هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
مجلة "فورميكي" الإيطالية تقريرا تحدّثت فيه عن أدوار القوى الدولية الفاعلة
في الملف الليبي، خاصة إيطاليا فرنسا، اللتين لا تلعبان
إلا دورا ثانويا في الأزمة الليبية.
وقالت المجلة
في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روما وباريس ستحاولان الاعتماد على علاقات جيدة مع أنقرة
وموسكو، التي تدعم كل منهما طرفا في النزاع الليبي، لضمان حصص
الطاقة واحتواء المهاجرين.
وبينت
المجلة أنه بعد أكثر من مئة سنة من الحرب الإيطالية التركية وتدخل إيطاليا
في ليبيا، عادت الأقاليم الليبية إلى الظهور في المشهد الدولي باعتبارها مقاطعات
مع دعوة وقف إطلاق النار التي أطلقتها القوى المتنافسة تاريخياً في الشرق الأوسط
روسيا وتركيا في 12 كانون الثاني/يناير. وتجدر الإشارة إلى أنه في السابق، كانت
الوحدات الإدارية العثمانية، وأقاليم طرابلس وبنغازي، والجبال الصحراوية، وفزان،
متحدة ضد الاستعمار الإيطالي.
نقطة
التحول لسنة 2020
أفادت
المجلة بأن عودة تركيا إلى صدارة المشهد تعتبر عداء للمصالح الإيطالية التاريخية
جنوب البحر الأبيض المتوسط. وفي الساعات الأخيرة، بدأ رئيس الوزراء جوزيبي كونتي
ووزير الخارجية لويجي دي مايو بمقابلة الزعماء الليبيين والقوى العظمى الأخرى في
محاولة للعودة إلى طاولة التفاوض ودعم اتفاق وقف إطلاق النار الروسي التركي
والتحضير لمؤتمر برلين. وبدا دور باريس، صاحبة الدور الرئيسي في
سقوط القذافي ومنافسة مصالح إيطاليا في مجال الطاقة، مهمشا مقارنة بالدور الرئيسي
الذي تلعبه موسكو وأنقرة مع انشغال واشنطن بمواجهة إيران في الشرق الأوسط.
وتساءلت
المجلة عن سبب اندلاع حرب أهلية في ليبيا في السنة الماضية، حرب تعيد النقاش حول
العوامل المهمة للاستقرار في أوروبا والسياق الدولي، مثل قضية المهاجرين وإنتاج
الطاقة ومكافحة الإرهاب.
ليبيا
أم ليبيات؟
أوضحت
المجلة أنه في كل هذه المناطق، تبدأ الحرب الأهلية بسبب التكوين القبلي للمحافظات
الليبية قبل وبعد فترة الاستعمار الإيطالي، لتحمل طابع الصراع بالوكالة بين
البلدان الأخرى بالمنطقة. وبالتالي فإن وحدة الصف الليبي أصبحت موضع تساؤل بسبب
الحرب الأهلية التي نشأت بعد الإطاحة بنظام القذافي، وحدّد عجز الجهات الفاعلة
ميدانيا في إعادة فرض الاستقرار في جميع أنحاء البلاد السيناريو الذي نواجهه
اليوم والذي يتميز"بعودة" الهيمنة التركية.
وأشارت
المجلة إلى أن اختلاف القبائل الشرقية وضروريات الحكم الذاتي لمنطقة بنغازي قد
ظهرا مجددا في العقد الماضي، بدعم من مصر المجاورة. أما طرابلس، العاصمة البعيدة
ومركز إدارة عائدات النفط، فيعتبرها الجنرال خليفة حفتر بين أيدي
"الإرهابيين" والمليشيات الإسلامية المرتبطة بالإخوان المسلمين. وتعتبر
حكومة فايز السراج المعترف بها دولياً، إرثًا من دعم أوباما للقوى الشعبية لما
يسمى الربيع العربي للإطاحة بالنظم الاستبدادية في هذه المنطقة.
مع
نهاية حكومة مرسي في القاهرة وانسحاب الأمريكيين من الملف الليبي، في أعقاب الهجوم
على قنصلية بنغازي ومقتل أربعة أمريكيين، بمن فيهم السفير كريس ستيفنز في
أيلول/سبتمبر 2020، وجد السراج نفسه مدعوما من إيطاليا وقطر وتركيا، ويلقى معارضة
من مصر والمملكة العربية السعودية (الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة)
والإمارات وفرنسا وروسيا.
في
الختام، قالت المجلة إن حملة غزو غرب ليبيا وطرابلس من قبل حفتر في
ربيع سنة 2019، حقق مكسبا من خلال التوصل إلى هدنة ومفاوضات من مواقع القوة. ويبدو
أن لإيطاليا وفرنسا أدوارا ثانوية في ظل غياب الاتحاد الأوروبي الذي يعهد بشكل
متزايد إلى الحكومات الوطنية بإدارة حالات الطوارئ الجيوسياسية حول حدودها.