هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعدت صحيفة عبرية تحقق "الأمنيات الإسرائيلية بأن تغرق غزة في البحر"، مؤكدة أن القطاع المحاصر بعد كل عدوان عنيف، "يطفو مجددا ومعه أسس القضية الفلسطينية".
وأوضحت "هآرتس" في مقال مشترك لكل من يونتال مندل ودوتان هليفي، أن "الأمل الأساسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل، اسحق رابين، الذي عبر عنه قبل ثلاثة عقود، بأن غزة تغرق في البحر، أصبح يشاركه فيه الكثير من الإسرائيليين".
وأضافت: "جملة ليت غزة تغرق في البحر يتردد صداها بين طائرات سلاح الجو، التي تلقي الكثير من القنابل على غزة، وبين المراسلين والمعلقين المتحمسين وعبر منشورات في وسائل التواصل، كما يظهر هذا الأمل في التصريحات القاسية لزعماء إسرائيل".
ومع هذا الواقع لدى الاحتلال، أكدت الصحيفة أن "غزة لا تغرق، بل تطفو في كل مرة من جديد، فأكثر من 1.5 لاجئ فلسطيني يشكلون 75 بالمئة من سكانها، يعودون ويطرحون الحقائق التي كنا نريد إغراقها، بأن الدولة اليهودية أقيمت عبر تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين، وأن نظرية إسرائيل الأمنية الآن تقوم، ضمن أمور أخرى، على سجن وقمع أحفادهم".
اقرأ أيضا: "هآرتس": حماس تريد استمرار الانتفاضة.. نتنياهو تحت الاختبار
ونبهت الصحيفة إلى أن "الرغبة الإسرائيلية في إسكات غزة، تنبع من الإدراك بأنها دائما ستكون هناك كي تذكر أين نوجد نحن، فالانتفاضة الأولى بدأت هناك، واتفاقات أوسلو ارتكزت على غزة أولا، وفي غزة تم تأسيس السلطة الفلسطينية، وهناك نمت حركة حماس".
وأشارت الصحيفة إلى أن الكاتبة عميره هاس كتبت في 1996 أن "غزة تضم في داخلها كل تاريخ النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين"، وعلقت الصحيفة على ذلك بقولها: "هذا لم يكن فقط تشخيص، بل نبوءة، وتمركز النزاع في غزة وزاد وتعاظم عند تولي حماس الحكم، وهنا ربما من الأسهل الكتابة عن غزة فقط بلغة..؛ غزة مثل الموت".
وذكرت أنه "عندما قررت إسرائيل تعليم دورة في جامعة بن غوريون مكرسة في معظمها لغزة، عن تاريخها ومجتمعها وثقافتها وسياستها، عرفنا بأن أحد الأمور الأكثر صعوبة التي نريد من الطلاب القيام بها، هو التفكير حول غزة من خارج إطار النقاش المعروف، وتحريرها من قيود المحللين العسكريين".
وأضافت أن "أكثر من 50 بالمئة من سكان غزة يبلغ متوسط أعمارهم 18 سنة، وهؤلاء نضجوا وغزة مغلقة ومحاصرة، ونحن سنحتاج لجهود كبيرة كي يعيش هذا الجيل في واقع مختلف، في دولة فيها المشكلات السياسية تحظى بحلول سياسية وليس عسكرية".
وتابعت: "يمكن لإسرائيل أن تنزع الإنسانية عن غزة، وأن تقلب الصفحة عندما نقرأ أن أكثر من 60 من القتلى في غزة هم من الأطفال في عمر نصف سنة حتى 16 سنة (بسبب الصواريخ الإسرائيلية)، كما يمكن الأمل بأن تموت غزة وتموت معها القضية الفلسطينية، ولكن هذه أفكار عبثية تحرف الأنظار عن الواقع وتبعدنا عن الحل".