هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على ما قالت إنه قلق لدى مسؤولين في "حزب الله" اللبناني، إزاء احتمال اندلاع حرب في الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقل تقرير لمراسل الصحيفة بالشرق الأوسط، مارتن شولوف، عن مسؤولين في الحزب، وصفهم ترامب بالمجنون، وأنه قد يدفع مع إسرائيل باتجاه حرب ضد إيران وحزب الله قبل وصول إدارة جو بايدن.
وقال "شولوف" في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، إن حزب الله وخلال السنوات الأربع الماضية قاتل في سوريا، ودعم المليشيات الشيعية في العراق، وأدار السياسة في لبنان، وتجنب التسبب بحرب مع الاحتلال الإسرائيلي.
واستدرك بالقول إن قادة الحزب "المرهقين" يخشون من أن يقوم ترامب في آخر لحظات رئاسته بتنفيذ تهديداته "التي تتفوق على أي شيء آخر".
وفي معاقل حزب الله بلبنان، "يراقب عناصره عقارب الساعة والسماوات، ويسمع أزيز المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية منذ أكثر من شهر، مع ازدياد تردد الطلعات الجوية الإسرائيلية وكذا الأمن في الضاحية الجنوبية ببيروت، التي تعدّ عصب الجماعة المسلحة الأقوى في المنطقة".
وأضاف الكاتب: "يخشى قادة حزب الله وأعضاؤه البارزون من محاولة ترامب، ووزير خارجيته مايك بومبيو، وإسرائيل، استخدام ما تبقى من أسابيع قبل تنصيب جو بايدن، والتحرك بطريقة حاسمة ضد إيران وحزب الله".
وقال مسؤول بارز: "لديهم نافذة زمنية، ويحاولون إنهاء ما بدؤوه.. ولكن لا تقلق فالسيد (حسن نصر الله) آمن".
وفي مقابلات مع مسؤولين اثنين في المستوى المتوسط، بالإضافة إلى شخص ثالث مطلع على سياسات الحزب، فإنه من الواضح أن الحزب مصمم على عدم الانجرار إلى حرب مع الاحتلال، أو التصدر كمدافع عن إيران.
وعبرت المصادر الثلاثة عن اعتقادها بأن الإدارة الأمريكية المقبلة ستحاول التفاوض مع طهران، والعودة للاتفاقية النووية التي وقعها باراك أوباما وألغاها ترامب.
وقال مصدر: "هذا يعني تخفيف العقوبات وتخفيف الضغط عنا بشكل تدريجي.. يحاولون التسبب بضرر لإيران لتحطمينا، ولن ينجح ذلك؛ لأن الجميع شهود على الخطة منذ الصيف، ولدينا الوسائل للنجاة من الضغط".
وصارت الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا شبه أسبوعية من بداية 2017، وعادة ما كان يصاب عناصر شاركوا في تعزيز قوة نظام الأسد في سوريا.
وحضرت بصمات الاحتلال بقوة في مقتل عالم الذرة الإيراني، محسن فخري زاده، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، خارج طهران. وزاد من القلق في بيروت أن التمييز بين إيران وحزب الله قد يتغير في الشهر ونصف المتبقي على رئاسة ترامب.
اقرأ أيضا: ذا هيل: ما سيناريوهات رد فيلق القدس على مقتل "فخري زاده"؟
ووصف مسؤول بارز الأسابيع المقبلة بأنها "أخطر مرحلة منذ 30 عاما، والكل قلق ولأسباب واضحة". وحتى هذا الوقت، أظهر الاحتلال، وفق الصحيفة، حذرا في استهداف قادة الحزب البارزين في سوريا، وقام بإطلاق أهداف تحذيرية حتى تتجنب ضربهم. وواحد من تلك الأهداف كان في نيسان/ أبريل، وشمل على هجوم صاروخي ضد سيارة جيب على معبر حدودي من سوريا إلى لبنان.
وعندما هرب أربعة عناصر من السيارة ضربها صاروخ ثان ودمرها.
ودعم قادة الاحتلال وبقوة سياسة "أقصى ضغط" التي تتبناها إدارة ترامب ضد إيران، وقراره التخلي عن الاتفاقية النووية، وهي خطوة كان يعتقد أن من شأنها إضعاف الحزب.
وبحسب الصحيفة، فقد شكلت "العلاقات المشتركة الإسرائيلية – الخليجية ضد إيران، والتي دعمتها الولايات المتحدة، سببا في التوصل لاتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، والدفء في العلاقات بين الأخيرة والسعودية".
وتشير "الغارديان" إلى أن الاحتلال يؤمن بأن دول الخليج معادية لإيران وحزب الله مثلها "بل وأكثر"، وهي ليست مستعدة لمساعدة لبنان في أزمته المالية والاقتصادية طالما ظل حزب الله في الحكومة.
وقال مسؤول ثان في الحزب: "لا يهم كثيرا ما يقوله السعوديون.. يستطيع الحزب الاعتناء بنفسه، وعليهم فهم أنه لو انهار البلد فلن تخرج الأحزاب السياسية التي يدعمونها قوية".
وتساءل المصدر: "هل سيحاولون عمل أمر كبير ببيروت في الأسابيع المقبلة؟ هذا محتمل، وصحيح أن هناك حالة تأهب أمني في الضاحية والجنوب، وهذا من أجل حماية قادتنا، وليس لدينا شيء محدد، ولكن هناك شيء في الأجواء".
ويعدّ المحور الأمني قلب معقل الحزب في الضاحية، وهو محاط بالأسلاك، التي رفعت الأسبوع الماضي وسمح للسيارات بالمرور.
ووقف عناصر الأمن على جوانب الطرق، فيما تنتشر كاميرات مراقبة، ورفعت رايات تحمل صورة الجنرال قاسم سليماني، الذي قتل بغارة أمريكية بداية العام، وانتشرت معها أيضا صور حسن نصر الله.
وهناك ملصقات تحمل صور عناصر الحزب الذين قتلوا في سوريا والمواجهات مع سوريا.
وقال مسؤول في الحزب: "كما تعرف لا نخاف الموت.. لكن علينا حماية قادتنا، ونعرف أننا سنتضرر سياسيا لو حدث شيء لهم، وهذه أوقات خطيرة، وترامب مجنون، ولكن لن يحصل على ما يريد، فلا صبر لديه ولا وقت. ويعتقد الإسرائيليون أنهم قادمون إلينا، ولكننا نحن القادمون".