هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أخيرا تكشّف الموقف السعودي تجاه الشعب اليمني، عن أسوأ النوايا وأكثرها هتكا للمروءة والوفاء ومكارم الأخلاق. فها هي خطبة الجمعة الأخيرة التي وُزِّعتْ مركزيا في السعودية وصدح بها خطباء جامدون متخشبون متنطعون، تكشف عن هذا التوجه بشكل واضح وصريح.
فقد أريد للوضع المأساوي الذي كرسته السعودية بكل ثقلها العسكري والسياسي والاستراتيجي في هذا البلد أن يبقى كمثال على سوء منقلب الربيع العربي، ودور الإخوان المسلمين الذين مثّلوا بنظر السعودية وماكينتها الإعلامية الحامل السياسي لهذا الربيع ونُعتوا بأبشع الأوصاف بسببه، وتطور الأمر إلى تهديد بعذاب مقيم في الدار الآخرة.
لا يمكن فصل ما لخصته خطبة الجمعة عن الموقف السعودي الذي يتجلى في أسوأ صوره اليوم على الساحة اليمنية، حيث تجري هندسة المشهد الجيوسياسي ليؤول إلى واقع يعتقد حاكم السعودية الفعلي، محمد بن سلمان، أنه سيهنأ بفترة حكم مستقرة إذا ما بقي اليمن ساحة صراع بين أطراف متفاوتة القوة.
لا يمكن فصل ما لخصته خطبة الجمعة عن الموقف السعودي الذي يتجلى في أسوأ صوره اليوم على الساحة اليمنية، حيث تجري هندسة المشهد الجيوسياسي ليؤول إلى واقع يعتقد حاكم السعودية الفعلي
تواصل القوات السعودية التعزيز بأرتال من المعدات العسكرية والأسلحة النوعية التي تصل تباعا إلى مرابض تشرف عليها غرب مدينة مأرب، وهو ما لا يمكن فهمه، خصوصا وأن هذا التدفق لا يحدث أثرا في سياق المواجهة الحالية مع الحوثيين
وفي الآن ذاته تواصل القوات السعودية التعزيز بأرتال من المعدات العسكرية والأسلحة النوعية التي تصل تباعا إلى مرابض تشرف عليها غرب مدينة مأرب، وهو ما لا يمكن فهمه، خصوصا أن هذا التدفق لا يحدث أثرا في سياق المواجهة الحالية مع الحوثيين.
لكأن المعارك التي تدور شمال غرب مدينة مأرب تجري بتنسيق مباشر أو غير مباشر، أو في أحسن الأحوال برغبة سعودية مقصودة في مزيد من استنزاف الحوثيين ومعهم قوات الجيش الوطني التي تواجههم، معتقدة أنها تذود بالفعل عن معقل يحرص التحالف على إبقائه في منأى عن احتمال السقوط، فيما يحرص التحالف على جعل المواجهات تلك تحت السيطرة لتؤدي ما كان يُراد له أن يُنجز عام 2014 في صنعاء.
إن أشد ما يثير مخاوف أنصار الشرعية في مأرب، مع تواصل استهدافهم بهذا الاستنزاف العبثي المقصود، وبإبقاء هذه الحالة من عدم اليقين بشأن مستقبل المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان على مستوى البلاد، هو أن ذلك يجري وسط الحملة الرسمية ضد الإخوان المسلمين في السعودية وتصدرتها، فتوى من هيئة كبار العلماء التي تشكلت حديثا في الرياض.
الحملة السعودية الرسمية المسعورة ضد الإخوان المسلمين، ربما استهدفت في المقام الأول كسر شوكة المقاومة الداخلية من جانب الشعب، لنهج القيادة السعودية الجديد، والذي يتميز بانغلاقه على الإصلاحات السياسية والحقوقية، واندفاعه نحو بناء تحالفات إقليمية جديدة