هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشي حالة التحشيد التي يقوم بها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ومن ورائه داعموه، وفي مقدمتهم مرتزقة "الفاغنر" الروس، باحتمال تنفيذ هجوم مباغت ضد قوات حكومة الوفاق التي ترابط على مشارف المدينة الاستراتيجية التي أصبحت مؤخرا مثار نقاش كثيف بين الأطراف الداخلية والخارجية، في مسعى لتجنيبها الحلول العسكرية.
واستمرارا للدعم الخارجي لحفتر، كشف العميد عبد الهادي دراه، المتحدث باسم غرفة عمليات تحرير سرت الجفرة، التابعة للجيش، الأحد أن"الدعم الروسي ما زال مستمرا لهذا المتمرد وجنوده (في إشارة لحفتر)، حيث رصدنا السبت وصول 5 رحلات لطائرات شحن عسكرية روسية مُحملة بالعتاد والمعدات إلى سرت والجفرة".
وأوضح أن الجيش الليبي "رصد أيضا وصول رحلتين روسيتين من سوريا إلى مطار بنغازي يوم السبت، ووصول رحلتين روسيتين من سوريا إلى مطار الأبرق الدولي يوم الجمعة".
اقرأ أيضا: الوفاق: وصول مرتزقة وذخائر إلى سرت على متن طائرات روسية
يأتي ذلك في أعقاب تصريح مماثل لقيادة القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، قالت فيه، إن روسيا ترسل المزيد من المعدات العسكرية إلى "فاغنر" في ليبيا، بما في ذلك مدينة سرت في انتهاك لحظر الأسلحة.
وفي آخر فصول التحشيد العسكري، نشرت قوات بركان الغضب، صورا تُظهر قوات حفتر المسنودة بمرتزقة "فاغنر"، وهي تقوم بعمل تحصينات لطريق "سرت الجفرة جارف" بخنادق وسواتر ترابية، بالتزامن مع رصد تحركات لعناصر "فاغنر" من الجفرة إلى سرت على متن 21 آلية من بينها 4 ناقلات جنود و سيارتي ذخيرة.
وكان الجيش الليبي دفع بتعزيزات عسكرية إلى مشارف مدينة سرت، تمهيدا لاستئناف معركة "دروب النصر" التي أطلقها الجيش مؤخرا بهدف السيطرة على سرت والجفرة، لكنه لم يبادر حتى اللحظة بشن هجومه المرتقب، الأمر الذي أرجعه المتحدث باسم قوات بركان الغضب، مصطفى المجعي في تصريح لـ"عربي21" إلى "منح بعض المبادرات فرصة للحل السياسي" رغم عدم تفاؤله بالتوصل إلى أي اتفاق مع من وصفهم بالـ"متعنتنين".
تحشيد هجومي
وفي تعليقه على ما يجري في سرت، قال الخبير العسكري، عادل عبد الكافي، إن التحشيد الذي يقوم به حفتر ومرتزقة الفاغنر، "تحشيد هجومى وليس دفاعى"، خاصة فى ظل تدفق الأسلحة الثقيلة ومنظومات الدفاع الجوي "بانتسير" والطائرات "ميغ 29" و"سيخوى 24" والعمودية "مى 35" التى تم جلبها من سوريا إلى مهبط راس لانوف وقاعدة الجفرة الاستراتيجية مؤخرا.
وأكد في حديث خاص لـ"عربي21" أن كل هذا التحشيد "سيشجع حفتر على القيام بعملية هجومية ضد قوات الوفاق، وهذا ما حذرنا منه خلال الأشهر الماضية بعد الانتصارات التي تحققت فى المنطقة الغربية وطرابلس وانهيار مليشيات حفتر والمرتزقة الروس".
إهدار الوقت
وتابع: "لم يتم الدفع بقوات لسرت الجفرة للاستفادة من هذا الانهيار بعد انسحاب حفتر من محاور طرابلس وقبل أن يعيدوا تنظيم تمركزهم وانتشار عناصرهم وتعزيزها قدراتهم، فكل الوقت المهدور في التفاهمات السياسية ما بين الأتراك والروس ألقى بظلال سلبية على العملية العسكرية في سرت الجفرة، ومع هذا فقوات الوفاق على أتم الجهوزية والاستعداد للقيام بعملية عسكرية للسيطرة على سرت الجفرة وهي في انتظار الأوامر من القائد الأعلى".
اقرأ أيضا: أفريكوم: روسيا تنقل المزيد من المعدات إلى "فاغنر" بليبيا
بدوره، قال المحلل السياسي، فيصل الشريف، إن "حفتر وداعميه لن ينتظر هجوم الوفاق في الجفرة وسرت، بل سيبدأ هو في هجومٍ مباغثٍ ليضع طرابلس أمام ضغطٍ حقيقي فيجبرها على القبول بما يعرضه من خيارات، لاسيما مع حالة فشل المجلس الرئاسي الليبي في إدارة ملف الخدمات والأزمات عموما".
خطيئة كبرى
وقال في حديث لـ"عربي21" إن الوفاق "ظنّت أن الحرب انتهت وأن ما سيطرت عليه في الغرب الليبي بات بمأمن تام وهذه خطيئة كبرى، ولطالما نبهنا بأن ما انتهى هو جولات، لكن المعركة مستمرة".
وحقق الجيش، مؤخرا، انتصارات ضد حفتر أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، وترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.
وأردف الشريف: "نرى طائرات الشحن بشكل يومي وهي تهبط محملةً بمنظومات الدفاع الجوي والمدرعات والآليات والذخائر والمرتزقة، وهذا يشي أن هناك خطرٌ قادمٌ تعد له روسيا وأتباعها ربما بفتح جبهة جديدة تهدد مدنًا في الغرب الليبي".
وذكّر أن "جل الحقول والموانئ النفطية هي بيد الروس وأتباعهم، وإن تم الضغط في اتجاه فرض انسحابهم من سرت، فقد يسعون لخلق واقع جديد إن تمكنوا من التمدد نحو مدنٍ في الغرب الليبي".