هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، الثلاثاء، انسحابها الرسمي من مدينة سرت (شرقا) لحماية المدنيين، وكي لا تتحول المدينة إلى ساحة حرب، وهو الأمر
الذي كان سيعرض 120 ألف مواطن للقتل والنزوح، كاشفة أن من هاجم سرت، صباح الاثنين،
قوة متعددة الجنسيات.
وقال الناطق باسم قوة حماية وتأمين سرت طه حديد، في بيان
نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، إن "هناك خلايا نائمة
داخل سرت هاجمت قواتنا الاثنين فوجدت نفسها أمام خيار أن تتحول المواجهات إلى داخل
الأحياء، وستكون مواجهة بالأسلحة الثقيلة".
وأشار حديد إلى أن "غرفة عملياتنا تدارست الوضع،
وقدرت أن تحول سرت إلى ساحة حرب سيعرض 120 ألف مواطن للقتل والنزوح".
وأردف: "كان بإمكان قواتنا الصمود لأسبوعين وفق إمكانياتها الحالية ودون أي دعم يصل إليها لكن العواقب ستكون وخيمة على المدنيين".
اقرأ أيضا: متحدث باسم قوة سرت الليبية يكشف كواليس ما حدث في المدينة
"انسحاب مؤقت"
وكان
حديد قد أكد، في تصريحات خاصة سابقة لـ"عربي21"، أن قواتهم "اتخذت
قرارا بالانسحاب إلى خارج سرت، لكنها ما زالت تحتفظ بكامل مقدراتها، وأن الانسحاب
من سرت ليس النهاية"، مضيفا: "دعنا نؤكد أن معركتنا الرئيسية في العاصمة
طرابلس، وقوة حماية سرت كانت مهمتها تأمين مؤسسات الدولة، وتمكين الأجهزة الأمنية،
ومتابعة ملف تنظيم الدولة"، كما قال.
وأضاف
حديد أن "قواتهم وجدت نفسها أمام خيار أن تحول المواجهات إلى داخل أحياء سرت،
وستكون مواجهة بالأسلحة الثقيلة، لتتحول سرت إلى ساحة حرب ستعرض 120 ألف مواطن
للقتل والنزوح، لذا وضعت قواتنا خطة الانسحاب، وانتظرت الأوامر، وفق التصورات
المطروحة".
وتابع
المتحدث باسم قوة حماية وتأمين مدينة "سرت" الليبية: "للأسف بعد
هذا الهجوم والسيطرة المؤقتة، نستطيع القول بأن الإرهاب عاد إلى سرت، وقد علمنا بقيام
هؤلاء بحرق منازل المواطنين"، مشدّدا على أن "خسارة معركة لا تعني خسارة
الحرب، وسوف نعيد ملحمة (البنيان المرصوص) لهزيمة الإرهاب بكل وجوهه"، وفق
تقديراته.
ويأتي الهجوم على سرت بعد يومين من هجوم صاروخي لقوات
حفتر على مقر الكلية العسكرية في العاصمة طرابلس؛ السبت، ما أسفر عن مقتل 30 طالبا
وإصابة 33 آخرين.
وأعلنت الحكومة، الأحد، أن الهجوم تم بطائرة مسيرة صينية
الصنع زودت بها الإمارات قوات حفتر.
وعادة ما تنفي أبوظبي تقديم دعم عسكري لحفتر، الذي ينازع
الحكومة، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، هجوما متعثرا
للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة.
وأجهض هذا الهجوم جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد
مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع الليبي.