هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "أتلايار" الإسبانية مقال رأي للكاتب سانتياغو مونديخار، ترجمته "عربي21"، تحدث فيه عن وضع الفلسطينيين في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث توقع بعض الخبراء أن تطرأ عليه تغييرات إثر رحيل دونالد ترامب، بينما كان البعض الآخر أقل تفاؤلا.
وقال الكاتب إن الجدل الذي أثاره رحيل دونالد ترامب ووصول جو بايدن إلى السلطة قد مثل بارقة أمل للقضية الفلسطينية، ولكن يبدو أن الأمور لن تتغير على عكس التوقعات.
ومؤخرًا، تم تداول وثيقة مسربة في الإمارات من إعداد الإدارة الأمريكية تكشف بشكل مفصّل عناصر مبادرة تعكس الموقف الرسمي للولايات المتحدة بشأن عملية السلام الفلسطينية.
إلى جانب تقديم مساعدات عاجلة بقيمة 12 مليون يورو للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الجائحة في فلسطين، تسلّط الوثيقة المسربة الضوء على دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين الذي يتضمن إعادة فتح المكاتب الدبلوماسية الفلسطينية في الولايات المتحدة.
كما تدعو المبادرة إلى رفع التجميد عن التمويل المقدم لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، وإعادة طرح مسألة المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية.
اقرأ أيضا : رئيس الحكومة الفلسطينية لإدارة بايدن: نأمل لجم الاستيطان
وذكر الكاتب أن الوثيقة، التي هي في نهاية المطاف إعلان نوايا أكثر من كونها برنامج عمل واقعي، سُرّبت عشية الانتخابات الإسرائيلية وقبل بضعة أشهر من إجراء أول انتخابات فلسطينية منذ 15 سنة.
ومن الواضح أن الغاية من تسريب الوثيقة إعطاء جميع الأطراف المعنية لمحة عن قواعد اللعبة خلال السنوات الأربع القادمة.
تأتي الوثيقة المسربة في إطار حملة التطبيع العربية الإسرائيلية التي قللت بشكل كبير من عدد الفاعلين في النزاع، وكدليل على فشل مبادرة كوشنر التي كانت بالنسبة للفلسطينيين أشبه بقبول مقترح قتل المريض بدلا من علاجه.
وفي الحقيقة، إن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل ليس أمرا مفاجئا بالنسبة للحركة الوطنية الفلسطينية، التي كان تأسيسها رد فعل عن الإحباط الذي خلفته الهزيمة في حرب 1948 في نفوس الفلسطينيين وانسحاب الدول العربية.
وأشار الكاتب إلى أنه من غير المحتمل أن تتغاضى إسرائيل عن هذا الدرس، لأنها تدرك جيدا أنه من غير المرجح أن يستسلم الفلسطينيون لمصيرهم بمجرد فتح إسرائيل سفارات في العواصم العربية وكثرة الوفود التجارية.
على العكس من ذلك، قد يكون الشعور بالعجز والخذلان واليأس حافزًا لمنظمة التحرير الفلسطينية وأنصارها الأكثر تشددا في العالم الإسلامي لرفع رهاناتها ولن يكون ذلك بالضرورة ضد إسرائيل.
سيكون لجوء منظمة التحرير الفلسطينية إلى العنف مرة أخرى، بشكل مباشر أو من خلال الاستعانة بمصادر خارجية، من أفدح الأخطاء الاستراتيجية، على حد تحليل الكاتب.
وبرأي الكاتب فإن الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين في الداخل أو في الشتات محدودة. ومع عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل سنة 1967، بات يتحتم على القادة الفلسطينيين العمل على تجاوز الانقسام السياسي لغزة والضفة الغربية؛ ذلك أن الافتقار إلى الوحدة يقوض جهود الدفاع عن القضية الفلسطينية، ويشكك في قدرة هذه الأطراف على توفير حكم رشيد وترتيب الأولويات.
في حال كان التفاهم بين الفلسطينيين ممكنا، سيكون التقدم الاجتماعي أمرًا ممكنا أيضا والذي يحتاج حتما تطوير المؤسسات التي تمثل جميع الفلسطينيين وتشريكهم في صنع القرار وتحقيق التوازن بين الحقوق الفردية والجماعية، كخطوة أولى للتغلب على الانقسام الذي ما فتئ يقسّمهم. ولا بد أيضا من إصلاح الهياكل التي أظهرت عدم قدرتها على تحقيق الأمن والازدهار للشعب الفلسطيني.