ملفات وتقارير

ما وراء اتهامات روسيا لـ"تحرير الشام" بشن هجمات خارج سوريا؟

كانت روسيا ادعت أنها أحبطت هجوما "إرهابيا" في سيمفروبول واحتجزت اثنين من أنصار "تحرير الشام- تويتر
كانت روسيا ادعت أنها أحبطت هجوما "إرهابيا" في سيمفروبول واحتجزت اثنين من أنصار "تحرير الشام- تويتر

نفت "هيئة تحرير الشام" الاتهامات والمزاعم الروسية حول ضلوعها بالتخطيط لشن هجمات في مدينة سيمفروبول، عاصمة إقليم القرم.

ووضع مسؤول مكتب العلاقات في هيئة تحرير الشام، تقي الدين عمر، الاتهامات الروسية في إطار البحث من روسيا عن ذرائع لقصف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "المحتل الروسي يروج لهذه الاتهامات بين الفينة والأخرى، ويراد منها إيجاد مبررات لتدخلها في سوريا أولا، ولشن عدوان جديد ضد المنشآت الطبية والتجمعات السكانية في المناطق المحررة".

وقال عمر إن "الانفتاح الذي شهدته هيئة تحرير الشام منذ إعلانها، يأتي في صدد كسر العزلة التي فرضتها العديد من الدول والجهات على الثورة السورية، وإيصال صوتنا الحر وعدالة قضيتنا لشعوب العالم أجمع".

وكانت قوات الأمن الروسية ادعت في بيان، أنها أحبطت هجوما "إرهابيا" في سيمفروبول، واحتجزت اثنين من أنصار "تحرير الشام، كانا يخططان لتفجير إحدى المؤسسات التعليمية في المدينة".

وأضافت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أنه "تم اعتقال مواطنين روسيين من مواليد 1992 و1999 من أنصار التنظيم الإرهابي الدولي المحظور في روسيا، وقد خططا لهجوم مسلح باستخدام قنابل يدوية الصنع".

وتكررت الاتهامات الروسية مؤخرا لـ"تحرير الشام"، بالضلوع في هجمات خارج سوريا، حيث اتهمت روسيا في مطلع العام الجاري 2021 "تحرير الشام" بالتخطيط لهجوم مسلح في جمهورية بشكيريا الروسية، وهو ما يثير تساؤلات عن الأهداف التي تتطلع موسكو إلى تحقيقها.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، فراس علاوي، في حديثه لـ"عربي21"، أنه يمكن ملاحظة ثلاثة أهداف من وراء الاتهامات الروسية لـ"تحرير الشام"، بالتخطيط لهجمات في القرم وغيرها من المناطق خارج سوريا.

ويوضح، أن روسيا تحاول دائما خلق بيئة معادية في سوريا، لهدف تحقيق هدف موسكو المتعلق بإعادة سيطرة النظام على الأراضي السورية، وإيجاد هذه البيئة يستوجب الاتهام للقوى المسيطرة على إدلب ومحيطها، بمعنى آخر، تريد روسيا خلق عدو دائم، لإيجاد ذرائع لوجودها العسكري في سوريا.

ويلفت علاوي إلى الهدف الروسي الثاني، يرتبط بالجانب الأمريكي، موضحا: "تريد روسيا بعث رسائل للولايات المتحدة، مع ظهور مؤشرات على احتمالية إزالة الأخيرة لـ"تحرير الشام" من قوائم "الإرهاب"، مفادها أن روسيا ستبقى تتعامل مع "تحرير الشام" على أنها عدو وفصيل "إرهابي"، والحكم في هذه المسألة لا بد أن يكون محل نقاش بين موسكو وواشنطن".

أما الهدف الروسي الثالث، وفق علاوي، فيرتبط بالعلاقات والتفاهمات الروسية- التركية، ويقول: "الاتهامات الروسية المتكررة لـ"تحرير الشام"، من روسيا، هي موجهة لتركيا أيضا"، ويردف، الاتهامات هنا تذكير لتركيا، بأنها لم تف بالتزاماتها بملف "تحرير الشام" في إدلب، والانتقال منه إلى الملفات اللاحقة التي تم الاتفاق عليها في آذار/ مارس 2020، بين روسيا وتركيا.

بدوره، يعتقد الباحث في الشأن السوري أحمد السعيد، خلال حديثه لـ"عربي21"، أن الاتهامات موجهة للداخل الروسي، حتى تبرر روسيا تدخلها في سوريا، خصوصا أن الاتهامات بالهجمات لـ"تحرير الشام"، مرتبطة بمناطق قريبة من روسيا.
  
وفي شباط/ فبراير الماضي، دعت "مجموعة الأزمات الدولية" الأمريكية، الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى إعادة النظر في وضع مدينة إدلب، وتصنيف "تحرير الشام" في لوائح الإرهاب.

 

اقرأ أيضا: مقابلة للجولاني مع صحفي أمريكي.. رسائل عدة أراد إيصالها


التعليقات (0)