ملفات وتقارير

فنانون أردنيون يتحدثون لـ"عربي21" حول فيلم "أميرة"

جولييت عواد لـ"عربي21": الفيلم مخزِ- أرشيفية
جولييت عواد لـ"عربي21": الفيلم مخزِ- أرشيفية

ما زالت ردود الفعل على فيلم "أميرة" تتوالى، حيث أبدى فنانون أردنيون تحدثت معهم "عربي21"، رفضهم للفيلم، واعتبروه مسيئا لقضية الأسرى العادلة، ووصفوه بالمخزي، مؤكدين أنه أيضا معيب، ويجب ألّا يتم عرضه أو عمله من الأساس.


ولفت الفنانون إلى أنه يجب على الفن أن يعكس واقع قضايا الأمة، لا أن ينقل رواية الاحتلال، وأن يتحدث عن قضايا الشعب الفلسطيني، ومنها قضية الأسرى بواقعية وموضوعية، والإشارة إلى معاناتهم.


فيلم مخزِ


ووصفت الفنانة الأردنية جولييت عواد، "الفيلم بالمخزِي، واعتبرته طعنة قوية في ظهر الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، بحسب وصفها.


وعابت الفنانة بطلة مسلسل التغريبة الفلسطينية في حديث لـ"عربي21"، على كاتب النص ما قام بصياغته، معبرة عن اعتقادها بأن "كاتبه إما صهيوني أو بعقلية ونفسية صهيونية، أي بعقلية ونفسية مدمرة".


ووجهت عواد عدة تساؤلات للعاملين في الفيلم، حيث قالت: "إلا يخجل المنتجون الذين أنتجوا هذا الفيلم من أنفسهم، أليسوا هم عربا، ألم يشعروا بأن هؤلاء الأسرى هم يدافعون حتى عنهم وعن أبنائهم، كذلك ألم يقرأ المخرج النص ولم يطلع عليه، أقول له أيضا: كيف تُقدم على هذا العمل دون أن يتحرك في داخلك ضميرك تجاه هؤلاء الأسرى".


وتابعت موجهة كلامها للمخرج: "يجب ألا ننسى أن بين الأسرى من هم أطفال، وكذلك هناك شباب وشابات ونساء أيضا، أين موقفك من هؤلاء، كذلك ألم يقرأ الممثلون والممثلات النص؟ أليس الفن رسالة؟ هل هذه هي رسالتكم في الفن، أن تخدموا العدو؟! فإذا كانت هذه رسالتكم، فلتذهبوا إلى العدو ولتعيشوا عنده، ودعوه يتبناكم حتى تحاولوا إثبات وجهة نظره من مكانه".


وأكدت أنه "يجب على النقابات والمنتجين اتخاذ مواقف صارمة تجاه كل من ساهم في هذا العمل"، مضيفة: "بمعنى عدم مشاركتهم بأي عمل مقبل، كذلك المفترض بنقابة الفنانين أن تشاهد الفيلم وتشكل لجنة لتقييم العمل، وأن يتم إصدار بيان ضده".

 

وأضافت: "بالطبع، النقابة أصدرت بيانا، ولكن يجب السؤال عن من هو المسؤول عن إنتاج ومراقبة هذه النصوص وهذه الأعمال، وهذا السؤال يجب توجيهه إلى وزارة الإعلام، وإلى وزيرها تحديدا، من المخول بالسماح لهكذا فيلم بالخروج؟ خاصة أنه للأسف لا يوجد شخص معين لمراقبة النصوص لذلك، أصبح الأردن مباحا لهؤلاء الناس".


وحول إذا ما دافع صناع الفيلم عن أنفسهم بأنهم قدموا رؤية درامية فقط، قالت عواد: "الكلام عن أنه فقط نص درامي مرفوض نهائيا، لأنه حينما نتناول موضوعا له علاقة بالقضية الوطنية، سواء قضية الأسرى أو قضية الوطن أو المقاومة، يجب أن يكون العمل موضوعيا وواقعيا ولا يجوز الخيال أو التأويل به، هذا ما أفهمه".


