صحافة إسرائيلية

"معاريف": ساعر يخسر شعبيته ويفتقر للشخصية الكاريزمية

تراجعت شعبية ساعر في استطلاعات الرأي الأخيرة- جيتي
تراجعت شعبية ساعر في استطلاعات الرأي الأخيرة- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن غدعون ساعر زعيم حزب "أمل جديد" الذي انشق عن الليكود، تلقى في البداية دعما ممن اعتبروه فرصة لاستبدال بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، ولكن بعد ذلك نصب له الأخير فخا، وظهر ذلك جليا في الاستطلاعات.


وأضاف باروخ ليشيم في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أن "ساعر سارع بالزعم أنه سيشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة، ما يعني أنه تعلم بعض الدورات التدريبية من نتنياهو عندما شغل منصب رئيس طاقم الإعلام في الليكود، رغم أن ذلك لم يفده كثيرا بدليل أنه حصل على 12-13 مقعدًا في الكنيست المقبل من خلال استطلاعات الرأي، من أصل 120 عضو كنيست".


وأوضح ليشيم، المحاضر في قسم السياسة والاتصال بكلية هداسا، ومؤلف كتاب "نتنياهو مدرسة التسويق السياسي"، أن "هناك احتمال أن يحقق ساعر تقدمًا لافتاً، على طريقة اللاعب الكروي ليونيل ميسي، وأن ينجح في تجاوز خصومه، ويتصدر القائمة في استطلاعات الرأي، لكن مشكلته هي أنه يبدو أشبه بلاعب مشهور بسقوطه الوهمي من الطابق السادس عشر".


وأشار إلى أن "ساعر صحيح أنه يتمتع بقدرات لفظية عالية على تأليف نصوص تسويقية، ولكن هناك انخفاض كبير في قيمته الحزبية الانتخابية، وليس له شخصية كاريزمية وكاسحة يمكن أن تحفز الناخبين على التصويت له، بغض النظر عن رسائله السياسية، ويبدو أنه يعاني من انقسام حاد في الشخصية في محاولته الوصول إلى جماهير مختلفة تمامًا".

 

اقرأ أيضا: منافس بالانتخابات لنتنياهو يتراجع بقوة في استطلاعات الرأي

وأكد أن "الدرس الأهم أمام ساعر أنه لا يوجد سبب يبرر قيام معسكر يسار الوسط بإيذاء أحزاب "ميرتس وأزرق-أبيض والعمل" حتى يحصل ساعر على مقاعد أكثر، وهذا السبيل لن يسقط نتنياهو، لكن من الواضح أن ساعر افتتح حملته بخط موجه إلى الوسط السياسي، بإعلانه أن "من يريد أن يستمر نتنياهو رئيساً للوزراء، فلا يصوت لي، لأنني لن أؤيده تحت أي ظرف من الظروف".


وأوضح أنه "من خلال هذه الطريقة بدأ الفارون من أزرق-أبيض، اليائسون من قيادته، بالاعتقاد بأن رجلاً يمينياً فقط يمكن أن يحل محل نتنياهو، وقد توافدوا بأعداد كبيرة على حزب "أمل جديد"، الذي تجاوز في بداية مساره عتبة العشرين مقعدًا في استطلاعات الرأي".


وأضاف أن "ساعر واصل هذا الخط، وسحب الطعم النهائي للناخبين، وقدم حكومة يمكن أن تحل محل الليكود، وأظهر إعلان نيابة عنه حكومة "الكابوس" المزعومة لنتنياهو، وطالما كان "ثعلب الحملة" المخضرم هذا مخلصًا لنتنياهو، معتبرا أن الحملة الانتخابية الجيدة تحتاج إلى رجل سيئ، رغم أنه يعلن أن الليكود فقط هو الذي سيشكل حكومة يمينية كاملة، وأي تصويت آخر سيقود سواه لتشكيل حكومة دوارة مع بقية اليسار".


وأكد أن "ساعر وقع في هذا الفخ المفاجئ، وهاجم نتنياهو، حين اتهمه بإرسال نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء للسلطة الفلسطينية للتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، واعتبر أننا أمام مزيج خطير على إسرائيل من نتنياهو والسلطة الفلسطينية، ويجب أن نتذكر أن هذا شعار حزب الليكود الذي هاجم به حزب العمل في انتخابات 1996، برفع صور "شمعون بيريس وياسر عرفات" واعتبارها مزيجا خطيرا على إسرائيل".


وأوضح أن "ساعر يعرّف نفسه خلال هذه الفترة بأنه يقع على يمين نتنياهو، ولكن لماذا يجب أن يدعم ناخبو اليسار والوسط السياسي، ومعظمهم سبق أن صوتوا لشمعون بيريس وإسحاق رابين، من يدعي أن نتنياهو يساري مقارنة به، لكن السبب أنه كلما كان ساعر أقوى، أمكن استبدال نتنياهو بشكل أكبر، لكن التاريخ السياسي الحديث لا يدعم هذا الافتراض".


وشرح قائلا إنه "في انتخابات 2009، وقفت تسيبي ليفني في المقدمة بعد استبدال إيهود أولمرت بسبب التحقيقات ضده، وكان التصور أنه لا يمكن تشكيل حكومة إلا من حزب فيه يمينيون في الماضي، وبعض ناخبي حزب العمل وميرتس تركوا منزلهم السياسي، وقدموا لمساعدتها عبر حزب كاديما".


وختم بالقول إنه "بينما عاد اليمينيون في كاديما إلى الليكود، ورغم حصول ليفني على 28 مقعدًا، فقد خسر العمل وميرتس ثمانية مقاعد معًا مقارنة بانتخابات 2006، والنتيجة أن حزب الليكود خرج بـ27 مقعدًا، ما دفع إلى تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو".

التعليقات (0)