هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حدود وطننا يجب أن تبقى مفتوحة للأردنيين..
لعبة تدخل في صناعة الرعب..
هذا المسخ الذي وصل له النظام العالمي ليس جديدا، ها هم يجنون نتائجه بكل فجاجة
غير معتادة. إغلاق الحدود، سيطرة الجيوش والرسميين على كل مفاصل الدولة والوطن،
وسقوط مدو لكل القيم الاجتماعية والتواصل، كل هذا لإثارة الرعب في قلوب الناس.
من كان يصدق أن الشعب سيهتف للجلاد؟
ومن ذا الذي سيقبل أن نعيش رهائن لقرارات لم
يرد بها خيرا أبدا لنا ولا لعائلاتنا؟ السيد سعد جابر، وزير الصحة الأردني، يبقي
على إغلاق الحدود الأردنية إلى ما بعد رمضان. مسوغات هذا القرار بالتأكيد كورونا
ومصلحة الشعب. أضحكتني يا معالي الوزير..
دعني أخبرك سعادة الوزير:
نحن المغتربين نريد أن يكون صيفنا عاديّا،
نفرح بلقاء أهلنا جميعهم..
أمهاتنا بانتظارنا..
ونحن بانتظار لقاء أحبتنا..
إذا كنت ترى أن إغلاق الحدود سيمنع انتشار
الفيروس فأنت مخطئ، واعذرني على دخولي على خط تخصصك وتخصص أطبائنا.
نحن يا عزيزي حتى هذه اللحظة لم نسمع تقريرا
واحدا صافيا بخصوص كورونا، فمعظم التقارير سياسية وليست طبية علمية، حتى تلك التي
تصدر عن مؤسسات طبية.
كلكم تستغلون الحدث، وها أنتم تغلقون الحدود
لتذبحوا مجتمعاتنا.
وافقناكم على الحجز فخرجتم لنا بحجز آخر في
البيوت، أي على المغترب العائد قضاء شهرا كاملا بغرفة منفردة.. كم ستكون إجازتنا
طال عمرك؟
وافقناكم على احتلال الشوارع وانتزعتم حرياتنا
حتى لم يعد الابن يستطيع أن يرى أمه العجوز أو والده العاجز، ولولا رحمة الله
وطيبة جنودنا لصار الوضع جحيما.
إلا حدود الوطن.. يا سعادة الوزير..
لديك أسطول من الطائرات يمكنك جلب كل
المغتربين الأردنيين بدل إغلاق الحدود بوجههم..
لديك مدخرات كل لصوص الوطن الذين نهبوه على
مدار قرن من الزمن، ويمكنهم توفير الفنادق لحجز المغتربين حين عودتهم للقاء أهلهم..
آن الأوان للدولة أن تدفع الثمن لكي يرتاح
المواطن والمغترب.
آن الأوان لجلب أرصدة الحرامية الذين سرقوا
خبزنا وقمحنا وفوسفاتنا ووطننا وكل شيء وتركونا نتخبط..
الأردنيون طيبون يا سعد جابر..
الأردنيون "أولاد حلال" يا حكومة..
لكن ليس في هذا الكون غضب كما هو غضبنا حينما
يتطاول أحد على حدود وطننا.. وقرارك تطاول على المغتربين وهضم لحقوقهم..
وطننا كريم استقبل ملايين العرب اللاجئين يا
معالي الوزير..
وطننا عظيم يستطيع أن يستقطب المغتربين ويدحر
الفيروس، ويدحر من ألقوا قنبلته في ذرات الهواء وعلى أسطح منازلنا التي نسمر عليها
في صيفنا..
يا سعادة الوزير، الدولة التي تتخلى عن
مواطنها ليست دولة..
الحكومة التي تغلق حدود الوطن بوجه المغترب
الذي ينزف عرقا وحنينا ليلتقي أهله أولى بها أن تستقيل وتذهب إلى الجحيم..
نحن على استعداد لقبول بعض القرارات لكننا
لسنا على استعداد لكي نتخلى عن صيفنا في ربوع الوطن.
إذا لم تكن الحكومة على قدر المسؤولية فلتذهب
إلى الجحيم..
نحن بانتظار ردودكم، وإن كان لا بد أن هذا
الفيروس سيقضي علينا وعلى البشرية، فليكن موتنا على تراب وطننا..
أيها الوزير.. أن نموت على تراب الوطن أولى من
أن نبقى محاصرين خارج حدوده، إن لم يكن بمقدوركم العناية بنا فلا أقل من أن نجد
قبورا على ثرى وطننا..
رفعت الأقلام وجفت الدموع..