مدونات

هل تحقيق القائمة المرشحة لنسبة الحسم يعني حصولها على مقعد بالبرلمان؟

محمد عبد الله أبو لولي- كاتب مستشار قانوني فلسطيني
محمد عبد الله أبو لولي- كاتب مستشار قانوني فلسطيني

كثر التساؤل والجدل خلال الآونة الأخيرة في فلسطين حول بلوغ قائمة ما نسبة الحسم 1.5 في المئة من عدد الأصوات الصحيحة يجعلها تحظى بمقعد في البرلمان تلقائيا.


فقائل يرى أن هذا يتوجب لحماية حق المقترعين بمن يمثلهم كون نسبتهم قليلة، وقائل يرى أن تحقيق نسبة الحسم لا يعني ألبتة حصول القائمة على مقعد بحال من الأحوال بشكل تلقائي.

أمر كهذا، لا يُبنى على تكهنات أو عاطفة ما، فطالما هناك ناظم لعملية فرز الأصوات وتوزيع المقاعد، فإن هذا النظام هو الفيصل في تحديد ذلك، علما أن النظام الخاص بتوزيع المقاعد، سينطبق على كل قائمة حصلت على نسبة الحسم بعد أن يتم استبعاد القوائم التي لم تحقق تلك النسبة كافة. وعليه، فخلال إجابتنا عن هذا التساؤل المهم، فإننا يجب أن نتعرف على نظام توزيع المقاعد وفقا لنظام "سانت لوغي"، الذي تم اعتماده لتوزيع المقاعد، وهو على النحو التالي:

أولا: بعد قفل الصناديق وإتمام عملية الاقتراع، تكون عملية فرز الأصوات لمعرفة عدد الأصوات الصحيحة واستبعاد الأوراق الباطلة.

ثانيا: بعد استبعاد الأصوات الباطلة والملغاة، وتحديد عدد الأصوات الصحيحة، يتم استخراج نسبة الحسم 1,5 في المئة، لمعرفة القوائم التي حصلت على نسبة الحسم أو اجتازتها.

ثالثا: يتم استبعاد القوائم التي لم تجتز نسبة الحسم وتبدأ عملية، توزيع المقاعد من خلال قسمة عدد الأصوات التي حققتها كل قائمة على الأرقام الفردية (1,3,5,7,9،11،13،15،17،19)، وهكذا حتى تستغرق عملية القسمة عدد المقاعد البرلمانية 132 مقعدا، أو أن تستنفد القائمة.

رابعا: يتم ترتيب نواتج القسمة ترتيبا تنازليا، ومنح المقعد للقائمة الحاصلة على أعلى ناتج قسمة.

وهنا نلاحظ أن منح المقعد للقائمة مرتبط بناتج القسمة التي حققته القائمة، دون النظر لنسبة الحسم التي حققتها القائمة، ومن ثم فإن نسبة الحسم مطلوبة فقط لتؤهل القائمة لدخول مرحلة توزيع المقاعد وليس محاصصة المقاعد، بمعنى أن القائمة الحاصلة على أعلى ناتج عن عملية القسمة عند التوزيع، هي التي تستحق المقعد ولو كان الفارق صوتا واحدا.

وعليه، فإن الأمر محكوم ابتداء بتلك الأصوات الصحيحة التي تشارك في عملية الاقتراع، ثانيا عدد الأصوات الحاصلة عليها تلك القوائم، التي تتمتع بكتلة صلبة غير قابلة للذوبان أو الانتقاص نتيجة المتغيرات.

وهذا بحد ذاته يجعلنا ننظر إلى العملية الانتخابية بعين الاعتبار، من ناحية تمييز القوائم المتنافسة وقوتها على أرض الواقع، ونستقرئ المستقبل في حال تمت عملية انتخابية نزيهة، نكون أمام تقسيم مقاعد البرلمان على قائمتين أو ثلاث على أعلى تقدير، بينما القوائم الصغيرة التي لا تعتمد على كتلة صلبة، نجدها بالكاد تتحصل على نسبة الحسم، ولو حققتها فإن فرصتها أيضا ستكون ضعيفة في الحصول على مقاعد.

وهذا يجعلنا نقول بكل ثقة: ليس شرطا أن تحوز مقاعد في البرلمان تلك القائمة التي حصلت على نسبة الحسم، وبمعنى عام، فإن نسبة الحسم تؤهلك فقط للصعود على اللوج وتخوض سباقا جديدا وهو سباق التوزيع، وتنتظر بركات الله عليك، وهذا مرتبط بعدد الأصوات التي تحققها القوائم في ما هو أعلى من نسبة الحسم.

 

* مستشار قانوني
0
التعليقات (0)