هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توسعت في الأردن رقعة احتجاجات المعلمين لتشمل أغلب محافظات المملكة خلال الأيام القليلة الماضية، فيما ارتفع سقف مطالبهم ليبلغ حد إسقاط رئيس الحكومة عمر الرزاز.
وتوسعت الاحتجاجات ليخرج آلاف المعلمين وعائلاتهم، في مدن إربد، وجرش، والمفرق، والكرك، لتقوم السلطات باعتقال 20 معلما مساء الأحد حسب ما أعلن محامي نقابة المعلمين باسم فريحات، لـ"عربي21".
وهتف المحتجون بشعارات تطالب بسقوط رئيس الحكومة عمر الرزاز، ووزير الداخلية سلامة حماد.
وفي حديث لـ"عربي21"، حمّلت النائب هدى العتوم، عضو نقابة المعلمين، الحكومة مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وتوسع رقعة الاحتجاجات.
وقالت العتوم: "الآن هنالك تعاطف كبير مع المعلمين وهذا يزداد. المعلم موجود في كل بيت، والاعتقالات تسببت بصعود قيادات جديدة وتوسيع رقعة التشتت، والآن لا يوجد مجلس نقابة يستطيع ضبط إيقاع المعلمين، وأهالي المعلمين يخرجون إلى الشارع وتوسعت رقعة الاعتراض الشعبي".
وبحسبها فإن "الحكومة دحرجت كرة الثلج، وصعدت على الشجرة، لم تتعلم الحكومة من الدرس السابق لإضراب المعلمين، المطالب تحولت وقفزت في اسبوع من مطالب العلاوة لإسقاط الحكومة، ألا تخشى السلطات من ارتفاع سقف هذه المطالب، لتشمل محاربة الفساد".
وتساءلت العتوم "ما موقف الحكومة لو حدث مكروه لأعضاء مجلس النقابة الذين تدهورت حالتهم الصحية؟".
وتحاول أوسطات محسوبة على السلطات الأردنية، وعبر قنوات مختلفة، الربط بين نقابة المعلمين وجماعة الإخوان المسلمين، فيما ألمح إلى ذلك بشكل مباشر مسؤولون بالقول إن "الطلاب باتوا رهينة بيد مجلس لا يرى في التعليم رسالة، ويوظف قضايا المعلمين لخدمة أجندات حزبية وأيديولوجية".
لكن العتوم استهجنت ذلك الطرح ووصفته بـ"الفزاعة".
وقالت: "هذا كذب نحن نعرف الأسماء ومن تم اعتقالهم، مثل فادي لصاصمة، وفراس الفرحان، من يروج لهذا الطرح لا يعرف المشهد داخل نقابة المعلمين، الاعتقالات التي جرت ليس لها هوية معينة".
وقال الناطق باسم الحراك الأردني الموحد، جمال جيت، لـ"عربي21"، إن "الأجهزة الامنية حولت عددا من المعلمين المعتقلين إلى محافظ العاصمة، وتجري الآن متابعتهم من محامي الملتقى الوطني للدفاع عن الحريات، الاعتقالات جاءت بعد توسع رقعة الاحتجاجات، وهذا تصرف غير منطقي سواء بحجم الاعتقلات وشكلها وطريقة مداهمة المنازل".
ويتفق جيت مع العتوم بأن حراك المعلمين لا يحمل طابع أيديولوجي "هي محاولة لتصفية النقابة، 27% فقط من أعضاء الهيئة المركزية منتمين لجماعة الإخوان المسلمين، بل إن نفس المعلمين وصوتهم هو الأعلى، حتى النقيب السابق الذي توفي لم يكن من الإخوان المسلمين، لكن ما تروج له الحكومة هو توظيف سياسي".
ونقلت السلطات الأردنية نائب نقيب المعلمين الدكتور ناصر نواصرة إلى مستشفى المدينة الطبية، بعد أن شهدت حالته الصحية تدهورا ما استدعى نقله من السجن إلى المستشفى حسب محامي النقابة بسام فريحات.
وقال فريحات لـ"عربي21": "يعاني النواصرة من أمراض سابقة، وزاد السجن من سوء حالته الصحية، مع ذلك تستمر الحكومة باعتقال المعلمين، جزء من هذه الاعتقالات على قانون الجرائم الإلكترونية، وجزء منها بناء على قانون منع الجرائم، لا يوجد ما يبرر هذه الاعتقالات الباطلة وغير الصحيحة".
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تدعو الأردن للإفراج عن المعلمين المعتقلين
تحذيرات
وبدورها، حذرت لجنة الحريات وحقوق الإنسان في جبهة العمل الإسلامي الحكومة من مغبة استمرار موجة الاعتقالات التي طالت عدد كبيرا من المعلمين على خلفية حراكهم الرافض للإجراءات التعسفية الأخيرة بحق النقابة وما جرى من اعتقالات بحق قادتها.
كما حملت اللجنة الحكومة المسؤولية عن سلامة المعلمين المعتقلين بعد تدهور الحالة الصحية لعدد منهم نتيجة إضرابهم عن الطعام رفضا لاستمرار اعتقالهم تعسفيا.
وأكد رئيس لجنة الحريات في الحزب المحامي عبد القادر الخطيب أن "ما جرى من اعتقال العشرات من المعلمين مؤخرا وتوقيفهم يأتي دون مسوغات قانونية تبرر هذا الاعتقال التعسفي ودون سند قانوني وأن اعتقالهم كان لمجرد التعبير عن آرائهم سلميا".
وطالب الخطيب الحكومة بـ"الإفراج الفوري عن جميع المعلمين المعتقلين ووقف سياسة التأزيم ضدهم ووقف استخدام النهج الأمني في التعامل مع مطالب المعلمين المشروعة، كما حمل الحكومة والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن سلامة المعلمين من أعضاء مجلس النقابة مع دخول إضرابهم عن الطعام أسبوعه الثاني رفضا لاستمرار توقيفهم وتدهور الحالة الصحية لعدد منهم ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج".
— طاهر العدوان (@taher_aladwan) August 3, 2020
— هالة عاهد (@Hala_Deeb) August 2, 2020
— Omar Bdour (@omarbdour1) August 2, 2020
— Dana Gibreel Hasan (@DanaGibreel2) August 3, 2020