة القتل.
ويرى الكاتب أن محاولات المملكة السيطرة على "تويتر" تعبر عن محاولاتها الأخرى لقمع أي شكل من أشكال المعارضة في المملكة، حيث اعتقلت السلطات ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان ورجال دين، وسجنت رموزا من العائلات الثرية، فيما أطلق عليها حملة مكافحة الفساد، ونظر إليها على أنها محاولة أخرى للسيطرة على الحكم.
وتذكر الصحيفة أن شركة "تويتر" قامت منذ العام الماضي بوقف وحجب حسابات سعودية، وحاولت الحد من حملات التضليل التي تشرف عليها الحكومة السعودية.
وينقل التقرير عن الباحثين، قولهم إن الحكومة السعودية استخدمت هاشتاغات على المنبر من أجل نشر الرسائل الداعمة للحكومة، ومدح سياسة الإصلاحات المرتبطة بولي العهد محمد بن سلمان، ودعواته للتحول الاقتصادي.
ويشير جونز إلى أن الشركة قامت في أيلول/ سبتمبر بحجب حسابات مستخدمين لدول عدة، وحذفت حسابات الرجل سيئ السمعة سعود القحطاني، المتهم بالإشراف على جريمة قتل خاشقجي، وقالت الشركة إن القحطاني خرق قواعدها في مجال التحكم في منصة التواصل الاجتماعي، الذي كان من أبرز مستشاري محمد بن سلمان، ويتهم بإدارة حملة واسعة لتخويف وإرهاب المعارضين للنظام.
وتقول الصحيفة إن القحطاني سيطر على مئات الحسابات الآلية بملايين المتابعين، وأدى حضوره الواسع على منابر التواصل إلى إطلاق لقب "سيد هاشتاغ" عليه، لافتة إلى أن الولايات المتحدة، التي تتهم القحطاني بالإشراف على قتل خاشقجي، وضعته على قائمة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة.
ويلفت التقرير إلى أن المحققين الفيدراليون اتهموا في دعوى قضائية قدمت في سان فرانسيسكو، موظفين سابقين في "تويتر" ومواطنا سعوديا، بالعمل بطريقة غير مشروعة لخدمة حكومة أجنبية، مشيرا إلى أنه تم اعتقال موظف سابق في "تويتر"، وهو أحمد أبو عمو في سياتل يوم الثلاثاء، ووجهت له تهم بمحاولة الحصول على معلومات شخصية عن نقاد النظام السعودي.
ويفيد الكاتب بأن علي الزبارة، وهو موظف سابق في "تويتر"، في الفترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 إلى أيار/ مايو 2015، حاول الحصول على عناوين وتواريخ ميلاد ومعلومات أخرى تتعلق بأشخاص نشروا منشورات ناقدة لولي العهد السعودي او العائلة المالكة، فيما اتهم مواطن سعودي آخر، وهو أحمد المطيري، بالعمل وسيطا بين موظفي "تويتر" والحكومة السعودية، التي لم ترد مباشرة للتعليق على هذه الأخبار.
وتورد الصحيفة نقلا عن متحدث باسم "تويتر"، قوله إن الجهود التي تقوم بها الشركة لتعليق وحجب حسابات في السعودية، وأضاف أن الشركة طبقت قواعد منع "التحكم في المنصة دوليا"، مشيرة إلى أن المتحدث باسم الشركة قال في رد على الاتهامات إن مؤسسته تحدد التعامل مع الحسابات الحساسة والمعلومات فيها لعدد قليل من الأشخاص وموظفين تم التحقق الأمني من مصداقيتهم.
ويجد التقرير أن تحكم الحكومات العربية في منابر التواصل يتناقض مع دورها التعبوي أثناء ثورات الربيع العربي عام 2011، وتوسع استخدامها في العقد الماضي، حيث تبناها الشباب العربي وسيلة للتعبير عن مواقفهم وانتقاد الحكومات في بلادهم.
وينوه جونز إلى أن السعودية لا تزال من أكثر الدولة الناشطة في مجال "تويتر" على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن هناك حوالي 14 مليون سعودي يستخدمون هذا المنبر، أي بنسبة 40% من عدد السكان، بحسب "هوتسوريت ميديا إنك"، وهي الشركة التي تحلل أشكال استخدام "تويتر"، مقارنة مع 72 مليون مستخدم في أمريكا، الذين لا يشكلون إلا خمس السكان.
وبحسب الصحيفة، فإن رجل الدين المعتقل سلمان العودة هو من أكثر المتابعين على "تويتر" في السعودية، حيث لديه 13 مليون متابع، مشيرة إلى أنه اعتقل عام 2017 لأنه لم يتبع الخط الرسمي في التعامل مع حصار دولة قطر.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن الأمير الوليد بن طلال، الذي كان من ضمن الأثرياء الذين سجنوا في ريتز كارلتون عام 2017، لديه 10 ملايين متابع، أما الملك سلمان وولي عهده فلديهما 8 ملايين متابع.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)