ملفات وتقارير

حماس تنتقد الوسيط المصري وتهدد بالتصعيد مع الاحتلال

"حماس" تدرس خيارات التصعيد مع الاحتلال- جيتي
"حماس" تدرس خيارات التصعيد مع الاحتلال- جيتي

صعدت حركة حماس من لهجة خطابها حيال مصر، واتهمتها بعدم الوفاء بما التزمت به كوسيط بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وبين الاحتلال الإسرائيلي.

وتتحكم السلطات المصرية بشريان الحياة الوحيد لقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 15 عاما من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو معبر رفح البري، الذي يصل القطاع بالعالم الخارجي.

تحكم مصري كامل 

وزادت أهمية هذا المعبر، مع تطوير استخدامه لدخول العديد من البضائع والاحتياجات الأساسية لغزة المحاصرة، والتي تتحكم بها السلطات المصرية بشكل كامل؛ كمية وتكلفة وجودة، وزاد تحكمها بعد اتفاق قطر معها مؤخرا على توريد المواد الخاصة بإعادة إعمار القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. 

ومما يعكس استغلال السلطات المصرية لحالة القطاع المحاصر، ما كشفته سابقا "عربي21"، من تعمد مصر ضخ كميات البترول الممول من المنحة القطرية بشكل "تدريجي"، وهي الكمية المخصص ثمنها لمساعدة الجهات الحكومية التي (تشرف عليها حماس) تدير القطاع في دفع رواتب الموظفين في غزة، وهو ما أبقى تلك الجهات تحت رحمة "المزاج المصري" الرسمي. 

اقرأ أيضا: مصر تبدأ ضخ الوقود "تدريجيا" لدفع رواتب موظفي غزة 

وأفاد مصدر قيادي في "حماس" في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية، بأن "الحركة تدرس خيارات التصعيد مع إسرائيل في ظل حصار غزة وتباطؤ إعادة الإعمار"، مؤكدا أن "الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى واستهداف الأسرى سيفجران الأوضاع مجددا". 

وقال: "لن نسمح باستمرار الوضع الحالي، والمرحلة القادمة ستثبت مصداقية ما نقول"، معبرا عن "استياء حماس الشديد من سلوك الوسيط المصري، وتلكؤه إزاء وعوده تجاه غزة". 

وأكد أن "مصر لم تلتزم بما تعهدت به لحماس وفصائل المقاومة من إعادة الإعمار والتخفيف عن غزة، كما أنها (مصر) تواصل التنغيص على المسافرين الفلسطينيين إلى قطاع غزة". 

واتهم القيادي الذي لم يذكر اسمه مصر، "بمنع الآلاف من السفر من القطاع دون مبرر"، منوها إلى أن "سلوك مصر يعتبر تخليا عن تعهدها بإلزام إسرائيل مقابل التزام المقاومة بالتهدئة". 

سياسة المماطلة

وفي قراءته لما يقف خلف تصريحات حركة حماس حيال مصر، أكد المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "التصريحات التي تم تداولها على لسان قيادي في حركة حماس حول الدور المصري، هي مؤشر على حالة الإحباط التي تسود أوساط حركة حماس من الدور المصري تجاه تباطؤ مصر في تنفيذ الالتزامات المصرية؛ بالعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة". 

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه التصريحات التي صاحبها تهديد بالتصعيد، هي مؤشر على حالة الاحتقان وكأننا أمام دخان يسبق انفجار البركان، ومن يتابع الأوضاع المعيشية في قطاع غزة بعد معركة "سيف القدس"، يشاهد وضعا كارثيا ينذر بحالة من الانفجار". 

اقرأ أيضا: "يديعوت": هدوء غزة كاذب والسنوار يستعد للمواجهة التالية 

ورأى أبو عامر، أن "القوى الفلسطينية غير مستعدة لخوض مواجهات وصراعات داخلية، كما يحدث في مناطق أخرى من العالم، بل إن انفجار البركان سيكون في وجه الاحتلال، وهنا تتحمل مصر مسؤولية كبيرة، بأنها من جانب لم تمارس الضغط الكافي لإقناع الاحتلال بوقف سياسة المماطلة برفع الحصار ومحاولة كسب الوقت".

