المرأة والأسرة

لماذا يحوّل طفلك الملابس إلى قتال يومي؟

علماء النفس يؤكدون ضرورة تمسك الأبوين بالقرار الصحيح ووضع حدود لا يمكن تجاوزها وإلا سيكبر الطفل ليصبح أنانيا ومستبدا
علماء النفس يؤكدون ضرورة تمسك الأبوين بالقرار الصحيح ووضع حدود لا يمكن تجاوزها وإلا سيكبر الطفل ليصبح أنانيا ومستبدا

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه حول ظاهرة الخلافات بين الأطفال والآباء حول الملابس التي سيرتدونها، والتي تبدأ منذ عمر الثلاث سنوات، وتسبب توترا كبيرا في المنزل، ويشعر الأبوان بالحيرة أمامها، رغم أنها قد تعد علامة إيجابية وفرصة لتطوير شخصية الطفل ومهاراته.

وتقول الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الخلافات بين الأبوين وأطفالهما هي ظاهرة عادية، تحدث دائما حول الملابس أو تصفيفة الشعر أو الحذاء، وتصبح مصدرا للتوتر، ليس فقط في سن المراهقة، بل حتى في مرحلة الطفولة المبكرة، عندما يبدأ الطفل في سن الثالثة في اكتساب الوعي بجسمه ومظهره.

وتقول الصحيفة إن هذه التوترات التي تسبب الارتباك لدى الأب والأم لا تختفي مع مرور السنوات، بل تزيد حدتها، لكن الخبراء في مجال التربية وعلم النفس يؤكدون على ضرورة التمسك بالقرار الصحيح، وهو وضع حدود لا يمكن تجاوزها، وإلا سيكبر الطفل ليصبح أنانيا ومدللا ومستبدا.

وتوضح الصحيفة أن الأطفال في سنواتهم الأولى قد يتمسكون بقرارات غريبة، ويستخدمون سلاح نوبات الغضب والعصبية والصراخ، مع إصرارهم مثلا على ارتداء الملابس ذاتها التي ارتدوها في اليوم السابق، رغم أنها غالبا تكون قد اتسخت وتم وضعها في غسالة الملابس.

كما أن البنت أحيانا تقرر فجأة ارتداء فستان خفيف قامت بشرائه في فصل الصيف، وفي الشتاء تصر على الخروج به في الصباح، رغم أن درجة الحرارة قد تقارب الصفر. أو في بعض الحالات يصر الأطفال على ارتداء الأحذية الجلدية وسراويل الجينز، رغم أنهم متجهون لحضور حصة الرياضة في المدرسة.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه الخلافات حول الملابس بين الآباء وأبنائهم قد تكون اختبارا حقيقيا لهم حول قدرتهم على تجاوز هذه الأزمات وإدارة الصراع مع الطفل، خاصة أن خبراء علم النفس يعتبرون أن هذا العناد هو في النهاية جزء طبيعي من النمو العقلي والشخصي للأطفال.

وتنقل الصحيفة عن الأخصائي النفسي وأستاذ علم النفس وعلوم التربية في جامعة أوبيرتا في مقاطعة كاتالونيا الإسبانية قوله: "في عمر ثلاث سنوات يبدأ الطفل في التصرف بنرجسية، ويسعى لتأكيد وجوده، حيث تصبح له سيطرة أكبر على جسمه، ويظهر رغبة في القيام بالأشياء بمفرده، ومن الأفضل أن يسمح له الأبوان بالقيام ببعض الأشياء، طالما أن ذلك لا يمثل خطرا على سلامته".

فإذا كان الطفل في سن الثالثة يستطيع أن يمسك الملعقة ويأكل بمفرده، فلا ضرر في السماح له بذلك، والأمر ذاته إذا كان بإمكانه ارتداء ملابسه. لكن المشكل أن الأطفال لا يختارون الملابس بشكل منطقي، ولا يمكنهم أن يتحملوا المسؤولية ويفهموا أن أنواعا معينة من الملابس مناسبة للمهام التي سيقومون بها أو للطقس في خارج المنزل.

