هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "إيكونوميست" مقالا تحدثت فيه عن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسيادة المغرب على الصحراء، وربطه بالتطبيع، وتحذيرات من مناورات تدفع بالمنطقة إلى الخطر.
وذكرت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاتفاق مكسب لإسرائيل"، وفي الوقت ذاته يثير قلق جيران المغرب وخاصة الجزائر التي ترى في العلاقه مع الاحتلال استهدافا لها.
وذكّرت المجلة بالصراع الذي اندلع عام 1975، عندما ضم المغرب الصحراء بعد انسحاب إسبانيا التي كانت تحتلها. وقاومت جبهة البوليساريو، التي تعتبرها الأمم المتحدة الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، لكن قوات الحكومة كانت متفوقة.
ومع سيطرة المغرب على حوالي ثلثي الإقليم، وسيطرة البوليساريو على الثلث الآخر، توسطت الأمم المتحدة في اتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1991 وعد الصحراويين بإجراء استفتاء على الاستقلال. لكن المغرب يقف في طريق ذلك.
وتابعت أن "الصحراء كانت في وقت ما ذات قيمة رمزية في المقام الأول، ولكنها أخذت في الازدياد. والجانب الذي تسيطر عليه البوليساريو لديه القليل من الموارد. لكن الجزء الذي يسيطر عليه المغرب غني بالفوسفات والأسماك. وقد توجد احتياطيات كبيرة من النفط قبالة الشواطئ. كما ترى المملكة أن الصحراء الغربية هي بوابة غرب أفريقيا التي تشتري الصادرات المغربية".
وأضافت: "لذا فإن المملكة تعمل جاهدة لتحويل سيطرتها الفعلية على الصحراء الغربية إلى شيء أكثر شرعية. وعلى مدار العام الماضي، أقنعت حوالي 20 دولة أفريقية وعربية بالاعتراف بمطالبها. يبدو أن الأمم المتحدة قد تخلت عن الإشراف على الاستفتاء. ولم يذكر قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في تشرين الأول/ أكتوبر بتمديد تفويض بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الاستفتاء، على الرغم من تسميتها ببعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء ".
وغرد ترامب قائلا: "اقتراح المغرب الجاد والواقعي والموثوق الحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار!"، في إشارة إلى اقتراح لا ترى فيه جبهة البوليساريو أنه جاد أو موثوق به.
وأضاف: "اعترف المغرب بالولايات المتحدة عام 1777 ومن ثم فمن المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغربية". والواقع هو أن كلا الفعلين أغفل رأي السكان الأصليين. يمكن أن يتبنى الرئيس المنتخب جو بايدن مقاربة أكثر إنصافا، بحسب المجلة.
وتقول المجلة إنه في "داخل المغرب، قرار الملك تطبيع العلاقات مع إسرائيل مثير للجدل. ويعارض العديد من الإسلاميين واليساريين هذه الخطوة".
وفي تشرين الأول/ أكتوبر، أغلق متظاهرون صحراويون المعبر الحدودي غير الخاضع للحراسة في الكركرات. من المفترض أن تكون المنطقة منطقة عازلة، لكن المغرب أرسل قوات لقمع الاضطرابات.
وأثار ذلك غضب إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، تخلى عن وقف إطلاق النار وأعلن مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات حول الساتر الرملي البالغ طوله 2700 كيلومتر، الذي بناه الجيش المغربي، والذي يفصل بين الجانبين.
ويعتمد الأمر على ما إذا كانت الأمور ستتصاعد أكثر، جزئيًا، على الجزائر. وهي تتنافس مع المغرب على الوصول إلى الأسواق وقد ترى فائدة في المشاكل المحيطة بكركرات.
لكن اتفاق ترامب يثير القلق. يحذر الجنرالات الجزائريون من أن الدعم الأمريكي والإسرائيلي قد يشجع المغرب في وقت تكون فيه الجزائر ضعيفة اقتصاديًا وغير مستقرة سياسيًا. وحذر رئيس الوزراء الجزائري، عبد العزيز جراد، من "تهديد حقيقي على حدودنا، يصل إليه الكيان الصهيوني".
وختمت المجلة بالقول إن "بعض هذا قد يكون محاولة من قبل القادة الجزائريين لتحويل الانتباه عن المشاكل في الداخل. لكنهم يحظون بتأييد روسيا التي انتقدت أمريكا لتصرفها من جانب واحد بشأن الصحراء الغربية. ومناورات اللاعبين المحليين والقوى الأجنبية تدفع بالوضع إلى منطقة خطيرة".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)