وذكر أن "هناك في ذات الوقت، حالة إحباط من الدور المصري في إدارة معبر رفح البري؛ سواء في تنقل المسافرين من وإلى القطاع، وحجم المعاناة الرهيب خلال سفرهم بصورة غير مبررة، علاوة على حرمان الآلاف من السفر  بالمرور عبر الأراضي المصرية". 

ونبه المختص، إلى أن "الشكوى تزداد حول عملية نقل البضائع إلى قطاع غزة من الجانب المصري، سواء جودة البضائع وكمياتها، علاوة على فرض زيادات على  أسعار البضائع التي يتم نقلها إلى القطاع بدون مبرر، ما أدى إلى تراجع قدرة الجهات الحكومية على القيام بواجباتها لتخفيف الضغوط المعيشية عن السكان".

ولفت إلى أن "ضغط الحالة المعيشية على سكان القطاع، إذا لم يتم تداركه بسرعة، فإن الخيارات السياسية للقوى الفلسطينية ستكون محدودة؛ بين خياري الاستسلام للواقع والموت البطيء وبين تفجير الموقف".

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي والأمني العميد مصباح أبو كرش، أن تصريحات "حماس" سالفة الذكر، والتي عبرت فيها عن "استيائها الشديد من سلوك الوسيط المصري وتلكؤه إزاء وعوده تجاه غزة"؛ هي "بمثابة رسالة موجهة من حماس لجميع الأطراف المعنية للوقوف أمام مسؤولياتهم وتعهداتهم تجاه معاناة أكثر من مليوني مواطن يعيشون قطاع غزة المحاصر". 

رسالة حماس

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "أن تصرح حماس بذلك، فهذا أمر طبيعي جدا أمام تلك التعهدات الصريحة التي حصلت عليها الحركة من خلال أكثر من طرف أبرزهم الوسيط المصري، من أجل إنهاء هذه المعاناة".

اقرأ أيضا: هآرتس: الدور المصري بغزة يتساوق مع سياسة إسرائيل

ورأى أبو كرش، أن "حماس لم تستهدف مصر من خلال هذا التصريح، فهي تدرك جيدا أن الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب الحقيقي لهذه المعاناة والمعطل لإنهائها؛ فهي بهذا التصريح تؤكد على ضرورة التزام هذا المحتل بتعهداته للوسيط المصري، وتدفع بشكل أو بآخر نحو تطبيق هذه التعهدات واقعا على الأرض".


ولفت إلى أن "توقيت هذا التصريح والصيغة التي استخدمت فيهن تدفعنا للتفكير حول وجود أسباب أخرى نجهلها كمتابعين للشأن السياسي؛ وهي أسباب تعلمها حماس جيدا وكل الأطراف المعنية، التي تم استهدافها بشكل غير مباشر من خلال رسالة حماس المباشرة للوسيط المصري". 

وذكر المحلل، أن "المطلوب هنا من كل فلسطيني غيور وحريص، هو التعامل بمسؤولية مع مثل هذه التصريحات الاستثنائية، وذلك بعدم الانجرار خلف محاولة قراءة مثل هذا التصريح بأشكال تتعارض تماما مع حرص حماس الشديد للحفاظ على العلاقات الفلسطينية المصرية التاريخية، وهي العلاقات التي لا تقبل هذه الحركة الفلسطينية بأي عملية مساس بها من قريب أو بعيد". 

جدير بالذكر، أن العلاقات بين "حماس" والسلطات المصرية الحالية، مرت بمراحل هبوط وصعود متعددة، فمن التحكم المطلق بمعبر رفح، إلى قيام الجيش المصري بإغلاق كامل للأنفاق بين القطاع وسيناء، التي كانت تستخدم لتزويد القطاع بما يحتاج من مواد أساسية إنسانية، وربما استخدمتها المقاومة في التزود بالسلاح لمواجهة عدوان الاحتلال.


واتهمت السلطات المصرية العشرات من القيادات المصرية ومنهم الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، بـ"التخابر مع حماس"، وقيام مصر باعتقال عناصر الحركة عبر "مصيدة" معبر رفح خلال سفرهم للعلاج وغيره، إضافة لتطويق القطاع بجدار أمني متعدد الطبقات من الجهة الجنوبية للقطاع، والذي اعتبر من قبل مختصين محاولة مصرية لـ"خنق المقاومة"، رغم تحسن ضبط الحالة الأمنية على طرفي الحدود. 