وأضافت: "نعم، الخيال له مكان في نصوص معينة، ولكن بالنسبة للقضايا الوطنية لا يمكن أن يدخل الخيال نهائيا، إلا الخيال الذي يجعلنا نفكر كيف نصيغ هذه الفكرة بطريقة جميلة كي تصل للجماهير وتخدم القضية".

 

اقرأ أيضا: غضب واسع من "فيلم أميرة" لإساءته للأسرى الفلسطينيين

 

تشكيل لجنة للتحقيق


ومن المعروف أن الفنانين العرب يعارضون التطبيع والتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وتتم معاقبة أي ممثل يطبع مع الاحتلال، فمثلا، قامت نقابة الموسيقيين التونسيين في عام 2019، بإلغاء عضوية الفنان التونسي محسن الشريف، بعد زيارات متكررة لإسرائيل.


كذلك تم توجيه اللوم للفنان المصري محمد رمضان، عندما انتشرت فيديوهات وصور تجمعه بأحد المطربين الإسرائيليين في عام 2020، والتي سرعان ما نشرتها صفحات رسمية إسرائيلية، في مقدمتها صفحة المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي.


بدوره، اعتبر نقيب الفنانين الأردنيين، حسين الخطيب، أن "الفيلم يسيء إلى قضية الأسرى"، مضيفا: "كذلك هناك مئات القضايا التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، ألم يجد صناع الفيلم إلا هذه القضية ليتحدثوا عنها؟! بالتالي، في رأيي أن الفيلم موجه وهو ينطق بلسان الاحتلال، ويقول إن تهريبكم للنطف والذي اعتبرتموه اختراقا أمنيا لنا، لم ينجح بشكل كامل".


وحول الإجراءات التي يمكن أن تتخذها النقابة ضد الفنانين الأردنيين المشاركين بالفيلم، قال الخطيب لـ"عربي21": أولا النقابة لها موقف مبدئي ضد التطبيع، وهي ترفضه وتعارضه بشكل كامل، ولنا تجربة مع فيلم آخر متهم بالتطبيع، فحينما وصلنا نسخة من نص الفيلم، وبعد مراجعته، أوصينا الجهات المسؤولة بمنعه، وتم ذلك".


وأضاف: "وفيما يتعلق بفيلم أميرة، سنقوم بتشكيل لجنة لمشاهدته، وإصدار القرار النهائي تجاه العاملين فيه، فالنقابة لها قانون مُلزم لأعضائها، ويجرم التطبيع، بالتالي يتم فرض إجراءات عقابية على من يطبع عبر أي عمل فني".

 

اقرأ أيضا: حماس تدين "فيلم أميرة" ومحاولة تشويه معاناة الفلسطينيين

التشكيك بالأسرى مرفوض


من ناحيته، أكد نقيب الفنانين الأردنيين السابق، ساري الأسعد، أن "الفيلم فيه إساءة للأسرى، وتشكيك في أنسابهم، وهذا لا يجوز، وليس من حق أحد التشكيك في أنساب هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم وبأولادهم وبعيش حياة حرة كريمة من أجل شعوبهم".


وتابع الأسعد في حديث لـ"عربي21": "قضية الأسرى مؤلمة كثيرا، لأن منهم من بقي في المعتقل 30 سنة، ومنهم عشرين سنة، وهؤلاء الـ7 آلاف أسير في سجون الاحتلال ليس من حقنا المزاودة عليهم أو أن نشكك في أنسابهم ونطعن في وطنيتهم، بمعنى أنه حينما يقول الفيلم إن هذه الفتاة جاءت من نطفة جندي صهيوني، يعني ذلك أن بقية من جاء بهذه الطريقة صهاينة، وهذا الكلام ليس من حق أحد قوله، أو التشكيك بأنسابهم".


