هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت النيابة العامة السعودية، إصدار أحكام نهائية بحق المتهمين بقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وتنقضي بذلك الدعوى الجزائية بشقيها العام والخاص، وتصبح الأحكام واجبة النفاذ.
وفي التفاصيل، قالت وكالة الأنباء الرسمية
أن مجموع الأحكام بلغ 124 سنة بحق ثمانية مدانين في قتل خاشقجي، بعد إسقاط الحق الخاص
بالتنازل الشرعي لذوي القتيل.
وأشارت إلى أنها حكمت بالسجن 20 عاما
على خمسة مدانين لكل فرد منهم، وعشر سنوات لواحد منهم، وسبع سنوات
لاثنين آخرين.
وأثارت جريمة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018، غضبا عالميا، وسط اتهامات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالوقوف خلف الجريمة، وهو ما تنفيه الرياض.
وبعدما قدمت السلطات السعودية روايات متضاربة ومتعددة لما حصل مع خاشقجي، أقرت بأنه جرى قتله وتقطيع جثته، بعد "فشل مفاوضات لإقناعه بالعودة إلى المملكة".
وفي تعليقها على الأحكام، قالت الرئاسة التركية إن الأحكام في قضية خاشقجي لم تحقق توقعات تركيا.
ووصفت خطيبة خاشقجي الأحكام النهائية التي أصدرها القضاء السعودي بأنها "مهزلة"، متهمة الرياض بإغلاق الملف من دون كشف هويات المخططين الفعليين للجريمة.
— Hatice Cengiz / خديجة (@mercan_resifi) September 7, 2020
وكتبت خديجة جنكيز عبر تويتر أن "المجتمع الدولي لن يرضى بهذه المهزلة. لقد أغلقت السلطات السعودية هذا الملف من دون أن يعرف العالم حقيقة المسؤول عن قتل جمال".
وفي أول تعليق أممي، أكدت الخبيرة في الأمم المتحدة التي حققت في شأن اغتيال خاشقجي، أن الأحكام السعودية التي صدرت في القضية لا تتصف بأي "مشروعية قانونية أو أخلاقية".
وكتبت المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول الإعدامات التعسفية أنييس كالامار عبر تويتر أن "المدعي السعودي اضطلع بدور جديد في هذه المسرحية القضائية. لكن هذه الأحكام لا تتصف بأي مشروعية قانونية أو أخلاقية. لقد صدرت إثر عملية لم تكن منصفة ولا عادلة ولا شفافة".
كما دانت منظمة "أطباء بلا حدود" هذه الأحكام. وصرح الأمين العام للمنظمة غير الحكومية كريستوف دولوار قائلا: "لم تسمح هذه المحاكمة التي غاب عنها الجمهور والصحافيون بمعرفة الحقيقة وكشف ما حصل في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018 في القنصلية السعودية في اسطنبول ومن أصدر مسبقا الأمر بارتكاب جريمة الدولة هذه".
في سياق متصل، وبعد ثمانية أشهر على إنتاجه، وإحجام العديد من الشركات الإعلامية العالمية عن عرضه، خوفا من مشاكل مع السعودية، قررت شركة "Briarcliff Entertainment" توزيع فيلم "المنشق" الذي يحكي قصة اغتيال خاشقجي، وإتاحته للعرض.
وحقق الفيلم الذي عرض في مهرجان "صن دانس" السينمائي ردود فعل
كبيرة، وحضرت هيلاري كلينتون العرض الأول منه، إلى جانب خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز.
وقالت الشركة، الأربعاء، إنها استحوذت على حقوق نشر الفيلم، ويصدر في دور
العرض، في أواخر هذا العالم.
وقال مالك الشركة: "آمل أن يكرس هذا الفيلم ذكراه وأن يضمن تحقيق
العدالة، وألا يغض مجتمعنا الطرف عن الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان التي
يرتكبها النظام السعودي (...) يسعدني أن يصدر الفيلم ، بعيدًا عن مصالح الشركات
والمصالح الخاصة".
والفيلم، الذي يتسم بطابع إخباري ودرامي، ناهيك عن أنه يقدم انتقادات لاذعة أخلاقية، أحد أكثر الأحداث إثارة للجدل في الشرق الأوسط والولايات المتحدة الحديثة، يسلط الضوء على العلاقات التي تربط بين المملكة العربية السعودية والشركات الأمريكية التي لا تفكر سوى بمنطق ربحي بحت.