اقرأ أيضا: ماذا وراء بناء مصر جدارا أمنيا جديدا على حدود قطاع غزة؟ 

ويعاني القطاع المحاصر، من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، والعقوبات التي فرضتها السلطة على القطاع، ما تسبب في تفاقم الفقر والبطالة واستمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد من معاناة مختلف الفئات.


ومما ساهم في زيادة معاناة سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، الحروب الإسرائيلية المتعددة ضد القطاع، وتفشي وباء كورونا، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتجمد عملية إعادة الإعمار. 

التعليقات (4)
محمد غازى
الثلاثاء، 07-12-2021 10:45 م
ألمعلق، وكلاء ألإحتلال، كفى ووفى بتعليقه ألذى كان شرحا مفصلا لما يجرى فى مصر المحروسة، منذ إعتلى عرشها ألقزم المسمى السيسى إبن اليهودية. ألسيسى تم تعيينه رئيسا لمصر، ليدمر شعبها ومن خلاله جيشها الذى يعتبر أكبر جيش عربى. ألسيسى يريد تدمير قطاع غزة بالكامل تنفيذا لأوامر أهله فى تل أبيب، حتى يرتاح اليهود من المقاومة القائمة فى غزة ويصبح القطاع تماما كالضفة الغربية ألتى يحكمها أليهودى ألأول عباس!!! ألكل يعرف أن عباس وبعد قيام غزة بطرده من بلادهم، يحمل حقدا مربعا على غزة وأهلها ويود فناءها، حتى يرضى عنه أهله وسادته بنو صهيون!!!
مصري
الثلاثاء، 07-12-2021 09:55 م
اصلا اسرائيل قتلت الرئيس مرسي رحمة الله عليه بواسطة السيسي لانه الرئيس الوحيد الذي تحدى اسرائيل و اجبرها على وقف إطلاق النار على غزة عندما قال لن نترك غزة وحدها و لا استوعب كيف تثق حماس في السيسي و تتعامل معه و السيسي لا يمثل مصر في اي شئ بل هو يمثل اسرائيل
طارق الجزائري
الثلاثاء، 07-12-2021 09:00 ص
مصر بلحة ولي امر السذج والرعاع ومنهم المداخلة الصعاليك ...ليست مصر الرءيس الشريف وحبيب القلوب المتواضع الدكتور مرسي عليه رحمة الله وكل اخوانه الذين قتلهم الشيطان الحقود...
وكلاء الاحتلال اشد خطرا
الثلاثاء، 07-12-2021 08:00 ص
ماذا ينتظر الفلسطينيون من عصابة من الخونة والمجرمين تحكم الشعب المصري اذا كانت تلك العصابة تمارس اجراما اشد من ذلك على المصريين انفسهم من مصادرة اموالهم وممتلكاتهم ووضعهم على لوائح الارهاب وفصلهم من اعمالهم ومعاقبة من يقدم لهم العون والمساعدة بل ان تلك العصابة تنشر بلطجيتها على الطرق لجمع الاتاوات والمكوس الظالمة بالاضافة الى هدم بيوتهم التي اقاموها على ممتلكاتهم حتى بعد دفع الاتاوات الباهظة بحجة انها عشوائية تمهيدا للاستيلاء على الاراضي المقامة عليها تلك البيوت بحجة المصلحة العامة ومن يبدي اعتراضا او شكوى من هذا الاجرام فمصيره القتل او السجن في مقابر مكدسة بحطام بشر او الاخفاء القسري. ان تحرير فلسطين يبدأ من تحرير الشعوب العربية من وكلاء الاحتلال وان الحرب الحقيقية ليست مع الصهاينة والغرب الصليبي بل هي في المقام الاول يجب ان تكون حرب على وكلائه وعملائة فهؤلاء هم الاعداء الحقيقيون الذين يشكلون خطرا وجوديا على الشعوب اشبة بخطر الخلايا السرطانية في الجسد.

خبر عاجل