وأوضح أن "المأساة والمشكلة تكمن في أن الفيلم أوصل رسالة تشككك في كل من هرب النطف، وبالتالي شكك في أنساب الأسرى، والمفروض بنا نحن الفنانين أننا أصحاب قضايا تتعلق بأمتنا وأوطاننا، وبالتالي ليس من حقنا أنه فوق الظلم الذي يقع على هؤلاء الناس أن نشكك في أنسابهم، بل على العكس، يجب علينا حمل قضيتهم، والدفاع عنها، وليس التشكيك فيهم".


واعتبر أن "الفيلم أساء للأردن أيضا قبل أن يسيء إلى الأسرى؛ لأن الأردن قدم شهداء في عدة معارك بفلسطين"، مضيفا: "أيضا هناك تمويل من جهة فلسطينية للفيلم، وبالتالي أيضا ندين هذه الجهة الفلسطينية الممولة له، لأن قضية الأسرى قبل أن تكون عربية هي فلسطينية بالدرجة الأولى، وبالتالي هم يتحملون المسؤولية، وجزء كبير من الذي حدث".


وحول المطلوب من نقابة الفنانين، قال الأسعد: "بداية، النقابة موقفها واضح، وهي أولا وأخيرا ليست مع هذا التوجه، ولا مع هذه الأعمال التي تسيء إلى أسرانا، وتسيء إلى المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، كذلك هذه الأعمال لا تسيء فقط إلى الأسرى، بل لكينونة الأمة، بالتالي النقابة موقفها من هكذا أعمال واضح وصريح، ولكن للأسف ليس لها صلاحيات إيقاف أو منع عمل، فهذه الإجراءات من مسؤوليات المؤسسات الرسمية داخل البلد".


وتابع: "وفيما يتعلق بموضوع القضايا القانونية تجاه الفيلم أو العاملين فيه، الجهة المسؤولة عنه هي الهيئة الملكية للأفلام، وبالتالي المفترض بها أن تتحمل مسؤوليتها، وبالمحصلة إذا كانوا في الهيئة يعرفون محتوى هذا الفيلم فتلك مصيبة، وإذا كانوا لا يعلمون محتواه فالمصيبة أعظم".

 

اقرأ أيضا: مصدر حكومي أردني يتحدث لــ"عربي21" عن فيلم "أميرة"

يشار إلى أن فيلم "أميرة" أثار الجدل، وتوالت الردود الرافضة له على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضا لقصته التي تحدثت عن تهريب نطف الأسرى إلى خارج السجون الإسرائيلية.

وتتلخص قصة الفيلم في أن فتاة شابة، والتي كانت تعتقد أن والدها هو أسير فلسطيني هرب نطفته خارج السجن، تكتشف أن والدها الحقيقي هو ضابط إسرائيلي، وأن النطفة المهربة تخصه هو لا الأسير الفلسطيني.

وأثار الفلم موجة غضب واسعة في الأردن وفلسطين، حيث طالب النشطاء بسحبه ومنع بثه، معتبرين أنه يشكل إساءة للأسرى الفلسطينيين، الذين يعدّون إحدى القضايا الرئيسية التي تشغل الفلسطينيين.

ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي 4400 أسير، بينهم 39 أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو 160 طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين 430 معتقلاً.

التعليقات (1)
Hasan Aswad
الخميس، 09-12-2021 04:08 ص
يتسابق العرب اليوم للتطبيع مع المحتل والسؤال ؟ من أصحاب القرارات الشعوب أم الحكام ؟ ونعلم أن من يعيّن الحكام هي الماسونية إذالاغرابة في كل مايحصل وأضيف علاقات المغرب اليوم مع الكيان الصهيوني وأن السوري والعراقي يحظرعليهما دخول المغرب ، وأكثرمن هذا إن تزوجت إمرأة سورياً تعاقب بالحبس ومصادرة أملاكها وأصبح نشيد بلاد العرب أوطاني يدعو للضحك .