شدد المفتي العام
للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد
الأقصى الشيخ محمد حسين، على أن كافة
مخططات ومحاولات العبث وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ومدينة
القدس
المحتلة، باءت وستبوء بالفشل.
فرض وقائع جديدة
وفي تعليقه على ما كشف
من بعض تفاصيل اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال
الإسرائيلي، في ما يتعلق
بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، بما يتيح للاحتلال تقسيم أولى القبلتين،
وأن المسجد ينحصر فقط في المصليات المغلقة كالمصلى القبلي، أكد الشيخ حسين، أن
"المسجد الأقصى هو كل المساحة التي يحيط بها السور من الجهات الأربع؛ بمعنى
أن كل ما أحاط به السور، هو مسمى المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف في تصريح خاص
لـ"عربي21": "المصلى القبلي، هو جزء من الأقصى، قبة الصخرة
المشرفة، هي إحدى قباب الأقصى"، منوها أنه "يوجد في داخل السور، أكثر من
200 معلم في المسجد الأقصى؛ ما بين مصطبة، وسبيل، وقباب، ومصليات وأروقة، وطرق
وغيرها".
وأوضح أن "هذا هو
المسجد الأقصى في مفهوم المسلمين، ولن يغيره كلام فلان ولا علان.. نحن لا نقبل أي شيء خارج عن مفهوم قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده
ليلا من المسجد الحرم إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"، وهذا ما قام عليه
أمر المسلمين منذ الفتح الأول وحتى اليوم، وهذا هو المعتمد".
اقرأ أيضا: تقرير:
اتفاق الإمارات يسمح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي
وعن سعي الاحتلال
العبث في المسجد الأقصى والوضع القائم في المدينة المقدسة، عبر استغلاله اتفاقيات
التطبيع مع الإمارات وغيرها من الدول العربية، نبه المفتي العام للقدس، إلى أن
"العبث بالمسجد الأقصى أو بمسمى المسجد أو بمحيطه مرفوض تماما من الاحتلال
ومن كل من يؤيد ويعاون الاحتلال".
ولفت إلى أن
"الاحتلال منذ عام 1967 ولغاية اليوم، وهو يحاول فرض وقائع جديدة في المسجد
الأقصى، ويحاول تقسيمه زمانيا ومكانيا، ويحاول أن يحاصر صلاة المسلمين في الأقصى،
ولكن صلاة المسلمين في الأقصى قائمة تماما على ما كانت قبل الاحتلال وبعده، وهو
مستمر إن شاء الله بفضل إيمان المؤمنين وصبر الصابرين ورباط المرابطين".
وعن محاولات الاحتلال
زعزعة الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس، ورغبته على ما يبدو بحشر بعض الدول
العربية مثل السعودية والإمارات في إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى، ذكر خطيب
الأقصى، أن "الوضع القائم الآن، هو الوضع القائم منذ 1967، وهو الوصاية
والرعاية الأردنية القائمة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة
المقدسة".
العبث بالأقصى سيفشل
وتابع: "نعم؛ هناك
محاولات إسرائيلية للعبث بالوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى، وكل هذه
المحاولات بفضل الله باءت وستبوء بالفشل، وأي محاولة للانتقاص من حق المسلمين في
الأقصى أو من حق الرعاية للمسجد الأقصى، ستبوء أيضا بالفشل".
اقرأ أيضا: تقرير يكشف
كيف وافقت الامارات على تغيير الوضع بالأقصى (نص)
وفي وقت سابق، انفردت
"عربي21"، بنشر ترجمة خاصة لتقرير صادر عن مركز "القدس
الدنيوية" الإسرائيلي، يكشف كيف وافقت أبوظبي على السماح لليهود بالصلاة في
المسجد الأقصى، بما يساهم في تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، وكشفت
بعض بنود اتفاق التطبيع كذلك بين الاحتلال والإمارات، محاولات العبث في مدينة القدس
والمسجد الأقصى المبارك.
ونبه التقرير، إلى أحد
البنود الأكثر خطورة في اتفاق التطبيع، والذي ينطوي على إحداث تغيير غير مسبوق
لصالح الاحتلال في واقع القدس والمقدسات، وحقوق المسلمين في الحرم القدسي الشريف،
ما ينسف ضمن أمور أخرى أي حلم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وأعلنت أبوظبي وتل
أبيب، بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 13 آب/ أغسطس 2020، في بيان
رسمي، عن التوصل إلى "اتفاق السلام الإسرائيلي-الإماراتي"، وذلك تتويجا
لعلاقات سرية وثيقة، امتدت على مدى الأعوام السابقة.
وتسبب الإعلان عن
الاتفاق بين أبوظبي وتل أبيب، في حالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، كما أدانت
ورفضت القوى والفصائل والسلطة هذه الخطوة، وقامت الأخيرة بسحب السفير عصام مصالحة
من الإمارات، واعتبرت القيادة الفلسطينية اتفاق الإمارات والاحتلال، خيانة للقدس
والأقصى والقضية الفلسطينية.