وينصح هذا الخبير الآباء والأمهات بالتصرف بحكمة في هذه الأوقات، وفرض الحدود والقواعد المنطقية مهما كلف الأمر.


كما يحذر من أن بعض الآباء يعتقدون أن العلاقة المثالية مع أطفالهم يجب أن تكون أفقية، ويكون التعامل بينهما على قدم المساواة، أو تكون العلاقة ندية.

والسبب وراء ذلك هو أن الأب أو الأم أحيانا يكونان قد نشأا في بيئة تتسم بالتسلط والحزم الشديد، ولذلك فإنهم يقررون الانتقال إلى النقيض تماما في التعامل مع أطفالهم؛ لذلك فقد أصبحنا اليوم نشهد أعدادا متزايدة من الآباء والأمهات الذين يعجزون عن قول كلمة لا، أو مواجهة أبنائهم عندما يكون هؤلاء في حالة غضب.

وتنقل الصحيفة في هذا السياق عن عالم النفس ماريو إزكوفيك، تأكيده أن "بعض الآباء والأمهات يشعرون أنهم مختطفون عاطفيا من قبل أطفالهم، ويواجهون صعوبة كبيرة في فرض سلطتهم. ولكن في الواقع فإن هذه السلطة التي تتمثل في فرض القيود والقواعد هي ما نسميه التربية.

ويضيف إزكوفيك: "إن وضع الحدود والقيود هو أمر ضروري، وإلا سوف يكبر الطفل ليصبح مستبدا وعنيدا. كما أن بكاء الأطفال وحزنهم من حين لآخر هو أمر طبيعي، بشرط ألّا يتطور نحو شعور بالاضطهاد أو الإصابة بالصدمة.

اختيار الملابس في اليوم السابق:


تقول الصحيفة إنه حتى لا يتحول وقت ارتداء الملابس في الصباح إلى معركة حقيقية، يمكن القيام بهذا الاختيار والاتفاق عليه في الليلة السابقة. وهذه فرصة لتدريب الأطفال على تحضير كل ما سيحتاجونه عند الذهاب للمدرسة بشكل مسبق، مثل الحقيبة المدرسية والكتب والواجبات المدرسية والملابس.

كما ينصح الخبراء بإقامة حوار حول الملابس التي يسمح بها وتلك غير المناسبة، من خلال عقد اتفاقات مثل استبعاد الملابس التي لا تتلاءم مع حالة الطقس، وتلك المتسخة، وترك الحرية للطفل للاختيار من بين البقية.

ويمثل عمر ثلاث سنوات فترة مناسبة لفسح المجال للطفل لتعلم كيفية ارتداء ملابسه وحده، ولكن هذا التعلم يحتاج للكثير من الصبر والوقت، ويمكن البدء بالقيام به في عطلات نهاية الأسبوع، عندما يكون هنالك متسع من الوقت.

مشكلة الإعلانات التجارية والزي المدرسي:


تقول الصحيفة إنه من بين العوامل التي تجعل مهمة الوالدين صعبة في اختيار الملابس هنالك الومضات الدعائية التي يتأثر بها الأطفال أثناء مشاهدتهم للتلفزيون، أو إبحارهم على شبكة الإنترنت. ويوجد حاليا مدونون على منصة يوتيوب يمتلكون تأثيرا كبيرا على الأطفال والمراهقين، يقومون بالترويج لماركات وأساليب لباس معينة، بمقابل مالي.

ويمكن للزي المدرسي أن يكون الحل المثالي لتجنب كل هذه الخلافات والمشاكل الصباحية، وهنالك العديد من المدارس الخاصة والحكومية التي تفرض زيا موحدا، لأنه يخفي الفروق الاجتماعية بين التلاميذ، ويجعلهم يبدون متجانسين.

1
التعليقات (1)
لانا
الجمعة، 22-10-2021 07:53 م
طفلتي عمرها 2 و10 شهور لا تحب انا ترتدي ملابس تبقى في المنزل في الثياب الداخلية وعنيده جدا
الأكثر قراءة اليوم